معاناة رغيف الخبز و مزيداً من ضحايا الجوع و الحصار في حمص
أصبح رغيف الخبز حلماً لدى أهالي حي الوعر في زمن حكم الأسد ، فبات رغيف خبز و الملامح لشهداء الخبز صورة ترتسم في القمر بالسماء بمخيلة الأطفال الجياع فهم ينظرون للقمر بضلوع نافرة ، بينما كانوا من قبل يرسمون ملامح وجه من يحبون
بحسب مراسل وكالة “خطوة الإخبارية” في حي الوعر بحمص أن الحي اليوم الاثنين السادس عشر من مايو أيار الجاري و بعد معاناة استمرت 7 ساعات بعد سماح النظام للأهالي بشراء الخبز في انتظار الدور على الفرن الآلي ، ربما يحصل على دور وربما لا يحصل حدثت حالات إغماء عدة أغلبها من النساء و الأطفال الذين توافدوا للحصول على الخبز و تقدر أعدادهم بالآلاف نتيجة التدافع و التضارب و رؤية هذه الجموع على طاقة واحدة للفرن الآلي شيء مرعب على حد وصفه و ذلك بسبب عدم تنظيم قوات النظام لوقوفهم بانتظار رغيف الخبز
وأضاف المراسل أن ثلاث حالات من النساء وصلت إلى المشفى الميداني قيد العلاج من حالات التدافع و يوجد حالات رضوض و أيضاً مناشدات من العائد خاويا لوقف هذه المهزلة “اقتتال الناس على الدور و النظام ينظر إليهم و هو في قمة السعادة”
و أشار مراسل الوكالة إلى وفاة “عبيد العبد الله” و هو مصاب بالسرطان بسبب عدم توفر العلاج و الجرعات الدوائية لحالته اليوم كما توفيت الطفلة “لميس العيسى” البالغة من العمر (سبعة أشهر) في حي الوعر المحاصر بسبب تراكمات صحية و غذائية و عدم توفر أطباء مختصين لتقييم حالتها قبل يومين أيضاً توفي رجل بنوبة قلبية بسبب قلة حيلته أمام جوع أطفاله حيث ذكرت زوجته بأنها كانت تدخل و تجده يبكي كالأطفال عندما يسمع أطفاله و هم يصرخون (ماما جوعانين خلي بابا يجيب لنا فروج و جبنة و خبز) قبل أسبوع
و الجدير بالذكر أن النظام كل يومين أو ثلاثة يقوم بالسماح لبعض العائلات و التي لا يتجاوز عددهم العشرين شخص بشراء مادة الخبز من الفرن الآلي و عند رجوعهم ، يخبرون بقية الأهالي أن الحاجز سمح لنا بشراء الخبز فيذهب بعض الأهالي إلى الفرن الذي تحت سيطرة النظام فيقوم الحاجز بطردهم كعملية إذلال كبيرة بحقهم و خلق نوع من الفتنة بين الأهالي الجياع
هذا و للشهر الثالث على التوالي يعيش حي الوعر حصاراً خانقاً و موتاً سريرياً منتظراً حصول كارثة إنسانية تهدده أمام مرأى و مسمع من المجتمع الدولي و المنظمات الإنسانية التي تعمل لأجل حقوق الإنسان و كرامته تقف عاجزة أمام تقديم شيء لهذا الحي المحاصر .