حورات خاصة

دراما رمضان 2021.. عبد الحكيم قطيفان يتحدث عن انعطافة تاريخية ويكشف رأيه بـ 4 مسلسلات

ساعات قليلة وينتهي شهر رمضان لهذا العام وتتجه دراما رمضان إلى لملمة أوراقها وبثّ الحلقات الأخيرة من كل المسلسلات التي عُرضت خلال الشهر بحلوها ومرّها، فكيف كانت دراما رمضان لعام 2021؟

يعتبر شهر رمضان موسماً درامياً ضخماً لما يعرض خلاله من أعمال فنّية متنوعة، ويجري خلاله التنافس بين الفنانين وشركات الإنتاج والقنوات على مدار الشهر لتقديم الترفيه الأفضل للمشاهد.

إلا أنّ خواتيم تلك الأعمال دائماً ما تترك الانطباع لدى المشاهد والناقد وحتى الفنان حول نجاح المسلسل والعمل الفنّي أو فشله، سواءً من حيث القضية المتناولة أو القصة المطروحة أو العديد من المعايير الأخرى، وللحديث حول دراما رمضان التقت وكالة ستيب الإخبارية، الفنان السوري، عبد الحكيم قطيفان، الذي تحدث عن رأيه بها.

 

انعطافة في دراما رمضان منذ عام 2011

يشرح الفنان السوري، عبد الحكيم قطيفان، أحوال الدراما السورية التي كانت أشهر أنواع الدراما في رمضان بكل موسم على جميع الشاشات معتبراً أن الدراما السورية مرّت بمنعطف كبير منذ 2011، واندلاع الثورة السورية، والسلبيات التي تخص النظام السوري وكيف قدّمها من خلال الدراما بهذه الطريقة الفجّة واللا موضوعية وحتى اللا أخلاقية.

ويقول: “منذ تلك الفترة بدأ التركيز على قضايا ما يوصف بالإرهاب والفساد وقضايا لها علاقة بالمافيات والمخدرات والعنف المجتمعي، في محاولات للابتعاد عن الأسئلة الحارة والملحة عن واقع السوريين، في محاولة للهروب إلى الأمام”.

ويتابع: ” إضافة إلى محاولة تكريس أعمال البيئة حيث بتنا نشاهد أعمال كبيرة وكثيرة من أعمال البيئة المسطحة والمكررة والبعيدة عن الموضوعية والتي هي أساساً إساءة إلى تاريخ سوريا عموماً ودمشق تحديداً، حيث تفتقد إلى أي قيمة تاريخية وإلى المصداقية وتسيء لها، وقدمت المجتمع السوري بطريقة فجّة وفيها قيم أخلاقية متدنية جداً ليس لها علاقة بالسوريين”.

ويؤكد الفنان السوري أنّ دراما رمضان الحالية هي دراما بائسة وتفتقد إلى التوطين والهوية التي تخص الشخصيات وتخص الأحداث.

 

دراما رمضان 2021

تناول الفنان عبد الحكيم قطيفان الحديث عن دراما رمضان لهذا العام، والتغييرات الكبيرة التي طرأت على نوعية الأعمال الفنّية التي تقدّم للمشاهد.

يقول: “تابعت خلال رمضان الحالي عملين أو ثلاثة، منها الكندوش والذي هو أقرب لقصة قصيرة شعبية وبناء درامي منحدر، رغم محاولة اعتمادهم على ممثلين كبار إلا أنّ هذا العمل لا يُعتد به على الإطلاق لا درامياً ولا بصرياً”.

ويضيف: “هناك مسلسل آخر هو “على صفيح ساخن”، كنت أتمنى أن يدخل هذا العمل بالعالم الخاص للأطفال الذين سمّاهم “النباشين”، إلا أنّ قصته تحدثت عن مافيات الفساد والمخدرات والقتل”.

ويتابع: “أيضاً مسلسل سوق الحرير شاهدت بضع حلقات منه واتضح لي من خلالها سذاجة وتسطيح غير مسبوق فيه، وشاهدت حلقات مسلسل عندما تشيخ الذئاب، ولفتني فيه النص الذي رأيت فيه شيء مهم وأسئلة مهمة ولكنه تطرق إلى تفاصيل المؤسسات الدينية وأعطى صورة إيجابية لأمن النظام السوري”.

 

الدراما المشتركة إضافة أم سد ثغرة؟

اشتهرت خلال السنوات الأخيرة عدّة مسلسلات يغلب عليها الطابع الدرامي المشترك، حيث عادةً ما يكون بطل المسلسل فنان سوري والبطلة لبنانية ومعظم لك الأعمال صوّر في لبنان، إلا أنها وبذات الوق شهدت انتقادات من وجهات نظر أخرى.

يتحدث الفنان عبد الحكيم قطيفان بأنّ الأعمال الفنية المشتركة موجودة منذ زمن بعيد سيما نتيجة وجود الروابط التاريخية والجغرافية بين أهالي المنطقة عموماً، وسبق وأن كان هناك تجارب كثيرة بدراما مشتركة مع فنانين من الأردن وكثير منها تحدثت عن البيئة البدوية.

ويقول: ” اعتقد أن دراما رمضان ومنذ فترة طويلة والتي تقودها مؤسسة MBC لم يعد لها لون أو طعم أو هوية، أصبحت على شكل مجموعة ممثلين وسيمين من سوريا مع ممثلات جميلات من لبنان والقليل من النكهة الخليجية وقصة من هنا وهناك مصرية، وتتم من خلالها القصة وفق مسارات اجتماعية هدفها التشويق والإثارة ولا سيما الضرب على موضوع الخيانات الاجتماعية والتركيز على الخلل الاجتماعي القائم على مصادفات ربما”.

ويستطرد خلال حديثه: ” بالنسبة للجدل الذي وقع بين الفنانين السوريين واللبنانيين، أرى أن المقارنة غير واردة بينهما، فالفنان السوري له إرث تاريخي مسرحي وتلفزيوني، وقدّم أعمال منافسة على مستوى الوطن العربي، بينما اللبنانيين كان لهم أعمال بسيطة وقد يتفوقون بالغناء والطرب، أما الدراما فلا مقارنة”.

 

تهميش نجوم الدراما بسبب مواقفهم السياسية

يعتبر الفنان عبد الحكيم قطيفان واحداً من العديد من الفنانين الذين تعرضوا لتهميش متعمّد نتيجة مواقف سياسية وآراء شخصية، وحول علاقة السياسة بالدراما يتحدث عن ارتباط وثيق.

ويقول: ” كل شيء مربوط بالسياسة حتى الفن، ورأينا عام 2011 بعد اندلاع الثورة السورية كيف استثمر النظام السوري بالفنانين وأخرجهم مسيرات تأييد، وحاول النظام السوري الاستثمار بموضوع حضورهم الشعبي والجماهيري، بينما نحن الفنانين الذين وقفنا بصف الثورة وحق الناس أرادوا أن يدفّعونا ثمن ذلك”.

شاهد أيضاً: بالفيديو|| الفنان السوري عبد الحكيم قطيفان يوجه رسالة لإدلب.. وهذا ما جاء فيها

 

ويشر إلى أنه بات يعتقد بأنّ هناك ما يشبه ميثاق بين القنوات لمنع أي أعمال تتحدث عن الأوضاع الواقعية في البلدان العربية، مشيراً إلى أنّ المطلوب هو عمل دراما مفتعلة وبدون هوية لا تثير الأسئلة لدى المتابع، واصفاً بأن التركيز المطلوب هو على جمال الممثلات و”حقنات البوتيكس” لديهن ووسامة الممثلين وبؤس آخرين.

ويختم الفنان السوري قائلاً: ” اعتقد أنّ الدراما التي كنّا نهرب من أعمالنا وتعب الحياة لنجلس ونتابعها على التلفزيون ونناقش أحداثها وتطوراتها قد انتهت”.

دراما رمضان 2021.. عبد الحكيم قطيفان يتحدث عن انعطافة تاريخية ويكشف رأيه بـ 4 مسلسلات
دراما رمضان 2021.. عبد الحكيم قطيفان يتحدث عن انعطافة تاريخية ويكشف رأيه بـ 4 مسلسلات

حاوره: جهاد عبدالله

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى