الشأن السوري

إيران تقترب من إنهاء طريق بري استراتيجي بين سوريا والعراق

نشرت صحيفة غارديان البريطانية تقريراً أوضحت فيه أن إيران على وشك إكمال مشروعها الاستراتيجي بتأمين ممر بري يخترق العراق في نقطة الحدود بين البلدين ثم شمال شرق سوريا إلى حلب و حمص و ينتهي بميناء اللاذقية على البحر المتوسط، وأن قوات كبيرة من المليشيات الشيعية تضع اللمسات الأخيرة على خطط للتقدم بتنفيذ مشروع الممر الذي ظل في طور التبلور خلال العقود الثلاثة الماضية، وستقطع الطريق غرب الموصل على عناصر تنظيم الدولة الإسلامية التي تحاول الهروب من المدينة إلى الرقة بسوريا.

وذكرت غارديان في تقريرها إنّ الشريط البري غرب الموصل الذي ستعمل فيه المليشيات الشيعية، يُعتبر أساسياً في تحقيق الهدف الإيراني للوصول للبحر الأبيض المتوسط، وأن إيران حالياً أقرب من أي وقت مضى لتأمين ممر بري سيوطد أقدامها بالمنطقة، ومن المحتمل أن ينقل الوجود الإيراني إلى أراضٍ عربية أخرى.

و أضاف التقرير إنّ هذا الممر الذي ظلت طهران تشقه تحت سمع وبصر الأصدقاء والأعداء لم يستشعر خصوم إيران خطورته إلا خلال الأسابيع الأخيرة، موضحاً أن تركيا قد تكون شعرت أن هناك علاقة بين إيران والأكراد الذين يعتمد عليهم في تنفيذ جزء كبير من الممر وتأمينه لذلك بدأت تتحرك بشمال شرق سوريا مؤخراً.

وأفاد التقرير أنّ خطة الممر تمّ التنسيق لها بين كبار المسؤولين الحكوميين و رجال الأمن في طهران و بغداد و دمشق بقيادة قائد لواء القدس الجنرال ” قاسم سليماني ” الذي ظل يدير حرب إيران في العراق وسوريا، و أن خطة الممر تتضمن تغييرات سكانية اكتمل تنفيذها وسط العراق ولا تزال قيد التنفيذ في سوريا كما تعتمد بكثافة على دعم سلسلة من الحلفاء ليس بالضرورة على وعي بالمشروع كله لكن لديهم مصلحة فيه.

وأورد التقرير تفاصيل للممر بينها أنّه يعبر مدينة بعقوبة مركز محافظة ديالى العراقية التي تبعد 60 كلم شمال بغداد، وهي منطقة يختلط فيها السنة و الشيعة لمئات السنين، ومن بعقوبة يمر الممر بالاتجاه الشمال الغربي إلى شرقاط بمحافظة صلاح الدين التي سيطرت عليها المليشيات الشيعية والقوات العراقية في الـ22 من الشهر الفائت، وبعد الشرقاط تل أعفر و سنجار التي استقرت فيها منذ عام قوات حزب العمال الكردستاني (بي كي كي) القادمة من سوريا.
أيضاً من معبر ربيعة بين العراق وسوريا يمتد الممر بجوار القامشلي وعين العرب (كوباني) ثم عفرين، وجميعها تسيطر عليها الوحدات الكردية، وبعد ذلك حلب وهي أكبر نقطة بين الحدود الإيرانية مع العراق، وإلى البحر المتوسط الذي تركز فيه طهران أعلى طاقاتها حيث استقدمت له ستة آلاف عنصر من المليشيات الشيعية بالعراق استعداداً للاستيلاء على الجزء الشرقي منه، الأمر الذي ربما يتزامن مع الهجوم على الموصل.

المصدر : صحيفة الغارديان

441

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى