الشأن السوري

التحالف يُدمّر رتلاً لإيران، وحرب وشيكة بقيادة أمريكا في سوريا

نفذّت طائرات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، عصر أول أمس الاثنين، غارات جوّية استهدفت رتلاً للمليشيات الإيرانية غرب منطقة “العليانية” الواقعة شمال غرب قاعدة “التنف” الأمريكية في منطقة الـ “55” الحدوية مع العراق والأردن في البادية السورية مما أوقع قرابة المئة قتيل شيعي وعشرات الجرحى بالإضافة إلى تدمير عدّة آليات. بحسب مصدر خاص لوكالة “ستيب الإخبارية” مشيراً إلى شنّ التحالف ضربات سابقة ومماثلة ضد الميليشيات لكن بخسائر أقل، ولم يُعلن عنها إعلامياً.

 

وتُشير الأحداث الحالية في سوريا مع تصاعد حدّة الخطاب بين واشنطن وموسكو إلى اندلاع (حرب وشيكة) بين الدولتين والأطراف التي تُساند كلّ منهما مع بوادر من احتمالية ذلك بدعم بريطانيا وخاصّة أنّ قائد التحالف الجديد بريطاني. وهذا ما حذّر منه رئيس مؤتمر “ميونخ” الألمانية، فولغانغ إشينغير، في 16 فبراير الماضي، من احتمال كبير في الوقت الراهن اندلاع مواجهة عسكرية بين قوى عظمى. واعتبر أنّ “أحد أسباب زيادة هذا الخطر هو انعدام الثقة بين واشنطن وموسكو، وهذا التطوّر الكارثي يعود إلى السياسة الجديدة، التي تتبعها إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب”. مشيراً إلى أنّ “خطر اندلاع المواجهة بهذا الشكل لم يحدث منذ نهاية الحرب الباردة 1945 -1991”.

 

ومما يزيد احتمالية الحرب الأمريكية ضدّ إيران، تعيين ترامب أمس الثلاثاء، وزير الخارجية الجديد “مايك بومبيو” والذي يُعدّ من (صقور الإدارة الأميركية)، وقد يسهم وصوله إلى سدة قيادة الدبلوماسية الأميركية باتخاذ مواقف أكثر حزماً تجاه إيران وروسيا، ونفوذهما المتزايد في الشرق الأوسط، لا سيما في سوريا، وموقف بومبيو حاد تجاه إيران، لذلك يُتوقع زيادة وتيرة الضغط عليها واتخاذ إجراءات أكثر صرامة. كما تأتي خطوة إقالة ريكس تيلرسون، مع تصعيد واشنطن من لهجتها ضدّ نظام الأسد، وتهديدها بالتحرّك منفردة خارج مجلس الأمن الدولي“إذا ما اقتضت الضرورة”، مما استدعى الجيش الروسي بالتهديد بالردّ إن ضربت واشنطن نظام الأسد.

 

وقبل يومين أعلنت الإدارة الأمريكية أنّها وجّهت إنذاراً إلى الكرملين للانسحاب من العمليات العسكرية التي تقوم بها روسيا في سوريا خلال مدة أقصاها التاسع والعشرين من الشهر الجاري. كما وجّه رئيس وزراء بريطانيا إنذاراً مماثلاً إلى روسيا وإيران للانسحاب من سوريا.

 

ومن جانبه أعلن قائد قوّات حلف “الناتو” في قاعدة أنجيرليك في تركيا أنّ حلف الناتو على أتم الاستعداد لدخول الحرب في سوريا وأنّ معركة الحسم أصبحت جاهزة، وقرار التعاون الدولي في مكافحة الإرهاب هو السبيل الوحيد لردع القوى الدوليّة والميليشيات المحليّة على الساحة السورية.

 

وفي سياق متصل، وجّهت أمريكا وبريطانيا إنذاراً رسمياً إلى نظام الأسد لوقف أعماله العسكرية خلال أسبوع متوعدتين بإنزال جوّي لمشاة البحرية الأمريكية في قلب العاصمة دمشق، وأنّ حاملة الطائرات نيوجيرسي توجّهت إلى البحر المتوسط باتجاه سواحل سوريا، وبالفعل وصلت أكبر بارجتين في العالم إلى مياه المتوسط قبل نحو أسبوعين، هما المدمّرتان (‏‎ Type 45و USS Cole) لعمل عسكري محتمل بقيادة أمريكا، وخاصّة التقرير اللافت عن ضربات الكيماوي وعرضها على الشاشات الغربية، وذلك للمرة الأولى.

 

وبلغ التصعيد لأول مرة حدّه الأقصى منذ بداية الحرب، لاسيما وأنّ التدخل الأمريكي خلال الفترة الماضية كان جزئياً. وصرّح مسؤول في البنتاغون الأمريكي، أنّ ساعة الصفر اقتربت للتدخل المباشر في سوريا، وأنّ الأوامر أصبحت جاهزة لبدء عملية التقدّم باتجاه دمشق والساحل السوري. وقال الناطق الرسمي باسم البيت الأبيض: إنّ “المجتمع الدولي سكت عن جرائم الروس في شبه جزيرة القرم، والآن يسكت عنها في سوريا، ولكن الإدارة الأمريكية قرّرت اتخاذ موقف حازم تجاه كامل التجاوزات الدوليّة سواءً من الروس أو من غيرهم، وذلك بالتنسيق مع حكومة المملكة المتحدّة”.

162935

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى