الشأن السوريسلايد رئيسي

تصريحات “مريبة” لواشنطن حول “قسد وداعش” تزامناً مع تهديدات تركية بعملية عسكرية ضدّ “الأكراد”

علّقت وزارة الخارجية الأمريكية، اليوم الثلاثاء، على جملةٍ من الأنباء التي تمّ تداولها خلال الآونة الأخيرة من أنّ وفداً أمريكياً زار شمال شرق سوريا والتقى بقياداتٍ كرديةٍ رفيعة إبان الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، وذلك في وقتٍ تتصاعد فيه حدّة التهديدات التركية للمناطق الخاضعة تحت سيطرة “قسد”.

وفي التفاصيل، أوضح مسؤولٌ رفيع المستوى في الخارجية الأمريكية خلال تصريحاتٍ صحفية لـ “الشرق الأوسط” حقيقة الأنباء التي تمّ تداولها مؤخراً حول زيارةٍ سريةٍ قام بها وفد أمريكي إلى منطقة شمال شرق سوريا، وذلك عقب واشنطن من أفغانستان في آب/ اغسطس الماضي، لطمأنة شركائهم “الأكراد” بالالتزام ومواصلة القتال جنباً إلى جنب ضد تنظيم “داعش”.

جاءت التوضيحات الأمريكية، بعد أن تناقلت العديد من الأخبار والأنباء زيارة وفدٍ أمريكي إلى سوريا بقيادة، جوي هود، ولقائه قائد قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، مظلوم عبدي، وإلهام أحمد، الرئيسة المشاركة للهيئة التنفيذية في “مجلس سوريا الديمقراطية” “مسد” للمنطقة، حيث نقل “هود” رسالة تأكيد من واشنطن للسوريين الأكراد مواصلة دعمها، إلا أنه فشل في إعادة “مسد” إلى طاولة المحادثات بين الأطياف الكردية التي ظلّت راكدةً لعدة أشهر.

وفي السياق، نفت الخارجية الأمريكية “زيارة وفد رفيع المستوى سراً” إلى سوريا، بيد أنّها أكدت التواصل مع المقاتلين الأكراد في “قسد” في المناطق التي تسيطر عليها شمال شرق سوريا، والعمل على مقاتلة “داعش”، والتأكيد على أن ما حدث في أفغانستان لا يمكن أن يحدث في سوريا.

وبيّن مصدر أمريكي في وزارة الخارجية الأمريكية، لـ”الشرق الأوسط”، أنّ النائب الأول المساعد لوزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى، جوي هود، تحدث مع “الشركاء” في قسد “مرئياً” وليس حضورياً، في تاريخ 29 من آب/ أغسطس ، وذلك لتأكيد التزام الولايات المتحدة بثلاث نقاط رئيسية تجسدت في الدعم والقتال المستمر ضد تنظيم داعش، ومسببات عدم الاستقرار في المنطقة، فضلاً عن مناقشة المخاوف بشأن تصعيد النشاط العسكري في شمال سوريا.

إلى ذلك، شدد المصدر الأمريكي على أن قوات سوريا الديمقراطية ستظل شريكاً عسكرياً ملتزماً للولايات المتحدة، إذ نفذوا عشرات الغارات على مخابئ تنظيم داعش، وأسروا وقتلوا العديد من عناصره، بما فيهم الأمراء السابقون للمال والصحة، كما أنهم استطاعوا تفكيك وكشف العديد من شبكات التهريب.

وخلال حديثه للصحيفة قال: “لا يمكن لقوات (قسد) الاستمرار في اجتثاث إرهابيي (داعش)، أو حراسة عشرات الآلاف من معتقلي التنظيم وعائلاتهم، الذين لا يزالون رهن الاحتجاز، دون دعم من الولايات المتحدة، كما أن القوات الأمريكية موجودة في سوريا للمساعدة في ضمان الهزيمة الدائمة لـ(داعش)، إذ لا يزال تنظيم داعش في سوريا يشكل تهديداً خطيراً، ويستفيد من حالة عدم الاستقرار، ويبدي نيته في شن هجمات في الخارج، ويستمر في الحث على الهجمات الإرهابية في جميع أنحاء العالم، لذا فإن ذلك يتطلب منع عودة ظهور داعش في العراق وسوريا، وكذلك محاربة الشراكات التابعة له وشبكاته خارج الشرق الأوسط، باستمرار مشاركة الولايات المتحدة، إلى جانب 83 من شركائنا وحلفائنا الذين يشكلون التحالف العالمي لهزيمة داعش”.

وأشار إلى أنه خلال اللقاء الذي جمع هود مع عبدي، كرر الأخير نداءه لإنشاء منطقةٍ عازلة جوية، وإمداداتٍ عسكرية بما في ذلك طائراتٍ من دون طيار، والاعتراف بسيطرة الأكراد على مناطقهم المعروفة بـ”روج آفا” من قبل بقية سوريا، كما أن السلطات الكردية لا تزال قلقةً بشأن المخططات التوسعية التركية، في الوقت الذي تغلق فيه قوات سوريا الديمقراطية منطقة تل تمر لإجراء إصلاحات بعد قصفها من قبل أنقرة، وذلك وفقاً لبعض التقارير الإعلامية.

من جانبها، تطرقت سنام محمد، ممثلة مجلس سوريا الديمقراطي في الولايات المتحدة، إلى التطمينات الأمريكية، مؤكدةً أنها جاءت على أن سوريا ليست أفغانستان، بيد أن الجميع يعلم أن “الوجود الأميركي لن يبقى إلى الأبد”، ولا بد من يوم أن يأتي ويعلن الأمريكان فيه الخروج من المنطقة، “ولكن لا أحد يعلم ذلك الوقت”.

وخلال حديث مع “الشرق الأوسط”، قالت سنام إنّ التصريحات الأمريكية الرسمية تؤكد أن التهديدات القادمة من سوريا والمنطقة بشأن التنظيمات الإرهابية، وكذلك إيران أصبحت أكثر من ذي قبل، لذلك فإن التطمينات الأمريكية تؤكد العمل معاً لمواجهة هذه التطمينات، وأن “سيناريو أفغانستان لن يتكرر”، وهي تعمل لدعم قوات “قسد” والإدارة الذاتية العاملة في شمال شرق سوريا.

اقرأ أيضاً : بالفيديو|| احتجاجات وقطع للطرقات بريف دير الزور وقسد تعلن تشكيل قوات “الفزعة” من أبناء العشائر العربية

إلى ذلك تطرقت للحديث عن التحديات التي تواجههم في شمال شرق سوريا، مشيرةً إلى أنّ أبرزها هو عدم وجود حل سياسي ينهي المعاناة والحرب في سوريا، وعدم وجود توافقٍ بين المعارضة السورية، أو وجود الرؤية الواضحة بين السوريين،

وأضافت انه يضاف إلى تلك التحديات” التحديات الأمنية في محاربة داعش، و التحديات في مواجهة تركيا على الحدود بين البلدين، إذ لا تزال القوات التركية موجودة في احتلال بعض المناطق السورية على الحدود الشمالية.

وتابعت: “تم تداول هذه النقاط والتحديات مع الأمريكيين، إلا أن التطمينات الأمريكية تقول إنّ القوات ستبقى موجودة حتى يتم الوصول إلى حل سياسي، ودعم (قسد) أمام داعش”.

تصريحات "مريبة" لواشنطن حول "قسد وداعش" تزامناً مع تهديدات تركية بعملية عسكرية ضدّ "الأكراد"
تصريحات “مريبة” لواشنطن حول “قسد وداعش” تزامناً مع تهديدات تركية بعملية عسكرية ضدّ “الأكراد”

اقرأ أيضاً : صحيفة تكشف عن خطوة ستتخذها واشنطن حول “عقوبات قيصر”.. وموضوع هام حثّت أكراد سوريا عليه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى