الشأن السوريالتقارير المصورة

“عندما تضيق الحياة على الإنسان تجعله يقف حائراً” .. “أم عصام” السورية قصة معاناة من مخيمات النزوح

“أم عصام” قصة معاناة

عندما تضيق الحياة على الإنسان تجعله يقف حائراً في ظل ظروف قاهرة وقاسية فلا هو يجد مايسد به رمق يومه من أبسط الأمور التي تخص الحياة اليومية لأسرة فقيرة لايوجد رجل يتكفل بها ولا منظمة ترأف لحالها.

أم عصام إمرأة سورية شاءت الأقدار أن يموت زوجها قبل 20 سنة ويكتب عليها الخروج من منزلها كما هو الحال مع معظم السوريين الذين هجرتهم من بيوتهم آلة القتل لدى النظام السوري.

تنظر أم عصام بعينها إلى الحياة فتراها سوداء داكنة لامخرج من قساوتها سوى البحث عن عمل يؤمن لها مع زوجة ابنها المفقود وطفله الصغير الذي لم يتجاوز السنة بضع ليرات يقتاتون بها ليوم واحد فقط.

تتحدث أم عصام وهي مكسوفة من صعوبة ظهورها على الإعلام فهي المرة الأولى التي تشكي ماحل بها، فلاسبيل لعيش بسيط إلا إذا علمت المنظمات وفاعلي الخير بحالتها.

عند وصولنا إلى خيمة أم عصام كانت تحضر طبخة “البصلية” كطعام الغداء لعائلتها،  والتي هو عبارة عن خبز يابس مطبوخ بالماء وفوقه بصلة مفرومة وبعض البهارات لكي تقبله النفس الإنسانية ويصبح طيب المذاق كالأطعمة اللذيذة.

في هذه الأيام تكون العائلة بأبها حللها فموسم الحصاد وقطاف زهرة العصفر يؤمنان مبلغ 10 ليرات تركية لأم عصام التي تذهب منذ أذان الفجر للعمل مع ورش الحصاد ولا تأتي إلا والـ 10 ليرات بجيبها في الظهيرة، ولكنها فترة مؤقتة لاتتعدى الشهر ليعود الحال كما كان سابقاً.

لم تتمالك أعصابها عن البكاء عندما تمنت من الله أن يرسل لها إحدى المنظمات الإنسانية أو فاعل خير كما أسمته ليساعدها في شراء بعض حاجيات المنزل من طعام وشراب وأواني المطبخ الضرورية، لاسيما أن خزان المياه ليس بملكها إنما استعارته من أحد أقربائها بشكل مؤقت ريثما تجد حلاً لوضعها.

وتبقى أحوال أم عصام معلقة بفقرها إذا لم تلق حالتها آذان صاغية من ميسوري الحال الذين سخرهم الله لمساعدة الفقراء والمحتاجين.

عندما تضيق الحياة على الإنسان تجعله يقف حائراً .. "أم عصام" قصة معاناة من مخيمات النزوح
عندما تضيق الحياة على الإنسان تجعله يقف حائراً .. “أم عصام” قصة معاناة من مخيمات النزوح

شاهد أيضاً : خرجتُ باتجاه المجهول .. حكمت قصة معاناة ونزوح مستمرة منذ سنوات شمال سوريا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى