مقال رأي

التاريخ يعيد نفسه .. ولا نتعلم !

بقلم الأمين العام لجبهة الأصالة والتنمية ” خالد الحماد “

اليوم تعالت الأصوات ،وتفجرت البيانات تدين جبهة فتح الشام (النصرة) وتدعو لقتالها واستئصالها .. حقيقة أنا تعجبتُ واستغربتُ حين قرأت ثم أعدتُ القراءة ..لم أكن مصدقا لذلك وكأني أحلم !!

من عمل في الساحة السورية وعرف مناهج وأفكار الجماعات يتوقع هذا وما بعد هذا ..ولقد توقعتُ هذا اليوم وساعة الصفر ،ولكن مابال دراويش المشايخ وسُذّج المثقفين لا يعرفون ألم الخنجر إلا بعد غرزه في الجسد..أهي قلوب بيضاء أم تخبط في المناهج وإحسان الظن في أهل السوء ..!

في عام ٢٠٠٦م قامت تمثيلية حرب تموز وأبطال المسرحية هم (حزب الله والكيان الصهيوني ) وصفقالجمهور كعادته ،وضجت المنابر بالقنوت والدعاء لرأس المقاومة وشيطانها حسن نصر الله،وكانت الشوارعفي سوريا تخلو تماما حينما يخطب !!

وعندها تكلمنا بصوت عالٍ ووزعنا فتاوى العلماء الكبار بحرمة نصرة هؤلاء وأنهم أعداء لنا عملاء لعدونا !

وقلنا للناس : من يُكفر الصحابة ويتهم عرض النبي صلى الله عليه وسلم لا يمكنه بحال أن ينصر الدين ولايحرر شبرًا من فلسطين ..فكيف بالأقصى ؟!

وعندها قامت علينا الألسن الحداد وتم وصفنا بشتى الأوصاف وأبرزها عملاء بني صهيون ..بل وكفرونا،وتولى كبْرُ ذلك (دراويش الصوفية وشيوخهم والقومجية وعامة (المثقفين ) ولا ثقافة)

ثم بعد ٦ سنوات فهموا ولله الحمد ما قلنا وما انتهجنا ..ولكن لازال التاريخ يعيد نفسه والسذاجة هي الداء الذي يتكرر ،والدروشة طريق حسن الظن بالداء !

ففي بداية الثورة قلنا محذرين من القاعدة :احذروا أهل العراق لا تستقبلوهم لانهم سيفسدون جهادكم كماأفسدوه في العراق ومن قبل في أفغانستان ..فقالوا فينا ما قالوا 🙁 مرجئة ،جامية ،مداخلة ..) بل وحذرواوتمالؤوا وأشهر ما كُتب يومها مقال للكاتب الأردني (مجاهد مأمون ديرانية) بعنوان (احذروا الصحوات)،وذكرنا صراحة يومها وأوغل في البهتان وزاد ..

وحذرنا مرة أخرى من مشروع القاعدة وأخواتها في اجتماع ضم جميع الفصائل في مقر جبهة الأصالة عندما تم الاعتداء على جبهة ثوار سوريا حينما وقف الجميع ليشهد على نحر جمال معروف بصمت ..

وقلنا والله يشهد على ذلك يومها أمام الجميع : أننا نُدين الله عزّ وجل بأنهم خوارج وداعش والنصرة وجهانلعملة واحدة ،وشكِّلوا جيشا موحدا يقف أمامهم ويكسر شوكتهم حتى يخضعوا للمحاكم الشرعية ..فكانبعدها(جيش الفتح) وهم على رأسه،والصمت سيد الموقف ..والمصالحات تتم بعد نحر الضحية !!

واليوم خرجت الفتاوى واهتزت الاكتاف ،ولسنا ضد هذا ،ولكن تأخرتم كثيرا في كشف الداء ووصف الدواء..والآن تم البتر حيث لا فائدة !

والسؤال الذي يطرح نفسه هل فقط (فتح الشام) خوارج أم أن الصمت لازال سيد الموقف ؟!

ياسادة : كل من يخالف الإجماع السوري في حقن الدماء ،ويرفع مشروعا وراية تخالف المصلحة العامة فهوخارجي مهما كان قوله وفعله !

الفكرُ لا يُحارب إلا بالفكر ،والإسلام دينٌ عظيم نرفع به رأسا ولا عزة لنا إلا به ،ويجب أن نفهمه الفهم الصحيح كما فهمه الأولون أئمة الهدى لا كما يفهمه الشيخ (ابو فلان) أو الدكتور(أبو علان) أسماء خرجتعلينا كفقاعة الصابون وستذهب سريعا ..فالعلم لا تحكمه العواطف ،ولكنه هو من يحكم العواطف حتى لاتتحول إلى عواصف تدمر الأخضر واليابس ..

الرسالة التي أردتُ إيصالها أننا لا نُجامل في دين الله ولا في دماء الناس،وكذلك لا نتبوأ مكانا علميا لسنا بأهلهفنغش الناس بفتاوى ونزكي

ملاحظة : وكالة خطوة الإخبارية لا تتبنى وجهة نظر كاتب المقال وليس من الضروري أن يعكس مضمون المقال التوجّه العام للوكالة

احمد الحماد-01

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى