بحث علمي يكشف أسرار الرشاقة لدى البشر الذين لا يسمنون.. دراسة قد تؤدي لعالم بلا سُمنة
تصاعد في السنوات الأخيرة الاهتمام بـ الرشاقة والتنحيف، والابتعاد عن زيادة الوزن بشكل كبير، وكثُر الحديثُ عن الحميات الغذائية المتنوعة، حتى باتت غير معدودة ولا يمكن حصرها، وصارت مهنة خبير التغذية اختصاصٌ شهيرٌ يتسابق الأشخاص لامتهانه.
ابتكار دواء للرشاقة
وتبعاً لذلك صار اهتمام العلماء بالبحث عن أسرار الرشاقة أكثر وضوحاً في الآونة الأخيرة، حيثُ أعلن معهد “التكنولوجيا الحيوية الجزيئية” التابع لـ ” أكاديمية العلوم النمساوية” بحسب وكالة نوفوستي للأنباء، أنّ جيناً واحداً خاصاً يمكن أن يكون مسؤولاً عن نحافة الإنسان، وهذا يعني أنه أصبح بإمكان العلماء ابتكار “دواء الرشاقة” الذي يعمل على جينات الإنسان وبالتالي ستختفي السمنة وزيادة الوزن من الأجيال التالية حتى.
مجالاً جديداً للدراسات
ومن جهتها أشارت مجلة “Cell” إلى أنّ العالم “جوزيف بينينغر” أحد المشرفين على البحث حول “جين الرشاقة” يقول إنّ “غالبية العلماء يدرسون السمنة وعلاقتها بعلم الوراثة، أما نحن فقد غيرنا التكتيك ودرسنا سر الرشاقة، والنحافة الطبيعية، أي أننا فتحنا مجالاً جديداً للدراسات”.
الأجساد التي لا تعاني من زيادة الوزن
وذكرت المجلة أنّ الباحثين في معهد التكنولوجيا الحيوية الجزئية يعملون على قاعدة بيانات “المركز الإستوني للوراثة” واتضح لهم أنّ هناك مجموعة من الأشخاص الذين لا يزداد وزنهم مهما تناولوا كميات كبيرة من الطعام، أو حتى أنواعاً من النشويات والسكريات المعروف عنها زيادة الوزن بشكل كبير، وتساءلوا ما هي أسرار الرشاقة التي يتمتعون بها، لذلك بدأوا يبحثون عن مؤشرات جينية مشتركة بين أفراد هذه المجموعة ” المضادة للسمنة”.
واتضح لهم، أنّ طفرة في الجين ALK قد تكون مسؤولة عن النحافة، وأنّ طريقة تكوّنها في الجسم، يمكن أن يؤدي إلى تسريع عملية حرق الدهون، والمواد الأُخرى التي تتراكم مسببةً السمنة وزيادة الوزن.
اقرأ أيضاً : رشاقة وحركات لافتة.. روسية شهيرة تقوم برقص الجمباز من على سريرها بغرفة النوم (فيديو)
كيفية عمل ال “جين ALK”
ومن جهته يُشير الباحث “مايكل أورتيهوفر ” إلى أنّ “الجين ALK ” دُرس بصورة مفصلة في سياق الدراسات في مجال أمراض السرطان، ولكن لا يُعرف إلا القليل عن دوره البيولوجي خارج حدود هذا السياق، إلى أن اكتُشف حديثاً أن له علاقة كبيرة بعمليات الاستقلاب في الجسد وتخزين الدهون من عدمه، وزيادة الوزن.
كما ذكرت الصحيفة أنّ الاختبارات التي أُجريت على الحشرات والحيوانات، بينت أنّ كبح الجين ALK في منطقة ما تحت المهاد، التي تعتبر مركزاً لتنسيق عملية التمثيل الغذائي، يؤدي إلى حرق الدهون، وعدم تخزينها، والتخلص منها بطريقة سليمة دون أن تتسبب في زيادة الوزن.
مستقبل خال من زيادة الوزن
وأكد الباحثون أنّ الدراسة المفصلة الجارية حالياً على هذا الجين ودوره في جسم الإنسان، سوف تنقل علم الجسد إلى مرحلة أُخرى، أكثر أهمية، وقد تمنح البشرية عالماً خالياً من السُمنة وزيادة الوزن، والتي لا تمثل شكلاً غير محبذ فقط، بل إن هناك أمراضاً كثيرةً تسببها زيادة الوزن بشكل مباشر أو غير مباشر، وأخطرها والتي هي أكثر شيوعاً أمراض القلب والكوليسترول والسكري، والتي تقتل سنوياً أعداداً كبيرة من البشر حول العالم .
