قالت وسائل إعلام غربية، اليوم الأربعاء، إن سباحة سورية تواجه تهماً بتهريب البشر والتجسس بسبب إقدامها على إنقاذ لاجئين سوريين كانوا قد تعرضوا لحادثة في طريقهم إلى اليونان وكاد يتسبب في مقتلهم ومن ثم تكررت عمليات الإنقاذ التي قامت بها مع فريق تطوعي حتى اعتبرت اليونان ذلك انتهاكاً لقوانينها.

سباحة سورية متهمة بالتجسس

وذكرت أن السلطات اليونانية تعتبر إقدام السباحة السورية على إنقاذ المهاجرين غير القانونيين عمل غير مشروع وبالتالي فهي تواجه، مع فريق من المتطوعين، تهماً بتسهيل الهجرة غير القانونية.

وأشارت إلى أن قضاء جزيرة ليسبوس سوف يحاكم سباحة سورية مع متطوعين آخرين شاركوا في عمليات إنقاذ مهاجرين في اليونان أثناء أزمة الهجرة عام 2015، بتهمة المساعدة على “الهجرة غير القانونية”.

وبدورها، أوضحت المدعى عليها، سارة مارديني، وهي لاجئة سورية تعيش حالياً في ألمانيا، أن تهمتها هي إنقاذها مهاجرين في بحر إيجه مع شقيقتها السباحة الأولمبية، وشاب إيرلندي يدعى، شون بايندر.

وأضافت وسائل الإعلام أنه تم إيقاف بايندر ومارديني ووضعا في الحبس الاحتياطي لحوالى مئة يوم عام 2018 وكانا يبلغان آنذاك 23 و25 عاماً، قبل أن يتم الإفراج عنهما بكفالة ويغادرا فوراً اليونان.

ومن جانبه، قال محاميهما هاريس بيتسيكوس، إنهما يواجهان عقوبة السجن خمس سنوات على هذه التهمة.

وكان بايندر ومارديني عضوين في منظمة “المركز الدولي للاستجابة للطوارئ” (ايمرجنسي ريسبونس سنتر انترناشونال) التي كانت تنشط في بحر ايجه حتى 2018، وتمّت ملاحقتهما مع المتطوّعين الآخرين بتهمة “المشاركة في منظمة إجرامية” للمساعدة على “الهجرة غير القانونية”.

وبحسب القرار الاتهامي، فإن أعضاء هذه المنظمة كانوا يقدمون “مساعدة مباشرة لشبكات تنظم تهريب مهاجرين” بين 2016 و2018، عبر الاستعلام مسبقاً عن وصولهم إلى الجزر، وتنظيم استقبالهم بدون تبليغ السلطات.

وبعضهم ملاحق أيضاً بتهمة “التجسس” لتنصتهم على أجهزة اللاسلكي التابعة لخفر السواحل اليونانيين ووكالة مراقبة الحدود الأوروبية (فرونتكس)، بحسب ما جاء في بيان لمنظمة هيومن رايتس ووتش، مشيرةً إلى أن هذه الأجهزة لم تكن مشفرة.

اقرأ أيضاً:

محاكمة لاجئ سوري في ألمانيا متهم بممارسات ضد الإنسانية والمشاركة في حصار كفريا والفوعة

محاكمة منفصلة للتهم الأشد خطورة

لكن المحامي بيتسيكوس أوضح أن تهمتي “المشاركة في منظمة اجرامية” و”انتهاك أسرار الدولة” اللتين تعرضهما لعقوبة السجن المؤبد، “لا تزالان موضع تحقيق” مشيرا إلى أنه “قد تكون هناك محاكمة منفصلة” لهاتين التهمتين.

وبدورها، أشارت منظمة هيومن رايتس ووتش إلى أن سارة مارديني لن تكون موجودة في موعد المحاكمة، يوم الخميس القادم، في جزيرة ليسبوس، إذ إن السلطات اليونانية رفضت رفع منع دخولها إلى البلاد.

اقرأ أيضاً:

العالم يحتفل بيوم اللاجئ العالمي.. وكندا تكشف عن استقبالها مزيد من اللاجئين وتوضح التفاصيل

وقالت الشابة السورية في مقطع فيديو نشرته منظمة العفو الدولية: “على الأقل لم نعد قيد الاعتقال، لكننا نريد أن ينتهي ذلك. نحن مرهقون جدا بعد هذه السنوات الثلاث القاتمة”.

وأضافت مارديني خلال وصفها عملية توقيفها عام 2018، “اعتقدت أنني في لعبة شطرنج ونحن كنا فيها بيادق وكانوا يلعبون بنا”.

شاهد أيضاً:

إن أنت أكرمت الكريم ملكته.. فيديو للاجئ سوري يغيّر قراراً للحكومة البريطانية

ومن جانبه، سيكون شون بايندر متواجدا في ليسبوس. وتحدث في فيديو منظمة أمنستي عن توقيفه موضحا إلى أي مدى كان “فظيعا” أن يكون مسجونا “فقط لمحاولة مساعدة الناس”.

وبحسب المنظمة، فإن “التحقيق ضد سارة وشون ليس حالة معزولة، فهو يرمز في اليونان وأوروبا، للاستخدام المفرط للقوانين لملاحقة أشخاص يقدّمون المساعدة أو يتصرفون بتضامن مع اللاجئين والمهاجرين”.

وذكّر المحامي بيتسيكوس بقضية مشابهة كانت تشمل ثلاثة إسبان ودنماركيَين متهمَين بالمساهمة في دخول مهاجرين بشكل غير قانوني إلى ليسبوس مع منظمة “بروم-ايد” الإسبانية. لكنّ تمّت تبرئتهم أخيرًا في مايو 2018.

وأوضح أنه قد يتمّ إرجاء محاكمة الخميس بسبب “عيوب إجرائية”.

وكانت سارة مارديني وشقيقتها يسرى، العضو في منتخب اللاجئين الأولمبي في أولمبياد 2016 و2020، وصلتا في أغسطس 2015 إلى ليسبوس قادمتيَن من السواحل التركية. وأنقذتا 18 راكبًا حين كان مركبهم يواجه صعوبة في الإبحار وقادتاه إلى الشاطئ.

وكانتا تساعدان القوارب المتعرضة للخطر قبالة الشواطئ اليونانية، وتوفرا للركاب على متنها البطانيات والمياه.

وعبر قرابة مليون مهاجر البحر المتوسط بين تركيا واليونان خلال أزمة الهجرة عام 2015 كما فقد كثيرون حياتهم في طريقهم إلى ما اعتقدوا أنه حياة أفضل بعيداً عن الحرب السورية.