أخبار العالمسلايد رئيسي

عودة وزارة “الرعب” تقضّ مضجع الأفغان.. فأين اختفى قادتهم الذين أخفقوا بصدّ “طالبان” ورفضوا شروطها؟

ازدادت مخاوف الأفغان جرّاء سلسلة القرارات والأحداث التي وقعت في البلاد خلال الساعات الماضية وخصيصاً تلك التي تمّ اتخاذها عقب كشف النقاب عن التشكيلة الحكومية الجديدة لحركة “طالبان”.

ولعلّ أكثر ما بات يشغل بالهم هو عودة وزارة “الرعب” متمثلةً بوزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتي تعني أنّ الحياة في أفغانستان ستتخذ نمطاً ولوناً واحداً تحدده طالبان ولا أحد سواها، وهو ما تجلّت أولى صوره بإقدام مجموعةٍ من عناصر الحركة على تحطيم مجموعةٍ من الآلات الموسيقية والتي تمّ تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي على نطاقٍ واسع.

عودة وزارة "الرعب" تقضّ مضجع الأفغان.. فأين اختفى قادتهم الذين أخفقوا بصدّ "طالبان" ورفضوا شروطها؟
عودة وزارة “الرعب” تقضّ مضجع الأفغان.. فأين اختفى قادتهم الذين أخفقوا بصدّ “طالبان” ورفضوا شروطها؟

عودة وزارة “الرعب” تثير مخاوف الأفغان

وفي التفاصيل، أعادت “طالبان” وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى قائمة وزاراتها، الأمر الذي يحيي بالأذهان مشاهد مأساوية انطوت على تصرفات “شرطة الأخلاق” إبان حكم الحركة السابق قبل عقدين من الزمن، والتي تسعى من خلالها لتطبيق “التفسير المتشدد للشريعة الإسلامية”، مع فرض قيودٍ صارمة على النساء والإجبار على الصلاة، وحتى “حظر الطائرات الورقية والشطرنج”، وفقاً لصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية.

بدورها، قالت “فرانس برس” إنّ عودة وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي كانت تبثُّ الرعب في فترة الحكم الأولى لطالبان، تثير مخاوف كبيرةً بين السكان، وذلك بسبب ارتباطها بـ”انتهاكات تعسفية”، وفقاً لمنظمات حقوقية.

والثلاثاء، أعلنت “طالبان” تعيينها لـ محمد خالد وزيراً للدعوة والإرشاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والذي يعتبر “رجل دين غير معروف” وفقاً لما أفادت به الصحيفة الأمريكية.

وفي السياق، لفتت الصحيفة إلى أنّ طالبان لم تنشئ وزارةً لشؤون المرأة، على غرار الحكومة السابقة، في وقتٍ خرجت فيه تظاهراتٌ في العاصمة وغرب البلاد لمطالبة الحركة بمنح النساء مقاعد في الحكومة، ومناصب قيادية أخرى.

وأصدرت الوزارة عشية إعادة افتتاح الجامعات الخاصّة في أفغانستان مرسوماً فرض على الطالبات “ارتداء عباءةٍ سوداء والنقاب، وستتابعن الفصول في “صفوف غير مختلطة”، وهو قرارٌ لاقى صدىً كبيراً خاصّةً في العاصمة كابول، حيث أعرب الناس عن مخاوفهم من أن تعني إعادة العمل بهذه الوزارة أنّ “طالبان” لا تسعَ للتغيير.

ونقلت الصحيفة عن “غول” أحد سكان كابل، الذي ذكر اسمه الأول خوفاً على نفسه من انتقم الحركة: “توقف الناس عن الاستماع إلى الموسيقى الصاخبة في الأماكن العامة، خوفاً من الممارسات السابقة منذ آخر مرة حكمت فيها طالبان، ولم أرَ أي إجبار على الصلاة، لكن هناك خوف لدى الجميع”.

عودة وزارة "الرعب" تقضّ مضجع الأفغان.. فأين اختفى قادتهم الذين أخفقوا بصدّ "طالبان" ورفضوا شروطها؟
عودة وزارة “الرعب” تقضّ مضجع الأفغان.. فأين اختفى قادتهم الذين أخفقوا بصدّ “طالبان” ورفضوا شروطها؟

إلى ذلك، تداول مغردون على موقع التدوينات القصيرة “تويتر”، صورًا ترصد قيام مجموعة عناصر من حركة “طالبان” بتحطيم عددًا من الآلات الموسيقية في استوديوهات التسجيل التابعة للدولة في كابول.

أين اختفى القادة الذين فشلوا بصد طالبان

وفي سياقٍ مغاير، لا يزال الكثيرون يتساءلون عن مصير القيادات الأفغانية للحكومة السابقة التي أطاحت بها الحركة، وعلى رأسهم الرئيس السابق أشرف غني، الذي غادر العاصمة كابل على عجل بعدما باتت قوات “طالبان” على مشارفها، وتشير التقديرات إلى أنّه كان يتخوّف من أن يلاقي مصيراً مشابهاً لمصير الرئيس الأفغاني السابق نجيب الله الذي شنقه مقاتلو الحركة بعد سيطرتهم على كابل عام 1996.

وعلى النقيض تماماً، شكّل كل من الرئيس الأسبق حامد كارزاي، ونائب الرئيس السابق رئيس المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية عبد الله عبد الله، أبرز الشخصيات السياسية التي لم تغادر كابل بعد سيطرة “طالبان” عليها، بعد إعلانهما البقاء فيها، فيما أجريا لقاءاتٍ كثيرةً مع كبار قادة الحركة الذين قدموا تعهدات بالمحافظة على أمنهما وسلامتهما في ظل الحكم الجديد.

ووفقاً للمعلومات، فإنّ عبد الله عبد الله، يقيم حالياً في منزل كارزاي بالعاصمة الأفغانية، فيما نفت “طالبان” أنّ أيّاً منهما موضوعٌ تحت الإقامة الجبرية.

مواضيع ذات صِلة : وليد جنبلاط: “كونوا مثل طالبان” وحكومة الأخيرة توجّه صفعة لواشنطن عبر بوابة “غوانتانامو”

إضافةً إلى الأسماء السابقة، بقي أحمد مسعود في البلاد والذي شكّل لاحقاً “جبهة مقاومة بنجشير” وهو ابن القيادي الراحل أحمد شاه مسعود الذي اغتاله تنظيم “القاعدة” عشية هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001.

شاهد أيضاً : يتحدّون الموت لجمع ثروة أفغانية تصوّر 40 عاماً من الحرب في أفغانستان .. صيد السجاد واللعب مع الموت

عودة وزارة "الرعب" تقضّ مضجع الأفغان.. فأين اختفى قادتهم الذين أخفقوا بصدّ "طالبان" ورفضوا شروطها؟
عودة وزارة “الرعب” تقضّ مضجع الأفغان.. فأين اختفى قادتهم الذين أخفقوا بصدّ “طالبان” ورفضوا شروطها؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى