الشأن السوري

من جسد الثورة السورية … جوبر

يقع حي جوبر الدمشقي شرق العاصمة و تبلغ مساحته حوالي 12 كم2 ، ويبلغ عدد سكانه حالياً حوالي 25000 نسمة ، وقبل الثورة كانت غالبية سكانه من الطائفة السنية مع تواجد بعض العائلات المسيحية وبعض العائلات من الطوائف العلوية والدرزية والشيعية.

بدأ الحراك السلمي في الحي في الجمعة العظيمة 22/4/2011 حيث خرج حوالي 200 شخص في مظاهرة بعد صلاة الجمعة في منطقة علوش القريبة من جسر زملكا قابلتها قوات النظام بإطلاق الرصاص الحي ما أسفر عن سقوط شهيدين من أبناء الحي (الشهيد عمر الحمصي والشهيد نزارالخطيب).

شيع حوالي 30000 من أهالي الحي مساءً الشهيد عمر الحمصي وفي اليوم التالي شيع أكثر من 60000 شخص الشهيد نزار الخطيب بعد أن صلوا صلاة الجنازة في ساحة البرلمان القريبة من مخفر الحي، واستمرت المظاهرات وسقوط الشهداء والجرحى لتبدأ في الشهر السادس حملات الدهم والاعتقال التي طالت أغلب الناشطين في الحي، استمرت المظاهرات الليلة حتى شهر آب 2011 حيث أدرك شبان الحي أن النظام ماض في سياسة القتل والاعتقال، فبدأ بعضهم بحمل السلاح وشكلوا أول خلية في الحي والتي تكونت من سبعة شبان وشاركوا في عمليات ضرب الحواجز داخل الغوطة الشرقية ، انتقل العمل بعد ذلك إلى حي جوبر من بنصب الكمائن لقوات الأمن والدوريات التي تدخل الحي وبدأ عدد المسلحين يزداد وتشكلت كتيبة “أبو عبيدة بن الجراح” من أبناء الحي وتم وضع حواجز على أطراف الحي والتصدي لمحاولة قوات النظام الدخول إلى الحي.

وفي أواخر عام 2012 تمكن الثوار من إسقاط مروحية لقوات النظام ليبدأ بعدها النظام بقصف الحي .
شكل أبناء الحي كتيبة هارون الرشيد و التي شاركت في معركة تحرير مطار مرج السلطان، وفي بداية 2013 بدأت المعارك تتسع في الغوطة الشرقية واتفق ثوار الغوطة وجوبر على تحرير حواجز المتحلق الجنوبي والتقدم باتجاه دمشق وتم تحرير حاجز حرملة وحاجز جسر زملكا وحاجز العدنان، وبدأ التصعيد من قبل قوات النظام على الحي بقصفه بمختلف أنواع الأسلحة وبشكل كثيف ما اضطر الأهالي في شهر شباط من عام 2013 للخروج من الحي.
ومنذ ذلك التاريخ أصبح الحي ساحة معركة ولم تعد كتيبة هارون الرشيد والتي أصبحت فيما بعد لواء هارون الرشيد وحدها في جوبر إنما بدأت عدة تشكيلات بالدخول إلى الحي للمساندة “كتيبة فاروق الشام وكتيبة سيف المصطفى ولواء تحرير الشام ولواء الإسلام وكتيبة رجال الأثر” ورابطت هذه التشكيلات عدة أشهر على أطراف الحي لتتطور بعدها الأمور من اندماج تشكيلات مع بعضها البعض إلى مغادرة أخرى من الحي، حتى لم يبق اليوم في الحي إلا جيش الإسلام وفيلق الرحمن بعد أن اندمج تشكيل جند العاصمة والذي هو تجمع كتائب ومجموعات ثوار حي جوبر مع فيلق الرحمن كما اندمجت كتيبة رجال الأثر ومجموعات صغيرة أخرى مع جيش الإسلام.

جوبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى