الشأن السوري

أزمة غذائية تدق أبواب الملايين في سوريا.. تقرير بريطاني يتحدث عن منظمات دولية أعلنت إيقاف مساعداتها

كشف موقع “Middle East Eye” البريطاني، اليوم الأحد، أن ملايين المدنيين في سوريا يتهيؤون لمزيدٍ من نقص المساعدات الدولية التي كان يتلقاها ذوو الحاجة في البلاد، خاصةً بعدما أعلن برنامج الأغذية العالمي إيقاف توزيع مساعداته الغذائية في مختلف أنحاء سوريا، ومنها مناطق النازحين في شمال غرب البلاد، بدايةً من عام 2024.

– أزمة غذائية تدق أبواب الملايين في سوريا

الأسبوع الماضي، مدَّد النظام السوري موافقته على إدخال المساعدات الإنسانية التي تقدمها الأمم المتحدة إلى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في شمال غربي البلاد عبر معبر “باب الهوى” الحدودي مع تركيا لمدة 6 أشهر أخرى.

وقال الموقع البريطاني: “هذه الآلية هي محاولة من قبل حكومة الرئيس السوري بشار الأسد لتعزيز شرعيته في نظر المجتمع الدولي منذ أن منعت روسيا، الداعم الرئيسي للأسد، قرار مجلس الأمن الدولي باستخدام معبر باب الهوى في يوليو/تموز، مما أجبرها على الاستسلام لشركاء دوليين للعمل مع دمشق”.

– 4 معابر لإدخال المساعدات لمناطق في سـوريا

في السابق، كانت الأمم المتحدة تستخدم 4 معابر حدودية لتقديم الإغاثة إلى المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة السورية، في أعقاب قرار الأمم المتحدة لعام 2014 الذي أقره مجلس الأمن، إلا أن روسيا والصين بدأتا في معارضة هذا الأمر منذ عام 2017، وأصرَّتا على أن جميع المساعدات يجب أن تمر من خلال دمشق.

ومنذ عام 2020، دفعت روسيا والصين إلى قصر إيصال المساعدات على معبر واحد فقط، وهو باب الهوى، ومع ذلك انخفضت المساعدات المالية المخصصة لسوريا انخفاضاً كبيراً خلال السنوات الأخيرة بسبب تطاول أمد الأزمة القائمة في البلاد، وتزايد الحاجة إلى المساعدات في مناطق نزاع أخرى، وقد أدى ذلك إلى استنزاف القدرات المالية لمنظمات الإغاثة الدولية.

– تقليص المساعدات الأمريكية إلى سوريا

في العام الماضي، أعلن برنامج الأغذية العالمي عن إغلاق برنامجه الغذائي في سوريا، الذي يدعم 5.6 مليون شخص، بما في ذلك النازحون في شمال غرب البلاد.

وفي الوقت نفسه، تنفذ الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ووزارة الخارجية تخفيضات كبيرة، بنسبة 30 بالمائة على الأقل، في المساعدات الأمريكية لسوريا، وهي خطوة من المتوقع أن ينعكسها المانحون الأوروبيون.

– لماذا يتناقص حجم المساعدات؟

بلغ عدد شاحنات المساعدات التي دخلت إلى شمال سوريا في عام 2021 نحو 1000 شاحنة، إلا أنها انخفضت إلى 445 شاحنة في العام الماضي، وذلك مع أن الوضع الإنساني لم يتحسن في هذه المناطق.

ويبدو أن السبب الأبرز لتقليص المساعدات هو إحجام الجهات المانحة عن تمويلها، فالمساعدات المخصصة لسوريا تكاد تنقطع عن السوريين في شمال البلاد، وعن اللاجئين كذلك في الأردن ولبنان.

يأتي ذلك على الرغم من أن جير أو بيدرسن، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا، قد أشار منذ وقت قريب إلى استمرار المصاعب التي يواجهها اللاجئون في سوريا، وقال: إنها تشمل “الافتقار إلى سبل الوصول المستقرة إلى مياه الشرب، والنقص المزمن في الوقود والكهرباء، وانتشار وباء الكوليرا، والانهيار العام للخدمات الاجتماعية الأساسية، وتفشي العنف القائم على النوع الاجتماعي، وسوء التغذية، والاضطرابات النفسية لدى الأطفال”.

أزمة غذائية تدق أبواب الملايين في سوريا
أزمة غذائية تدق أبواب الملايين في سـوريا

– تقليص ميزانيات المساعدات

في ديسمبر/كانون الأول، ذكر برنامج الأغذية العالمي أن ميزانيته تقلصت بسبب تزايد أعباء المانحين، واستنزاف المنح في مواجهة تداعيات وباء كورونا، ونفقات الحرب في أوكرانيا، وحرب إسرائيل على قطاع غزة الآن.

وأعلن مسؤولو البرنامج أنهم يحتاجون إلى 593 مليون دولار لتدبير عمليات تقديم المساعدات 6 أشهر أخرى، لكن البرنامج لم يتلقّ التمويل اللازم، ولم ينفق على مساعداته في سوريا خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول سوى 2.8 مليون دولار.

وفي هذا الخصوص، قال الخبير في شؤون سوريا، لموقع Middle East Eye البريطاني، آرون لوند: إن “المساعدات المقدمة لسوريا تتناقص لأن الاهتمام بها لا ينفك يتلاشى، فقد انخفضت وتيرة العنف، وتجمَّد النزاع فيها إلى حدٍّ بعيد، وصار الحديث عن سوريا أقرب إلى الأخبار القديمة” لدى كثيرين.

ويرى لوند أن أسباب الأزمة لا تقتصر على تناقص التبرعات، بل تشمل كذلك تزايد احتياجات اللاجئين السوريين بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية في شمال سوريا، وفي بلدان اللجوء، مثل تركيا والأردن ولبنان.

– تحذيرات من تدهور أحوال اللاجئين

مع ذلك، حذر مدير منظمة دولية غير حكومية من عواقب هذا التدهور في أحوال اللاجئين وتناقص المساعدات المقدمة إليهم، وقال: إن هذه الظروف دفعت بعض الأهالي إلى إرسال أطفالهم إلى تنظيمات متشددة تمنحهم رواتب يسدون بها رمقهم.

وقال لوند: “الناس في سوريا لا يجدون وظائف، ولا تلوح لهم بادرة أمل في المستقبل”، وعلى الرغم مما تتسم به “أجهزة الشرطة والأمن في سوريا من شراسة، فإنها في الواقع عاجزة كذلك عن القيام بوظائفها، بسبب الفساد المستشري، ونقص الموارد البشرية والموارد، واتساع المناطق التي يغيب عنها القانون، وتفاوت السيطرة بين الجهات الحاكمة المختلفة”، ومن ثم، حذر لوند من أن استمرار الأمور على هذا النحو يفضي إلى “الانهيار الاجتماعي، وتجدد النزاع، وانتشار الأوبئة، وتفشي الجوع”.

في سياق متصل يعيش 90% من سكان سوريا تحت خط الفقر، وقد أعلنت الحكومة السورية خلال الصيف الماضي عن إلغاء الدعم، وزيادة الضرائب وأسعار النفط، ما أدى إلى احتجاجات متفرقة في بعض المناطق التي يسيطر عليها النظام.

والجدير ذكره أن بيانات الأمم المتحدة تشير إلى تزايد عدد المحتاجين إلى المساعدة الإنسانية في جميع أنحاء سوريا في عام 2023 إلى أكثر من 15 مليون شخص (بزيادةٍ قدرها 5% عما كانت في عام 2022)، وتتوقع أن يرتفع هذا العدد إلى 16.7 مليون في عام 2024.

أزمة غذائية تدق أبواب الملايين في سوريا
أزمة غذائية تدق أبواب الملايين في سـوريا

اقرأ أيضا:

)) شاهد|| سرايا القدس تسيطر على مسيّرة استخباراتية” إسرائيلية في غزة

)) شاب أمريكي عشريني يجري زراعة رئتين بسبب تدخين السيجارة الإلكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى