الشأن السوري

“مجلس الرقة” يتعرّف على جثث بمقابر جماعية خلّفها داعش والتحالف

ستة أشهر مضت على المعركة مدينة الرقة السورية، بعد سيطرت قوات سوريا الديمقراطية على المحافظة وانسحاب “تنظيم الدولة” منها، حيث ما تزال رائحة الجثث المتحللة تحت الأنقاض والركام تنبعث لتملأ الشوارع، وسط تزايد شكاوى المدنيين بإيجاد حلول سريعة، فيما باشر فريق الطوارئ التابع للمجلس المدني في الرقة عمله على تحديد أماكن الجثث المتبقية تحت الركام واستخراجها.

وعليه، عثر مجلس مدينة الرقة المدني على عدة مقابر جماعية ضمّت نحو 500 جثة، حيث وجدت المقبرة الأولى في ملعب الرشيد وسط مدينة الرقة والتي ضمت بين 250 إلى 300 جثة يُعتقد أنّ معظمها من الأهالي والمدنيين وبعض عناصر الجيش الحر، بالإضافة لمعتقلين تم إعدامهم من قبل التنظيم قبيل مغادرتهم المدينة، كما وجدت المقبرة الثانية خلف مبنى المحكمة التي كان مقاتلوا التنظيم يتخذونها مقراً لهم، ووجدت المقبرة الثالثة بالقرب من قرية “قليب أنباج” في الريف الغربي للمحافظة، وضمت نحو 150 جثة معظمهم من العناصر التابعين لقوات النظام.

ومن جانبه تحدّث الناشط الصحفي “محمد عثمان” لوكالة ستيب الإخبارية: من الصعب تأكيد الرقم الكلي لعدد الجثث التي وجدت في المقابر، خصوصاً بعد أن أعلن المجلس عن عدد يصل لأكثر من 500 جثة، ليتراجع لاحقاً ويقول أنّ العدد الإجمالي قرابة 300 جثة، وبحسب المجلس فإنّ أغلب الجثث تعود لرجال من أبناء المدينة تم التعرّف على البعض منهم من قبل ذويهم رغم تفتتها، وأما باقي الجثث كان من الصعوبة التعرّف عليها نظراً لعدم وجود أحد الأقارب في المدينة، إلا أنّ المجلس وثّق اسماء العشرات منهم.

وأضاف عثمان: من المرجح أنّ هذه المقابر تعود لأكثر من مجزرة ارتكبها مقاتلوا التنظيم وطيران التحالف أثناء الحملة العسكرية التي جرت قبل أشهر، وتواردت أنباء عن تجميع الجثث مسبقاً في “المشفى الوطني” ليتم لاحقاً نقلهم إلى هذه المقابر، التي تم حفرها بعمق متر واحد تحت الأرض، مما يُرجح ضلوع التنظيم في دفنهم بشكل عاجل.

وعند سؤاله عن وجود إمكانيات طبية قد تفيد بالتعرّف على هذه الجثث عن طريق تحاليل الحمض النووي (DNA) وما إلى ذلك، قال: يوجد أطباء شرعيين لكن بشكل قليل وبإمكانيات بسيطة نظراً للوضع العام في المدينة.

وعن مصير الجثث قال عثمان: تم نقل أغلب هذه الجثث إلى مقبرة المدينة الواقعة في “تل البيعة” شمال شرق مركز المدينة، وستبقى تحت تصرف المجلس المدني لمحافظة الرقة.

ووفقاً لتقديرات الأمم المتحدة، فقد خلّف القصف الذي شنه التحالف الدولي بالإضافة للمعارك التي جرت بين “قوات سوريا الديمقراطية” و “تنظيم الدولة” خلال المعركة الأخيرة لتحرير الرقة التي جرت العام الماضي، دماراً بنسبة ٨٠ ٪ في المدينة.

2 195

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى