كشف تحقيق استقصائي دولي، نشرته صحيفة يديعوت احرونوت العبرية، استخدام ميليشيا حزب الله اللبناني بشكل كبير “لقناصل فخريين من أصل لبناني في دول مختلفة من العالم من أجل تهريب وتبييض الأموال”.

تحقيق يفضح حزب الله

التحقيق حمل اسم “دبلوماسية الظل”، وشارك في إعداده 45 وسيلة إعلام دولية واحدة منها إسرائيلية، وبالشراكة مع الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين، حيث كشف عن سلسلة من القضايا التي استخدم فيها الحزب اللبناني القناصل الفخريين.

وقال: “حزب الله استخدم القناصل الفخريين على نطاق واسع”، وأضاف: “وفقاً لمصادر بالمخابرات الأمريكية فإن الشبكة الاقتصادية للحزب استخدمت القناصل بشكل منظم جيداً”.

وبحسب التحقيق، فإنه وحتى وقت قريب “لم يتم التحقيق في الأمر من قبل أجهزة المخابرات الدولية، وأن أول الإجراءات ضد شبكة حزب الله الاقتصادية اتخذت في مارس/أذار من العام الجاري”.

كما أشار إلى أن “الإجراءات كانت ضد رجلي أعمال من أصل لبنان يعيشان في غينيا للاشتباه بقيامهما بتهريب أموال لصالح حزب الله باستخدام جوازات سفر دبلوماسية حصلا عليها بموجب وضعهما كقنصلين فخريين”.

حزب الله “استغل بعض الحكومات”

بحسب التحقيق، فإن حزب الله “استغل بعض الحكومات الفاسدة، واستخدم تجار مخدرات وسلاح وإرهابيين ومدانين بارتكاب جرائم جنسية خدموا كقناصل فخريين بجميع أنحاء العالم في شبكته الاقتصادية”.

وتابع: “خبراء الاستخبارات يقدرون بأن نطاق استخدام حزب الله اللبناني والمنظمات الإرهابية للقناصل الفخريين ربما يكون أوسع بكثير مما تم الكشف عنه”، مضيفاً: “حـزب الله أدرك أن استخدام هؤلاء القناصل مفيد جداً له”.

ونقل التحقيق عن خبراء أمنيين، إن “الفوضى التي يعمل فيها نظام القناصل الفخريين في العالم لم يتم تناولها قط، كما أن استخدامهم من قبل حـزب الله وبعض المنظمات الإرهابية مقلق للغاية ويشكل تهديداً مباشراً للعديد من الدول”.

وعلى الرغم من أن وضع منصب القنصل الفخري لا يمنح حصانة دبلوماسية كاملة لحامله؛ إلا أنه يمنحه جواز سفر دبلوماسياً وحصانة من التنصت وحرية في الاتصالات، حيث تم إنشاء المنصب من قبل الدول التي لا تستطيع تحمل تكاليف البعثات الرسمية في أماكن مختلفة، بحسب الصحيفة العبرية.

ارتباط القناصل الفخريين بمنظمات “إرهابية”

القناصل الفخريون هم مواطنون في البلد الذي يعملون فيه، حيث يوجد بالعالم حوالي 25 ألف قنصل فخري، فيما يشير التحقيق إلى أنه تم استخدام 500 منهم على الأقل في “عمليات تهريب أموال وأسلحة وآثار”.

ولفت التحقيق إلى أن “نحو تسعة من القناصل الفخريين حول العالم مرتبطون بشكل مباشر بمنظمات إرهابية، كما أن معظم هؤلاء يعمل لدى حـزب الله”.

كما أشار إلى أن الحزب يسعى “لاستغلال اللبنانيين الذين عاشوا في الخارج وعملوا كقناصل فخريين في تهريب الأموال وغسيلها”.