أخبار العالم

طبول الحرب تُدق في البلقان والناتو يستعد للتدخل

أعلن حلف شمال الأطلسي (الناتو) أنه مستعد لزيادة عدد قواته في كوسوفو، وذلك رداً على تصاعد التوتر في شمال الإقليم بعد هجوم مسلح أسفر عن مقتل شرطي كوسوفي، مما أثار التوترات في البلقان وأعاد للذاكرة الصراع القديم.

 

توترات في البلقان

 

وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ في بيان نشره الموقع الرسمي للحلف: “أقر مجلس الناتو (الهيئة السياسية العليا للحلف) نشر قوات إضافية لمواجهة الوضع” . 

 

ولم يذكر البيان عدد القوات التي ستنضم إلى قوة حفظ السلام التابعة للحلف في كوسوفو (كفور)، والتي تضم حالياً نحو 4000 جندي. ولكن وزارة الدفاع البريطانية أكدت أن كتيبة بريطانية تضم ما بين 500 و650 جندياً تم وضعها في حالة تأهب لدعم كفور عند الحاجة . 

 

وأضاف ستولتنبرغ: “سنتخذ دائماً جميع التدابير اللازمة لضمان بقاء بيئة آمنة، وكذلك حرية التنقل لجميع سكان كوسوفو” . 

 

وفي شمال كوسوفو، حيث يشكل الصرب غالبية السكان، قامت قوات كفور بـ”تعزيز تواجدها ونشاطها”، وفق ما أفاد به مصدر في الحلف لوكالة فرانس برس . 

 

وأشار المصدر إلى أن كفور كانت قد زادت من حضورها في كوسوفو في مايو الماضي، بإرسال نحو 500 جندي تركي، استبدلهم لاحقاً جنود بلغار ويونان . 

 

وأكد المصدر أن كفور مستعدة لإجراء “تعديلات إضافية” إذا اقتضى الأمر، لتمكينها من تأدية مهامها في حفظ السلام في كوسوفو . 

 

تصعيد بين كوسوفو وصربيا

 

جاء هذا التطور بعد أن شهد شمال كوسوفو تصعيداً خطيراً في الأحداث الأمنية، عندما قُتل شرطي كوسوفي في كمين نصبه مسلحون صرب. وأعقب ذلك اشتباكات بالأسلحة الخفيفة بين قوات خاصة من شرطة كوسوفو وميلشيات صربية مسلحة . 

 

من جانب آخر، دعت الولايات المتحدة صربيا إلى سحب قواتها من الحدود مع كوسوفو، معربة عن قلقها من تعزيز الوجود العسكري الصربي في المنطقة. 

 

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي: “نشهد انتشاراً عسكرياً صربياً كبيراً على طول الحدود مع كوسوفو”، مضيفاً أن هذا يشمل نشر “غير مسبوق” لمدافع ودبابات ووحدات مشاة .

 

يذكر أن الحرب بين كوسوفو وصربيا هي صراع عرقي وسياسي اندلع في عام 1998 بين الألبان الذين يشكلون غالبية سكان كوسوفو، والصرب الذين يعتبرون كوسوفو جزءاً من أراضيهم. وقد تصاعد العنف بين قوات الأمن الصربية والمقاتلين الألبان، مما أدى إلى مقتل وتشريد آلاف المدنيين. وتدخل حلف شمال الأطلسي (الناتو) في عام 1999 لإجبار صربيا على الانسحاب من كوسوفو، وإقامة حكم دولي مؤقت على الإقليم. وفي عام 2008، أعلنت كوسوفو استقلالها عن صربيا، لكن صربيا لم تعترف بهذا الاستقلال، ولا تزال تحتفظ بنفوذها في شمال كوسوفو، حيث يعيش معظم الصرب. ولا تزال التوترات مستمرة بين الطرفين، رغم المحادثات المتعثرة لإيجاد حل سلمي للصراع.

 

طبول الحرب تُدق في البلقان والناتو يستعد للتدخل
طبول الحرب تُدق في البلقان والناتو يستعد للتدخل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى