الشأن السوري

ترامب سيعلن القدس عاصمة لإسرائيل وتحذيرات عربية ودولية

طالب الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، مساء اليوم الثلاثاء الخامس من ديسمبر / كانون الأول الجاري، زعماء روسيا و فرنسا و الأردن و بابا الفاتيكان، بالتدخل لمنع اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالقدس عاصمة لإسرائيل و نقل سفارة واشنطن إليها .

و ذلك بعد اطلاع ترامب، عباس، على نيته نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، و قال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة : إنّ “عباس موقفه واضحاً القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين وفق قرارات الشرعية الدولية و العربية، كما حذّر من خطورة تداعيات مثل هذا القرار على عملية السلام و الأمن و الاستقرار في المنطقة و العالم” .

و مساء اليوم أفادت وسائل إعلام أردنية رسمية بأنّ الملك عبد الله الثاني، تلقّى اتصالاً هاتفياً من ترامب أبلغه فيه بنيته المضي قدماً بنقل السفارة الأمريكية في إسرائيل إلى القدس، و حذّر الملك ترامب “من خطورة اتخاذ أيّ قرار خارج إطار حلّ شامل يحقق إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية” مما سيكون له “انعكاسات خطيرة على الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، و يؤجج مشاعر المسلمين و المسيحيين” .

كما أعلنت وزارة الخارجية الأردنية، أنّ المملكة ستدعو لعقد اجتماعين طارئين لمجلس وزراء جامعة الدول العربية السبت المقبل، و وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي الأحد المقبل، لتنسيق المواقف العربية والإسلامية إزاء تبعات قرار واشنطن المرتقب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل .

و في سياق متصل أبلغ ترامب، نظيره المصري، عبد الفتاح السيسي، بنيته نقل السفارة الأمريكية. و قال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، بسام راضي : إنّ “السيسي أكد على الموقف المصري الثابت بشأن الحفاظ على الوضعية القانونية للقدس في إطار المرجعيات الدولية و القرارات الأمميّة ذات الصلة، و ضرورة العمل على عدم تعقيد الوضع بالمنطقة” .

و في الغضون بعث العاهل المغربي الملك، محمد السادس، رسالة إلى الرئيس الأمريكي، نشرتها وكالة أنباء المغرب الرسمية، قال فيها إنّ “الدول و الشعوب العربية و الإسلامية قلقة إزاء الأخبار المتواترة بشأن نية إدارتكم الاعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل، و نقل سفارة أمريكا إليها”. مضيفاً : أنّ “القدس تشكّل أهمية قصوى بخصوصيتها الدينية الفريدة، و هويتها التاريخية العريقة، و رمزيتها السياسية الوازنة، و يجب أن تبقى أرضاً للتعايش، وعَلماً للتساكن والتسامح بين الجميع”.

و تابع : “تعيش منطقة الشرق الأوسط على وقع أزمات عميقة و توترات متواصلة، ومخاطر عديدة، تقتضي تفادي كل ما من شأنه تأجيج مشاعر الغبن و الإحباط التي تغذي التطرّف و الإرهاب، و المساس بالاستقرار، و إضعاف الأمل في مفاوضات مُجدية لتحقيق رؤية المجتمع الدولي حول حلّ الدولتين”.

و من جانبه صرّح ولي العهد السعودي محمد بن سلمان هذه الليلة أنّ : “نقل السفارة الأميركية إلى القدس خطوة خطيرة تستفز المسلمين” مؤكداً لترامب دعم المملكة المتواصل لحقوق الشعب الفلسطيني التاريخية، وأيّ إعلان بشأن القدس يسبق التسوية سيضر بمفاوضات السلام .

في حين اعتبرت الجامعة العربية في ختام اجتماعها الطارئ الثلاثاء، أنّ أيّ اعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل هو “اعتداء صريح على الأمة العربية” كما حذّر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ترامب قائلاً إنّ “القدس خط أحمر بالنسبة للمسلمين”، فيما صرّحت وزيرة الخارجية الأوروبية فيديريكا موغيريني، أنّ “التفاوض يجب أن يكون في مقدمة الحلول المطروحة لحلّ قضية القدس” .

و يوم الأحد الفائت ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أنّ ولي العهد السعودي محمد بن سلمان عرض على الرئيس عباس الشهر الماضي في الرياض، مبادرة سلام جديدة تتضمن اختيار ضاحية “أبو ديس” المجاورة لمدينة “القدس” لتكون عاصمة لفلسطين بدلاً من شرقي القدس .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى