الطاقة البديلة

البرانا وأسرار الطاقة الحيوية العاقلة.. كيف تعمل وطرق التحكم بها

البرانا هي الطاقة الحيوية والقوة المحركة لأشكال الحياة المتجسدة مادياً، فبينما يطرح العلم المنهجي التابع إلى “المذهب المادي” أن جسم الإنسان ليس سوى آلة وتفاعلات فيزيائية وكيميائية، وبأن الحيوية المفعمة في الكائنات هي مجرد نشاطات ميكانيكية للأعضاء الجسدية، يرى علم الطاقة بأن جسم الإنسان هو كالآلة في النشاط الداخلي، ولكن ليس كالآلة التي يصنعها الإنسان، بل هو آلة حيوية ذاتية الحركة والضبط والتعديل، مفعم بطاقة الحياة الواعية المتحفزة والمشكلة لكافة نشاطاته الجسدية والنفسية كذلك.

 

ما هي البرانا

 

ويقول علم الطاقة الحيوية رغم أن تجلي هذه القوة الحيوية “البرانا” يعتمد على المادة العضوية لكنها ليست ككل القوى التي نعرفها كالحرارة أو البرودة والكهرباء أو التجاذب الجزيئي، بل هي القوة التي تدير كل هذه العمليات الفيزيائية، ويعتبر العضو الجسدي الذي تتركز في داخله ومن خلاله تمنح “الحيوية” لكافة أجزاء الجسم الأخرى، هو العصب الشوكي للعمود الفقري.

 

برانا هي كلمة سنسكريتية أساساً وترجمت إلى الإنكليزية  Science of Breath فأصبحت تعرف بـ “علم التنفس” وهذا خطأ شائع سببته الترجمة، فرغم الدور الكبير الذي تحدث عنه كبار المعلمين في علم الطاقة حول التنفس وأثره في تحفيز الطاقة الحيوية للجسم، إلا أن البرانا ليست فقط التنفس، بل هو جزء منها لا أكثر، حيث عرفتها نصوص الأوبانشاد بأنها “سبب كل حركة في العالم العضوي وعالم الجماد” وهي قوة قائمة بذاتها وتعمل بالتزامن مع القوى الفيزيائية والكيميائية وكل تلك القوى هي تعبير بطرق مختلفة عن الطاقة الحيوية البرانا.

 

وفي علم اليوغا “البرانا” هي التي تولد الذبذبات في الذرة التي ينشأ منها أشكال المادة، وبالتالي فهي التي تعطيها صفة “الحيوية” وتحفز الحركة داخل الأشكال المنبعثة من تلك الذرة، وتساعدها على التطور بشكل عاقل ومتناسب وليس بشكل فوضوي، ولهذا فعلم اليوغا يربط بين العقل والطاقة الحيوية ويعتبرهما مكونين لشيء واحد هو البرانا.

اقرأ أيضاً:

اليوغا بعيداً عن الأوهام.. منهج فكري وممارسة جسدية للشفاء وتطوير الذات

العلاقة بين البرانا والأمراض

 

وفي العلم الحديث “المذهب المادي للعلوم” إذا تغيرت النشاطات العقلية لأي كائن حي، تتغير معها الهيئة العضوية للأعصاب والخلايا أيضاً، وأثبتت التجارب أن الجهد العقلي يشكل أساس الحالة الجسدية ويؤثر على مستوى أداء الأعضاء، وأي خلل في النشاط العقلي يؤدي إلى أمراض معينة لأنه يؤدي إلى خلل في العمل الحيوي للأعضاء، والمثال البسيط على ذلك هو (الغضب) والذي يؤثر بشكل مباشر على انقباضات القلب وسرعة التنفس وتشنج الأعصاب، وهنا يتقاطع المذهب العلمي مع المذهب الحيوي بشكل كبير، لأن علم الطاقة يرى أيضاً أن أي خلل في عمل العقل يؤدي إلى خلل في ذبذبات الأعضاء والخلايا وتعطيل لمسار الطاقة الحيوية في جسم الإنسان وبالتالي نشوء أنواع عدة من الأمراض، ويعتبر أن التحكم بالطاقة الحيوية يأتي من العقل أولاً ثم تنشأ العملية التبادلية فالعقل يسير الطاقة الحيوية بشكل صحيح وهي بدورها تسيطر عليه للوصول إلى الشفاء والوعي.

 

وغاية اليوغا وكل ممارسات الطاقة الأخرى هي إقامة تناغم كامل بين النشاط الحيوي “البرانا” والوظائف العقلية، للتحكم بالقوى الجسدية والنفسية والروحية للإنسان، والارتقاء بها ومنحها الوعي الذي يبعدها عن الأفكار الخاطئة والممارسات الخاطئة.

اقرأ أيضاً:

ماذا تعرف عن علم الراديسثيزيا واستخدام الباندول الكاشف في تحليل الشخصية إليك أسهل الطرق

الشاكرات

 

ومن أجل التحكم بالطاقة الحيوية للجسد بشكل كامل يجب على الإنسان معرفة مركز قوتها وطريقة عملها (وهنا يأتي دور العقل مجدداً) وذكرنا أن البرانا تتركز في العمود الفقري، ولها عدة مراكز تنطلق منها وهي ذاتها التي تخرج منها لأعصاب الحسية والحركية وتنتشر في كافة أنحاء الجسم، وهناك تياران رئيسيان للبرانا ويسميان باللغة السنسكريتية “إيدا” التيار الوارد، وبينغالا “التيار” الصادر، ويجريان في قنوات الطاقة الأمامية والخلفية للعمود الفقري، إضافة أن لها مركز رئيسية تختلف وظائفها بحسب موقعها وتسمى (شاكرات) قسمها اليوغيون إلى سبعة بحسب مواقعها ووظائفها، والوسيلة الوحيدة للتحكم بها هي معرفة هذه المراكز، وكيفية التعامل معها، وهنا نعود لمسألة “التنفس” والتي ذكرنا أنها جزء من علم البرانا، حيث يساهم التنفس الصحيح والهادئ  في ضبط عمل الشاكرات، وهذا ما نراه في ممارسات اليوغا التقليدية ( التأمل) من حيث الجلوس بوضعية “اللوتس” والتنفس وفق منظومة معينة تتمثل في استنشاق الهواء من الأنف وإخراجه من الفم بهدوء.

41238 1

اقرأ أيضاً:

تدريبات خفيفة لـ إنقاص الوزن باليوغا بعد الإفطار تعرف عليها -فيديو

والشاكرا هي كلمة سنسكريتية تعني “دوامة” أو “عجلة” وهي تبدو كذلك فعلاً، وتوصف الشاكرات في الأدبيات الهندية بأنها بتلات اللوتس، أو عجلات متعددة الألوان تدور بسرعات متفاوتة خلال علاجها لطاقة البرانا الداخلة والخارجة من الجسم، والشاكرات أكثر كثافة من الهالة وأقل كثافة من الجسم المادي، وتتفاعل معه عبر الغدد الصماء والنظام العصبي، وكل واحدة من الشاكرات السبعة مرتبطة بإحدى الغدد الصماء وكذلك بمجموعة معينة من الأعصاب (الضفائر) وبالتالي شاكرا تؤدي وظيفة معينة في الجسم مسؤولة عنها إحدى الضفائر أو إحدى الغدد الصماء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى