استدعاء وإغلاق مؤسسة.. أول رد إيراني على رسوم ساخرة من خامنئي

بعد أن استدعت طهران سفير باريس لديها، أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية، الخميس، إغلاق المعهد الفرنسي للبحوث في إيران (إفري) بعد نشر مجلة “شارلي إبدو” الفرنسية رسوم ساخرة اعتبرتها طهران مهينة للمرشد الأعلى، علي خامنئي، فيما ردت باريس على هذه الخطوات.

ونشرت شارلي إيبدو هذا الأسبوع عشرات الرسوم الكاريكاتورية التي تصور وتسخر من المرشد الإيراني علي خامنئي دعماً لاحتجاجات مناهضة للنظام خرجت بعد وفاة الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني في سبتمبر/أيلول وهي رهن الاحتجاز لدى “شرطة الأخلاق”.

رد على رسوم ساخرة

وقالت الخارجية الإيرانية في بيان، إن الوزارة تحمّل “الحكومة الفرنسية المسؤولية الأكيدة في مواجهة انتهاك الطابع المقدس للحرية وحقوق الإنسان، وإهانة القيم الدينية، والمسّ بالمعتقدات الدينية والسيادة الوطنية لدول أخرى”.

وأضاف البيان أن “الجمهورية الإسلامية تندد عدم تحرك السلطات الفرنسية المعنية المستمر في مواجهة معاداة الإسلام والترويج للكراهية العنصرية في الإعلام الفرنسي”.

وأعلنت الوزارة “وضع حد لنشاطات المعهد الفرنسي للبحوث في إيران كمرحلة أولى” من الرد الإيراني على الرسوم الكاريكاتورية.

وبحسب موقعه الإلكتروني، فإن المعهد الفرنسي للبحوث في إيران ملحق بوزارة الخارجية الفرنسية. أبصر النور في العام 1983 بعد اندماج “البعثة الأثرية الفرنسية في إيران” (دافي) التي أنشئت في العام 1897، والمعهد الفرنسي لعلوم إيران في طهران (إفيت) الذي أسسه هنري كوربان عام 1947.

ويضم المعهد خصوصاً مكتبة غنية يستخدمها طلاب اللغة الفرنسية وأكاديميون إيرانيون.

وحذّرت إيران باريس، أمس الأربعاء، من أن ردها سيكون “حاسماً” بعد نشر رسوم كاريكاتورية “مهينة” لآية الله علي خامنئي في مجلة “شارلي إيبدو” الفرنسية.

تعليق فرنسي

من جهتها، قالت وزيرة الخارجية الفرنسية، كاترين كولونا، اليوم الخميس، إن على إيران أن تهتم بما يحدث داخلها قبل أن تنتقد فرنسا بعد أن استدعت طهران سفير باريس للاحتجاج على الرسوم الساخرة.

وفي تصريحات لمحطة “إل سي آي” التلفزيونية، ذكرت كولونا أن إيران “تنتهج سياسات سيئة” عبر اتباع العنف مع مواطنيها وباعتقال فرنسيين، مضيفة “دعونا نتذكر أن حرية الصحافة موجودة في فرنسا على عكس ما يحدث في إيران وأن تلك الحرية يشرف عليها قاض في إطار قضاء مستقل وهو أمر لا تعرفه إيران جيداً بلا شك”.

وتابعت أن “فرنسا ليست بها قوانين تجرم التجديف”.

مواضيع ذات صِلة : “شارلي إبدو” تسخر من خامنئي برسوم ساخرة.. وإيران ترد وتتوّعد

واتهم رجال الدين الحاكمون في إيران، الذين يواجهون أسوأ أزمة لشرعيتهم منذ الثورة الإسلامية في 1979، أعداء أجانب بالوقوف وراء احتجاجات حاشدة مناهضة لنظامهم بهدف زعزعة استقرار البلاد. وأثارت الرسوم الكاريكاتورية التي نشرتها شارلي إيبدو رد فعل غاضباً من إيران وحذر وزير خارجيتها حسين أمير عبد اللهيان من أن الخطوة التي وصفها بأنها “عدائية ومشينة” ستستتبع رداً حازما من طهران واتهم الحكومة الفرنسية بالتمادي.