الشأن السوري

وكالة “ستيب” ترصد أبرز الاغتيالات بحق “قسد” وأسباب الفلتان الأمني في الرقة ودير الزور

تزايدت أعمال الاغتيالات بحقِّ عناصر وقادات ميليشيا “قسد” في محافظتي الرقة ودير الزور، مؤخرًا، وذلك نتيجة الانفلات الأمني في مناطق سيطرة الميليشيا والاحتقان الشعبي ضدها.

ازدياد وتيرة الفلتان الأمني في دير الزور

أفاد مراسل وكالة “ستيب الإخبارية” في دير الزور “جاد الله” بأنَّ المحافظة شهدت في الآونة الأخيرة ازدياد الفلتان الأمني، وسط غياب شبه تام للأجهزة الأمنية التابعة لميليشيا “قسد”، حيث تشهد مناطق سيطرتها عمليَّات اغتيال وخطف مكثَّفة وخاصَّة بعد إعلانها عن بدء حملتها الأخيرة ضد تنظيم الدولة “داعش” في 11 سبتمبر الماضي بهدف السيطرة على كامل الريف الشرقي.

المسؤولون عن الاغتيال ليسوا منحصرين بالتنظيم

قال مراسلنا إنَّه ومنذ حوالي الثلاثة أشهر تُسجل يوميًا عملية اغتيال أو خطف بحقِّ مقاتلي “قسد” أو مدنيين يعملون موظفين في مؤسساتها، والمنفذِّون لتلك العمليَّات، ليسوا فقط من التنظيم بل هناك خلايا تعمل لصالح نظام الأسد، والذي يهدف لزعزعة الأوضاع من خلال مروِّجي المصالحات، أو عصابات الخطف التي سُجل لها عدّة حالات خلال الثلاثة أشهر الماضية لتكتشف فيما بعد بأنّ النظام يقف وراءَها.

أسباب الفلتان في دير الزور

أوضح مراسل الوكالة أنَّ الأسباب تعود إلى عدم محاسبة العناصر السابقين لدى التنظيم من قبل “قسد” وتركهم دون حساب أو مراقبة – خروج أعداد كبيرة من أمنيي التنظيم من سجون قسد بعد دفعهم مبالغ ماليَّة ضخمة – غياب شبه تام للأجهزة الأمنية التابعة لقسد – التهاون مع مروِّجي المصالحات وأزلام النظام بالمنطقة – انتساب أعداد كبيرة من عناصر التنظيم إلى قسد بالإضافة لمنحهم مهام عسكريَّة.

أين تنتشر خلايا الخطف والاغتيال؟

وأضاف مراسلنا أن خلايا الخطف والاغتيالات تنشط بكثافة في بادية ريف دير الزور الشمالي، ومناطق الريف الشرقي مثل مدينة البصيرة وناحية ذيبان (بلدات درنج – سويدان – الطيانة)، كذلك يشهد الريف الغربي عمليَّات خطف وتشليح وخاصة أصحاب محلات الصرافة والذهب.

أبرز عمليات الاغتيال خلال الشهرين الماضيين

بحسب توثيق مراسلنا، فإنَّ رئيس المجلس التنفيذي التابع لمجلس سوريا الديمقراطية “مروان فتيح” اغتيل بتاريخ 29/12/2018، عن طريق استهدافه بالرشاشات على الطريق الخرافي شمالي دير الزور الواصل بمحافظة الحسكة، وقُتل الملازم أول “إسماعيل عايش العبدالله” الملقب بـ “أبي إسحاق الأحوازي”، جرَّاء استهداف سيَّارته بعبوة ناسفة عند مرورها في قرية التوامية التابعة لمدينة البصيرة بتاريخ 5/1/2019، بالإضافة إلى عشرات القياديين والعناصر من مقاتلي قسد وموظفين مدنيين تابعين لديها حيث تجاوز عدد القتلى الـ 150 شخصًا خلال الشهرين الماضيين كان آخرهم 11 قتيلًا في محطة مياه بلدة الطيانة أول أمس الاثنين.

الأشباح تُلاحق “قسد” في عموم مناطق الرقة

منذ سيطرة ميليشيا “قسد” على كامل محافظة الرقة بعد معارك مع تنظيم داعش, في أكتوبر 2017، قامت بالعديد من الاستفزازات والانتهاكات بحقّ أهالي المحافظة، متمثلة بالاعتقالات العشوائية والسرقات والتمييز العنصري، ما حذا بعدد من السكان للانتقام منها عبر الخطف والاغتيال.

الانتهاكات في الرقة أدت لحقد شعبي

قال “أحمد الأحمد” مراسل وكالة “ستيب الإخبارية” في الرقة إنَّ الانفلات الأمني في مناطق ميليشيا “قسد” عامةً والرقة خاصّة ووقوع انتهاكات، أدى إلى زرع حقد لدى أهالي الرقة وريفها ضد هذه الميليشيا، حيث وصل المطاف بالسكان إلى التربص بعناصر “قسد” ولاسيما الأكراد منهم “نتيجة التمييز العنصري الذي اتبعته “قسد”، وسوقهم إلى البراري في المنطقة وتصفيتهم.

الحوادث سُجِّلت في الطبقة والمنصورة غربي الرقة مؤخرًا

تحدث مراسلنا، عن وقوع مثل هذه الحوادث في مدينة الطبقة، ووصل عدد الذين صفّتهم جهات مجهولة انتقامًا من “قسد” إلى أكثر من عشرين عنصرًا معظمهم من قوى “الأسايش” التابعة لـ “قسد”، وأبرزها نهاية العام الفائت، مقتل “شيار قامشلو” قيادي في “الأسايش”، والذي عُثر على جثته في الحي الثاني داخل الطبقة، وخلال أحداث الاحتجاجات ضد ميليشيا قسد في بلدة المنصورة في الأسبوع الأخير من شهر يناير الفائت، عُثر على جثث ثلاثة مقاتلين من “قسد” مقتولين بأعيرة نارية في الرأس بأيام متفرقة.

حالات اختطاف وتصفية في مدينة الرقة وشمالها

سُجلت العديد من حالات الاختطاف والتصفية بحقِّ عناصر “قسد” في ريف الرقة الشمالي، وأكثرها قرب ناحية “عين عيسى” نتيجة قيام قسد بحملات ضد شباب المنطقة لسوقهم إلى التجنيد الإجباري، كما شهدت مدينة الرقة الشهر الفائت، تصفية مجهولين لأحد عناصر قسد أثناء إجازته في حي الثكنة، وفي شهر 11 من عام 2018، وقعت الحادثة ذاتها، وتم تصفية عنصر من قسد في سيَّارته الشخصيَّة في حي الثكنة وسط المدينة.

وذكر مراسلنا “الأحمد”، أنَّ تنظيم “داعش” لا يقوم بخطف عناصر “قسد” ومن ثم تصفيتهم، إنّما تتبع الخلايا الخاصة بالتنظيم طريقة رمي القنابل وزرع العبوات الناسفة بسيَّارات وحواجز “قسد” في الرقة ودير الزور، وكافة عمليَّات الخطف والتصفيَّة لا يتبنَّاها التنظيم بشكل رسمي، وتقوم على إثرها قسد بفرض الطوق الأمني، وحظر التجوال، ليتجدَّد غضب الأهالي والشارع ضدها.

ypg06022019

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى