الشأن السوري

الكاميرا السلاح الصامت في سوريا !! صوت السوريين وعين العالم

بقلم أ.  سليم خشفة

منذ انطلاقة الثورة السورية وانتفاضة الشارع في وجه الحاكم المتسلط تغيرت الأسلحة والأساليب المتبعة في التعبير ومحاربة النظام وظلمه وبطشه وتنامت تلك الأسلحة وفق الظروف, ووفقاً لسلاح القمع المُتبع من قبل النظام فمن الكتابات والرسوم على الجدران الى المظاهرات والهتافات الى الحشود في الساحات الى حمل السلاح الى أنه في كل هذه المراحل بقي سلاح ثابت وأساسي وكان ركن من أركان الثورة سلاح يروي الأحداث والأوجاع وينقل الواقع سلاح صامت ولكنه لو تكلم لبكي دماً من هول ما يحصل.
انها الكاميرا تحولت بحكم الثورة وظروفها هذه الألة الصغير من أداة تخليد اللحظات وجمع الذكريات و التقاط الجماليات الى سلاح فاضح يصور الألم والعذاب فأصبحت الكاميرا صوت السوريين وعين العالم التي تراقب مايجري على الأرض, حُملت بأيدي شباب ثائرين غدت كظلهم لاتفارقهم ابداً وتحولوا معها من هواة الى مبدعين صوروا ماعجزت عنه كمرات السابقين لهم والمحترفيين كانوا مستعدين لدفع حياتهم ثمناً لإلتقاط صورة وذلك لإيمانهم بدورهم في هذه الثورة.

وبقي حامل الكاميرا الأكثر ملاحقة واستهداف من النظام وأتباعه طوال عمر الثورة والأشد عذاباً من بين المعتقلين ففقأت أعين المصورين وقطعت أيديهم وأصابعهم فمنهم من فُتحت جمجمة رأسهم ووضعت الكاميرا بداخلها الا أن ذلك كله لم يثني من عزيمة الطامعين بالحرية والثائرين على الظلم والظالمين.

فمن صور الدمار الى صور أشلاء الأطفال الى القصف وألوان العذاب الى التشرد والحرمان, كان وراء تلك الصور جنودٌ مجهولون لايعرفهم الكثيرون دفعوا حياتهم ثمنا لتلك اللقطة من اجل أن يراها العالم لعله يتحرك ويوقف ماكينة البطش وآلة العدوان على شعبه فكان حامل الكمرا في الثورة كحامل الأمانة والمسؤول عن ايصالها ولايقل دوره عن حامل السلاح جنبا لجنب ويداً بيد فكل التحية والتقدير لجنود الثورة المجهولين .
d

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى