يحفز النيكوتين الموجود في السجائر المستقبلات في دماغ الإنسان المدخن على إفراز الدوبامين، وهو المسؤول عن الإحساس بالمتعة، ومع الوقت يزداد عدد مستقبلات النيكوتين في الدماغ فيحدث بذلك تغيير في تركيبة الدماغ وتبدأ مرحلة الإدمان، وعند الإقلاع عن التدخين يعطي جسم المدخن تنبيهات بحاجته إلى النيكوتين، وتنشأ أعراض ما يسمى علمياً “الفطام من النيكوتين” وهنا يتوقف الأمر على الشخص الذي قرر الإقلاع عن التدخين ففي حال محافظته على قراره لفترة طويلة يعود عدد المستقبلات في الدماغ إلى مستواه الطبيعي ويتخلص جسمه من الإدمان.

الإقلاع عن التدخين

يعتبر الإقلاع عن التدخين من المسائل الشائكة في حياة كل مدخن وذلك يعود إلى حالة الإدمان كما ذكرنا سابقاً، لكن الخبراء قسموا الإدمان على التدخين إلى قسمين نفسي وجسدي.

الإدمان النفسي على التدخين

يبدأ التدخين كأي عادة يمارسها الشخص ويتطور ليصبح جزءاً من حياته، ويتعذر المدخن عادة بأن السجائر تمنحه الشعور بالراحة في ساعات القلق والغضب وذلك يعود إلى إفراز الدماغ للدوبامين عند استقباله النيكوتين، فيصبح من الصعب على المدخن التعامل مع الضغوطات والمواقف الصعبة دون ممارسته لهذه العادة، رغم معرفته في الوقت ذاته الأضرار الجمة التي تتركها في جسده.

العوامل الجسدية للإدمان على التدخين

ذكرنا أن العامل الأساسي جسدياً يكمن في تعامل الدماغ مع النيكوتين، إضافة إلى أن النيكوتين بعد امتصاصه من الرئتين وتجويف الفم يصل إلى مجرى الدم والذي ينقله إلى كافة أعضاء الجسم، ويحفز النيكوتين إفراز الأدرينالين من الغدة الكظرية والذي يعطي المدخن الشعور بالنشاط واليقظة وكذلك يحفز إفراز الغلوكوز مما يولد الشعور بالشبع ولهذا يكون المدخن دائماً ذو شهية قليلة للطعام.

أعراض الإقلاع عن التدخين

عند الإقلاع عن التدخين تظهر أعراض عدة على المدخن منها جسدية ومنها نفسية، أما الجسدية فتتمثل في الشعور بالوخز في القدمين واليدين وتعرق ليلي وتشنجات في الجهاز الهضمي والمعدة بشكل خاص، والإمساك، ونوبات من الصداع، والسعال الذي يشتد كلما كان جسم المدخن قد خزن من البلغم الناتج عن التدخين ويقوم الجسم بهذه العملية لتنظيف الجهاز التنفسي من البلغم.

اقرأ أيضاً:

ما هو فقر الدم وأهم الأسباب المؤدية إليه وأبرز طرق العلاج إليك أهم المعلومات

مضاعفات التدخين

الإصابة بأمراض في الجهاز التنفسي

وتشمل أمراض الجهاز التنفسي انتفاخ الرئتين والتهاب القصبات المزمن وضيق التنفس ونوبات الربو للمصابين بهذا المرض المزمن.

الإصابة بمرض السرطان

يزداد خطر الإصابة بالسرطان جراء التدخين ومنها سرطان الرئة وسرطان الفم وسرطان الحنجرة وسرطان المريء وسرطان عنق الرحم وسرطان الثدي وسرطان البنكرياس وسرطان المثانة وسرطان القولون وغيرها.

الإصابة بتضيق الأوعية الدموية

يتسبب التدخين في تضيق الأوعية الدموية والتي تؤدي بدورها إلى الإصابة بنوبات قلبية والإصابة بجلطات دماغية وكذلك قرحة المعدة وعدم القدرة على تحمل البرد وبالتالي سهولة الإصابة بالأمراض الناتجة عنه، والعجز الجنسي لدى الرجال، وانخفاض الخصوبة لدى النساء.

اقرأ أيضاً:

فوائد الهليون لهشاشة العظام والمرأة الحامل والرشاقة إليك أهم المعلومات

طرق الإقلاع عن التدخين

الإقلاع عن التدخين تدريجياً

هذه الطريقة تعني تخفيض عدد السجائر التي يستهلكها المدخن يومياً مما يجعل حالة الإدمان في الدماغ تتراجع مع مرور الوقت إلى أن يستطيع المدخن الإقلاع عن التدخين بشكل نهائي.

الطرق الطبية

يمكن استخدام بدائل النيكوتين الطبية لفترة معينة من الزمن والتخفيف من استعمالها مع الوقت وبذلك تنتهي حالة الإدمان كذلك وهي تعتبر أكثر أماناً من التدخين كمصدر للنيكوتين لأنها لا تسبب أضراراً للرئتين والقلب وغيرها من الأعضاء كما ذكرنا.

اتباع نظام غذائي صحي

يعتبر النظام الغذائي الصحي الذي يعتمد على الخضراوات والفواكه من أفضل الأنظمة التي ينصح بها الأطباء، وكانت صحيفة European Respiratory Journal العلمية قد نشرت دراسة قالت من خلالها إن النظام الغذائي الذي يتضمن التفاح والطماطم قد يخفف من أعراض التدخين على جسم المدخن، وهذه العناصر تساعد كذلك الشخص على الإقلاع عن التدخين.

فوائد الإقلاع عن التدخين

زيادة الأكسجين في الدم

في أقل من 20 دقيقة بعد تدخين آخر سيجارة ينخفض معدل ضربات القلب ويعود إلى طبيعته، ويبدأ ضغط الدم في الانخفاض، وبعد 12 ساعة من توقف التدخين يبدأ الجسم بتنظيف نفسه من أول أكسيد الكربون الناتج عن السجائر.

اقرأ أيضاً:

اجعل طعامك دواءك..خمسة أطعمة لشحذ الذاكرة والتركيز

استعادة الرئتين لوظيفتهما

من فوائد الإقلاع عن التدخين استعادة الرئتين لوظيفتهما حيث في الأيام التالية بعد الإقلاع عن التدخين ينخفض الشعور بضيق التنفس وتبدأ الأهداب باستعادة وظيفتها الطبيعية في إخراج البلغم من الرئتين مما يساعدها على تنظيف الرئتين من البلغم المتراكم فيها.