حورات خاصة

خلفيات زيارة قائد القوات المركزية الأمريكية لقاعدة التنف… فهل حددت مصير “مغاوير الثورة” ومخيم الركبان

زار قائد القوات المركزية الأمريكية، كينث مكينزي، منذ أيام، قاعدة “التنف” العسكرية الواقعة على المثلث الحدودي لسوريا والعراق والأردن، حيث تتمركز قوات أمريكية فيها، تدعم وتحمي فصائل معارضة موجودة في ما يُعرف بمنطقة “الـ55″ داخل الأراضي السورية، وأبرز تلك الفصائل في المنطقة هي ”جيش مغاوير الثورة” وقوات “الشهيد أحمد العبدو”.

وأوضح قائد “جيش مغاوير الثورة”، العميد مهند الطّلاع، عبر حساب “الجيش” في “تويتر”، يوم الأربعاء 23 من كانون الأول الحالي، أنّ لزيارة ماكينزي قاعدة “التنف” شقَين أساسيين، استطاعت وكالة ستيب الإخبارية، من خلال إجراء حديث خاص مع العميد الطّلاع التطرق لشقي هذه الزيارة، وكذلك الإضاءة على بعض ما أثير حول وضع المثلث الحدودي، ومصير الفصائل العاملة فيه.

خلفيات زيارة قائد القوات المركزية الأمريكية لقاعدة التنف

وحول توقيت زيارة مكينزي لمنطقة “الـ 55” أفاد العميد الطّلاع بأنه “لا يوجد هناك شيء استثنائي، فبالعادة ما يكون هناك زيارات من هذا القبيل( في نهاية كل عام لقادة التحالف وآخرهم السيد مكينزي) مشيراً إلى أنّ الهدف من زيارته كان معايدة مقاتلي التحالف وشركائهم المحليين “مغاوير الثورة” بهدف التأكد من جاهزيتهم قبل توديع العام المنصرم، والتأكيد على استمرارية شراكة التحالف مع “المغاوير” وأهمية المنطقة المعروفة بمنطقة “الـ 55” والتي يقع على عاتق قوات “مغاوير الثورة” تأمين الحماية لها.

وفيما يتعلّق بترتيبات الفترة الانتقالية التي تفصل بين إدارتين أمريكيتين متمثلتين بإدارة “ترامب” المنصرمة التي أقرّت سحب القوات الأمريكية من الشرق الأوسط عموماً بما ينسحب على سوريا، وإدارة الرئيس المنتخب “جو بايدن” التي لازال الغموض يلفها حيال التعامل مع الأزمة السورية، أكّد العميد الطّلاع بأنّ الزيارة كانت زيارة تفقديّة تهدف لتبيان أهميّة استمرار تأمين الحماية للمنطقة (التي تضم قاعدةً للتحالف الدولي) من قبل “مغاوير الثورة”، وإبعاد النظام والروس والميليشيات الإيرانية عنها.

حقيقة المساعي الأمريكية لخلق شركاء محليين كبديل عن ميليشيا “قسد”

وفي ظل الحديث القديم الجديد، عن مساعٍ أمريكية حثيثة لخلق شركاء محليين كبديل عن ميليشيا “قسد” في شمال شرق سوريا، أو ما بات يعرف إعلامياً بـ “قسد عربية” موازية، تطرق العميد إلى الدور الذي من الممكن أن تلعبه قواته المدعومة أمريكاً مستقبلاً في هذا الإطار، حيث أشار إلى أنّ اللقاء الأخير الذي جمعه بقائد القوات المركزية الأمريكية، لم تتم الإشارة فيه إلى موضوع “ميليشيا قسد” من قبل كاينزي والوفد الأمريكي الزائر، أو إيجاد بديلٍ عنها في الوقت الرّاهن فقد كانت الزيارة محصورة بوضع المنطقة وسير الأمور فيها وبالطبع تعزيز التنسيق بين المغاوير والتحالف.

وعمّا تحدث به الطلاع، في مقابلات إعلامية سابقة، عن دورٍ يمكن وصفه بـ “الدفاعي” لقوى مغاوير الثورة، حيال القوات النظامية أو المحور الروسي الإيراني المحيطة بمنطقة نفوذهم، شدّد الطّلاع على أنّ النظام “عدو أساسي” بالنسبة لهم حاله حال الميليشيات الإيرانية وتنظيم داعش، مؤكداً على أنهم كـ” مغاوير الثورة” يقفون على مسافة واحدة منهم، لافتاً إلى أنهم مسؤولين عن حماية منطقة الـ 55 والدفاع عنها عسكريّاً وأمنيّاً، إلا أنه لا يوجد لديهم أي مخططات لمهاجمة النظام، وفي حال وجود مخطط من هذا القبيل فالموضوع عسكري وسرّي بحت تحكمه تفاهمات معيّنة، أبدى الطلاع التزامهم بها إلى أي حدٍ بعيد لكنه شدد في الوقت نفسه على حقهم بالدفاع عن أنفسهم في حال أقدمت أي قوّة أو جهة على الإخلال بالترتيبات الرّاهنة أو كسر قواعد الاشتباك السائدة في المنطقة كمحاولة مهاجمة المنطقة أو التقدم على المحاور المحيطة بها أو التدخل فيها.

الوضع الإنساني يُرثى له.. وتعنت روسي لدخول المساعدات منذ عام

أما بالنسبة للوضع الإنساني بشكل عام في المنطقة والتي تضم مخيم الرّكبان، وصف الطّلاع الوضع بالسيء للغاية، مشيراً إلى أنها تفتقر إلى أبسط مقومات العيش الكريم وأهمها الطبابة والتعليم، لافتاً إلى أنّ المنطقة تفتقد للخدمات بشكل شبه كامل.

وبخصوص موضوع المساعدات الإنسانية نفى العميد الطّلاع وجود أي وعود أو مؤشرات على دخول أي مساعدات جديدة حيث أشار إلى أنه منذ عام تقريباً (منذ ما قبل رمضان الفائت) كان هناك حديث ووعود عن دخول مساعدات إنسانية للمنطقة إلّا أنّ التّدخلات الروسيّة أفشلت إيصال المساعدات لمستحقيها بشكلٍ متعمّد استناداً لحجج وصفها بالواهية والكاذبة.

وشدّد الطّلاع على أنه بناءً على تجارب سابقة فمن الواضح أنه لا نيّة لدى الرّوس والنظام لإدخال المساعدات، موجهاً انتقادات للفاعلين بالمجتمع الدولي كونهم اكتفوا باتخاذ موقف المتفرج حتّى على مستوى توجيه الإدانات للروس والنظام حيال العراقيل التي يضعونها في سبيل عدم وصول أي مساعدات للمدنيين في المنطقة، معتبراً توجّه الأردن نحو إغلاق الحدود أمام دخول المساعدات زاد من صعوبة الوضع الإنساني.

مصير “مغاوير الثورة” وهل ستحذو حذو باقي فصائل المعارضة

ونفى العميد الطّلاع ما أشيع في وقتٍ سابق عن نيّة وتوجهات “مغاوير الثورة”، للحذو حذو فصائل المعارضة الأخرى بالتوجه نحو معقل الفصائل شمال البلاد، واصفاً إثارة الحديث عن هذا الموضوع مجرد إشاعات لا تمتّ للواقع بصلة.

وبالنسبة للفصائل المعارضة المتواجدة ضمن نطاق منطقة الـ 55 وأبرزها قوّات “الشهيد أحمد العبدو”، أكد الطلاع أنه لم يطرأ أي تغيرات على وضعها إذ لا زالت في المنطقة، مشيراً إلى الدور المساعد لتلك الفصائل في إدارة أمور المنطقة، نافياً وجود نية لديها هي الأخرى للتحرك شمالاً أو مغادرة المنطقة.

مشيراً إلى أنّ إحدى الفصائل كان لها محاولات سابقة منذ ما يربو على السنة للخروج باتجاه الشمال ولكن كذلك الروس أفشلوا هذه المساعي عبر وضعهم شروط تعجيزية لذلك، أما الآن فالفصائل متواجدة ومتفهمة للوضع ومحافظة على كيانها داخل المنطقة”، وفق تعبيره.

وبالنسبة لسكان المخيم فقد لفت الطلاع إلى أنه لا يوجد مكان آخر آمن أكثر من المخيم بالنسبة لهم، معللاً ذلك بأن من خرج في وقتٍ سابق لمناطق النظام فقد أصبح من المعروف ما هو مصيرهم، حيث تنتظرهم الأفرع الأمنية والسجون فضلاً عن تعمّد النظام الزّج بشبان المخيم في جبهات القتال، مشدداً على تأمين الحماية والأمن للمدنيين قدر الإمكان ضمن الإمكانيات المتاحة.

يُشار إلى أنّ جيش مغاوير الثورة يتمركز في منطقة الـ55 كم في محيط قاعدة “التنف” على الحدود السورية الأردنية العراقية، ويحظى بدعم قوات التحالف الدولي، وينحدر معظم مقاتلي الفصيل الذي يقوده العميد مهند الطلاع من محافظة ديرالزور.

اقرأ أيضاً: عملية تسلل لقوات النظام السوري على نقطة لـ”مغاوير الثورة” بمنطقة الـ55 بمحيط قاعدة التنف .. والأخير يرد

تدريبات عسكرية بمشاركة التحالف في البادية السورية

وأجرى “جيش مغاوير الثورة” تدريبات عسكرية، الشهر المنصرم، بإشراف “التحالف الدولي” في المنطقة، تضمن بعضها مشاركة الطيران الحربي الأمريكي في مناورات بالذخيرة الحية، وأسس إسعاف الإصابات الحربية.

وكان المتحدث باسم “التحالف الدولي” لقتال تنظيم “الدولة الإسلامية”، العقيد واين ماروتو، قال عبر حسابه في “تويتر” نهاية تشرين الثاني الماضي، معلّقًا على المناورات، إن قوات التحالف ستستمر مع شركائها في العراق وسوريا بحماية المنطقة من تنظيم “الدولة”.

وتقع القاعدة، التي أنشأها “التحالف الدولي” بقيادة الولايات المتحدة في العام 2014، غرب الحدود العراقية بمسافة 22 كيلومتراً، وتبعد نحو 22 كيلومتراً عن الحدود السورية – الأردنية، وهي تعد من أهم القواعد العسكرية له في سورية، حيث تضم جنوداً أميركيين وبريطانيين وفرنسيين.

واعتبر “التحالف” المنطقة المحيطة بالقاعدة على مسافة 55 كيلومتراً “محرمة” بشكل كامل على قوات النظام السوري والمليشيات الإيرانية التي تساندها، وعلى تنظيم “داعش” الذي اتخذ من البادية السورية مجال نشاط له بعد خسارته معاقله في سورية والتي كان آخرها بلدة الباغوز في ريف دير الزور الشرقي، ليس بعيداً عن الحدود السورية – العراقية. وكانت قوات النظام حاولت خلال العامين الأخيرين التقدم من منطقة الـ55، إلا أنها تلقت رداً نارياً من “التحالف الدولي.

خلفيات زيارة قائد القوات المركزية الأمريكية لقاعدة التنف... فهل حددت مصير "مغاوير الثورة" ومخيم الركبان
خلفيات زيارة قائد القوات المركزية الأمريكية لقاعدة التنف… فهل حددت مصير “مغاوير الثورة” ومخيم الركبان

اقرأ أيضاً: بالفيديو|| اشتباك دموي بين “داعش” وأبناء عشيرة في مخيم للنازحين بريف ديرالزور يخلف قتلى وجرحى

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى