الشأن السوري

الشدادي معركة مصيرية غير محسومة , وطيران مجهول يستهدف مواقع للوحدات الكردية

لم يمض على الإعلان عن سيطرة قوات سوريا الديمقراطية على مدينة الشدادي أقل من ٢٤ ساعة حتى تغيرت الأمور و انقلبت رأساً على عقب بعد أن تبين أن التنظيم قد أوقع القوات المهاجمة في كمائن متعددة ، وحولت المنتصر إلى منكسر يلملم جراحه ، وسط خلافات كبيرة عصفت بقوات سوريا الديمقراطية التي ساندها النظام السوري بعناصر تابعة له ، والتي انسحبت نظراً لمشاحنات تطورت لخلاف بين الطرفين، وفق مصادر خاصة لوكالة “خطوة”.

و أكدت مصادر ميدانية خاصة لوكالة “خطوة” ان قوات سوريا الديمقراطية انسحبت من مدينة الشدادي بعد تعرضها لعدة كمائن من قبل تنظيم الدولة كان أقساها في مشفى الشدادي الواقعة على المدخل الغربي للمدينة والتي تمكن التنظيم خلالها من قتل و اسر عدد من القوات المهاجمة ونقل القتلى والأسرى الى ريف دير الزور حيث تباهي بهم هناك امام المدنيين ليؤكد صموده في الشدادي.

طيران التحالف الدولي الذي قدم دعماً مكثفاً للقوات المهاجمة على الشدادي ذات الموقع الاستراتيجي ، و التي يشكل السيطرة عليها قطع الطريق بين مركزي تنظيم الدولة الأساسيين ( الموصل – الرقة) وتعتبر البوابة الأساسية لعبور القوات المدعومة أمريكياً باتجاه الرقة التي تعتبر الأهم في القضاء على التنظيم وفق ما أعلن عنه البنتاغون و قيادة التحالف الدولي , قام صباح اليوم ( أي طيران التحالف ) بإلقاء منشورات فوق مدينة الشدادي فيها رسومات تتوعد عناصر تنظيم الدولة وتطالب الناس بضرورة التخلص من هذه ‹العصابة› على حَد وصفهم.

الشدادي 2

السيطرة على الشدادي لم يكن بفضل عنف الغارات أو قوة الهجوم البري ،فوفقا لمصادر ميدانية قالت ان تنظيم الدولة عمد الى استخدم الحيلة في معركة الشدادي وسحب قوات كبيرة من داخل المدينة و اوهم قوات سوريا الديمقراطية انه انسحب الى خارج المدينة وعندما دخلت القوات المهاجمة وقعت في كمائن عديدة وخسرت العديد من جنودها مما اضطرها للانسحاب خارج المدينة والتمركز على أطرافها.

و إشارت مصادر الوكالة أن قوات سوريا الديمقراطية المنسحبة من الشدادي ، تمركزت في عدة مناطق أبرزها قرية الحريري جنوب شرق الشدادي ٫ والتي توعد التنظيم سكانها بالعقاب الشديد نتيجة دعمهم لقوات سوريا الديمقراطية وتهريب السلاح والعناصر للقوات المهاجمة ضد التنظيم ٫ كما تمركزت قوات سوريا الديمقراطية في معمل الغاز شرق الشدادي وفي منطقة ال 47 غرب البلدة ،في حين أعلن التنظيم وفق وكالة “أعماق” التابعة له عن تمكنه من السيطرة على المنطقة الأخيرة (قرية الـ 47 ) ، في حين واصلت وسائل التنظيم الإعلامية اليوم في بث أخبار متتالية عن العمليات المعاكسة التي شنها التنظيم في المنطقة ، و قالت أن التنظيم شن هجمات متعددة باستخدام السيارات المفخخة قرب تل البشائر شرق الشدادي و قرية علوص غربها ،موقعاً عشرات القتلى و الجرحى في صفوف قوات سوريا الديمقراطية ٫ وسط تواصل الاشتباكات التي وصفتها المصادر بأنها الأعنف و المباشرة بين الطرفين , وخاصة مع قلة الطلعات الجوية للتحالف اليوم واستقدام التنظيم لتعزيزات إضافية من ريف دير الزور باتجاه معاركه في ريف الحسكة الجنوبي.

تطور المعارك في الحسكة 21-2-2016

وفي تطور لافت قالت القيادة العامة لوحدات حماية الشعب إن طائرة مجهولة الهوية قامت بقصف مواقعها في سد تشرين بريف الحسكة بقذائف عنقودية مما أدى الى مقتل ثلاثة من مقاتليها وجرح اثنين آخرين وطالبت القيادة العامة لوحدات حماية الشعب “الجهة المعتدية بالاعتراف بفعلتها وتوضيح الأسباب وإلا ستعتبر هذا الاستهداف هو بمثابة عدوان واضح وصريح وعن سبق إصرار من الجهة المعتدية وبناء عليه ستتخذ الإجراءات اللازمة بحسب التصريحات الصادر عن القيادة.

خسائر كبيرة للطرفين في معارك الشدادي المصيرية لكل منهما وعشرات القتلى والاصابات في صفوف كل من قوات سوريا الديمقراطية وتنظيم الدولة عرف منهم ” حور إسكندر ” القيادي بقوات السوتورو المسيحية والذي قتل خلال المعارك بالقرب من الشدادي مساء الامس.

ويشار إلى أن مصدر لوكالة خطوة الإخبارية قال أن عناصر من قوات النظام كانت مشاركة ضمن الحملة التي قامت بها قوات سوريا الديمقراطية في ريف الحسكة الجنوبي , وان تلك العناصر كانت ترتدي لباس خاص لقوات سوريا الديمقراطية على انها جزء منها ولكن انسحبت تلك المجموعات التابعة للنظام بالأمس على خلفية مشادات كلامية تطورات لخلاف بين للطرفين في قرية47 غربي بلدة الشدادي جنوب الحسكة.

الشدادي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى