الشأن السوري

السعودية توقف دعمها للجيش اللبناني .. وتعلن نيتها دعم الثوار بصواريخ ارض جو

لم تستطع السعودية كظم غضبها أكثر , من موقف حكومة لبنان التي اتخذت الحياد من اعتداء متظاهرين إيرانيين على السفارة السعودية في ايران الشهر الماضي , لتعلن اليوم وقفها لإرسال المساعدات للجيش اللبناني المقدر بقيمة 3 مليارات دولار و مليار آخر مخصص للأمن العام.

موقف السعودية الذي جاء للعلن , لعدم المساندة السياسية اللبنانية لها في الاعتداء على بعثتها في ايران ، يخفي في باطنه حملة كبيرة على حزب الله اللبناني , و الذي بدأتها بإعلانها حزب إرهابي و من ثم صادرت أموال يشك بأنها تعود له في السعودية ، إضافة لإغلاق أحد البنوك في لبنان و سحب الودائع منه ، و أنهتها اليوم بقرار وقف امداد الجيش اللبناني بالأسلحة ، الجيش الذي يتحكم به حزب الله بشكل كبير و يسيطر على أبرز مفاصله “مخابرات الجيش”.

الموقف السعودي المتصاعد رافقه دعم خليجي أيضاً , اذ أعلنت كل من الامارات العربية المتحدة والبحرين تأييدهما لقرار السعودية , داعين لبنان للحد من تصرفات وسيطرة الحزب .
القرار السعودي الغير متوقع , زعزع الصفوف في لبنان , فشن زعيم القوات اللبنانية “سمير جعجع” هجوماً على حزب الله محملاً إياه المسؤولية عن حرمان لبنان من المساعدات ، فيما رأى “نهاد مشنوق” وزير الداخلية أنه ينبغي على لبنان ألا يخرج من عمقه العربي بسبب الحزب ، أما “سعد الحريري” المعروف بصلاته المتينة بالسعودية طالب السعودية بمعاملة لبنان معاملة الأخ الأكبر ، و ناشد رئيس الوزراء اللبناني “تمام سلام” السعودية بمراجعة قرارها.

حزب الله صعد من حملته على السعودية و شن هجوماِ عنيفاً عليها ٫ مؤكداً أن قرار الإيقاف يستند إلى الأزمة المالية التي تمر بها السعودية , و أن المملكة استغلت ذلك بالإيقاع به في تلك المشكلة و تحميله أسباب فشل سياساتها في اليمن و سوريا.

و في السياق المتعلق بسوريا يعتبر قرار السعودية بوقف امداد الجيش اللبناني بالمساعدات , مفيداً للثوار في الجرود الفاصلة بين لبنان و سوريا , اذ يتعرضون لقصف متواصل من الجيش اللبناني و حزب الله ، وسط تغييب اعلامي كبير ، كما سبق و أن أعلن الجيش اللبناني عن تحضيره لعملية كبيرة ضدهم عندما يكتمل وصول الأسلحة التي تعتزم السعودية دفع تكاليفها .

“مصائب قوم عند قوم فوائد” هذا المثل انطبق على النازحين السوريين المتواجدين على الحدود اللبنانية , سواء في الجهة اللبنانية أو السورية , الذين يعانون أشد أنواع القمع و الحرمان من ادخال الطعام و الدواء , أو حتى الوصول الى المشافي للعلاج , فيما يعاني الثوار السقوط بين نارين , نار الجيش اللبناني في لبنان الذي يمارس الهجمات بدعم حزب الله اللبناني , و نار النظام السوري مدعوما بميليشيا حزب الله التي أرسلت عناصرها لتتوزع و تمارس سلطاتها على الشعب السوري على أرضه.

و تعتبر حزمة المساعدات التي كان من المنتظر ان تقدم للبنان من قبل المملكة , هي المنحة الأكبر للقوات المسلحة على الاطلاق بحسب ما صرح الرئيس اللبناني السابق “ميشال سليمان” و في الوقت نفسه أعلن وزير الخارجية السعودي “عادل الجبير” , اليوم , عزم بلاده تزويد الثوار في سوريا بصواريخ أرض-جو , و التي يبدو أنه قرار قد يكون لقلب موازين القوى ولو نسبياً في سوريا , على مبدأ “أن تصل متأخراً خير من ألا تصل” , و السؤال الذي يطرح نفسه , هل سيبقى كلام الجبير مجرد جبر على ورق ؟

2438048221

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى