حورات خاصة

الطائرات المسيرة الإيرانية وقدراتها السريّة تقلق إسرائيل وأمريكا.. هل تقلب موازين القوى في الشرق الأوسط!؟

باتت الطائرات المسيرة الإيرانية تسبب قلق كل من إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، اللتان تريان فيها تهديداً حقيقياً للاستقرار الإقليمي وعمليات التجارة ومنشآت الطاقة.

وكثيراً ما حذّر مسؤولون إسرائيليون من الخطورة الكبيرة التي تسببها هذه الطائرات وسط مخاوف من أن تساهم في تحطيم التعادل وقت المواجهة، الأمر الذي دفع تل أبيب إلى تطوير طائرات من دون طيار تواجه الدرون الإيرانية.

ولفتت تقارير عدّة إلى أن قلق واشنطن من المسيرات الإيرانية، دفع بايدن إلى فرض عقوبات على شركات وشخصيات ترتبط بمنظومة المسيرات لدى طهران.

وكانت معلومات استخباراتية نقلتها إسرائيل، ألمحت بوجود تعاون عملياتي بين تل أبيب وواشنطن، إذ أن للولايات المتحدة الأمريكية رادارات تنتشر في الشرق الأوسط، يمكنها أن توفر لإسرائيل إخطاراً مسبقاً عن إطلاق مسيرات نحوها.

فيما يبدو أن التعقيدات بين إسرائيل وإيران كثيرة، فما تكاد أن تنطلق تصريحات إيجابية حتى يعود الخيار العسكري يلوح في الأفق. لقراءة المشهد الحالي حاورت وكالة “ستيب الإخبارية” الباحث في العلاقات الدولية وشؤون الشرق الأوسط محمد عبادي.

الطائرات المسيرة الإيرانية
الطائرات المسيرة الإيرانية وقدراتها السريّة تقلق إسرائيل وأمريكا.. هل تقلب ميزان القوى في الشرق الأوسط!؟

الطائرات المسيرة الإيرانية

يقول الباحث في العلاقات الدولية محمد عبادي: “الطائرات المسيرة أصبحت واحدة من أهم الأسلحة على المسرح العسكريّ، ويأتي الانزعاج الأمريكي الإسرائيلي من قدرة إيران على امتلاك هذا السلاح رخيص الثمن، دقيق الإصابة والتوجيه، مع سهولة نقله إلى الميليشيات التي تتبع إيران في أكثر من جبهة، سواء للميليشيات العراقية التي تستهدف القواعد الأمريكية في العراق أو لحزب الله في لبنان على حدود إسرائيل”.

ويضيف: “يمكن لإيران وميليشياتها استخدام هذه الأسلحة للمناوشة فيما يتعلق بإسرائيل أو للردع المسبق، لكن تتحاشى إيران الصدام المباشر والتهديد الفعلي لإسرائيل، حد أنها تتغاضى عن مئات الضربات العسكرية الإسرائيلية التي تستهدف الوجود العسكري الإيراني في سوريا أو حتى خطوط الإمداد في لبنان، رغم امتلاك وكلائها لهذه الطائرات”.

ويتابع الخبير في شؤون الشرق الأوسط: “هذه الطائرات تمثل خطراً حقيقياً على دول المنطقة، ومصالحها الحيوية كالمنشآت النفطية أو الممرات المائية وغيرها”.

بماذا توظف إيران الطائرات المسيرة!؟

وحول الأماكن التي توظف فيها إيران هذه الطائرات وسبب اعتمادها عليها، يرى المحلل السياسي أن طهران توظف هذه الطائرات بشكل رئيس في دعم وكلائها وميليشياتها خاصةً في العراق واليمن ولبنان، كأداة ضاربة في امتلاك سلاح نوعي، وما هجمات الحوثيين على المملكة العربية السعودية ببعيدة، فما كان للحوثيين أن يوجهوا هذه الضربات للمملكة من دون دعم إيراني بهذا السلاح النوعي”.

ويزيد القول: “كما أن الميليشيات العراقية كحزب الله العراق وبقية فصائل الحشد، تستخدم الطائرات في ابتزاز الولايات المتحدة الأمريكية بتهديد مصالحها في العراق، وكذلك في خضم الحرب الدائرة في سوريا، خاصةً على الحدود السورية العراقية.

وأيضاً دعم حزب الله بالطائرات المسيرة كوسيلة ردع. هذا كله فضلاً عن استخدام هذا السلاح لأغراض داخلية منها، مثلاً ضرب المعارضة المسلحة كما حدث في الآونة الأخيرة في بلوشتان”.

القدرات السريّة لأسراب الطائرات المسيرة الإيرانية

الباحث في العلاقات الدولية تعليقاً على القدرات السريّة لأسراب المسيرات الإيرانية، يقول: “تمتلك إيران سلاحاً مرعباً في الحقيقة وهو برنامجها الصاروخي المتطور، وفي هذا السياق تطور إيران طائرات مسيرة جنباً إلى جنب مع البرنامج الصاروخي، والذي نفذّت به عدداً من العمليات الناجحة، مثل استهداف منشآت أرامكو في السعودية، أو استهدف المعارضة الكردية.

والأخطر أن إيران لن تتوقف عن تطوير المسيرات بالتعاون مع روسيا أو الصين، خاصةً وأن طهران قد رُفِعَ عنها حظر السلاح في أكتوبر 2020، والذي كان مفروضاً عليها وفقاً لعقوبات أممية منذ عام 2007، وهو ما يمكنها من التعاون مع دول أخرى لشراء أو تطوير أسلحتها”.

المسيرات أوراق ضغط

ماذا يعني تزويد إيران فروعها في أرجاء الشرق الأوسط؛ اليمن والعراق وسوريا بهذه المسيرات؟ ردّاً على هذا السؤال قال عبادي: “أحد أهم أوراق الضغط، وقلب موازين القوى في المنطقة، نظراً لقدرة الطائرات المسيرة على قلب موازين بعض المعارض على الجبهات القتالية، أو الاستهداف الدقيق للأهداف الحساسة”.

وبخصوص نشر الولايات المتحدة رادارات لتخطي خطر الطائرات المسيرة الإيرانية، ووجود تعاون أمريكي لتحجيمها، يؤكد الخبير في شؤون الشرق الأوسط أنه وأمام هذا الخطر على المصالح الأمريكية، وتهديد حلفاء واشنطن في المنطقة، فهناك العديد من الخطوات التي تهدف للتصدي لهذه المسيرات منها بالطبع الرادارات وغيرها من الأدوات العسكرية، قد تنجح في الحد من الخطر، لكن لا سبيل للسيطرة النهائية عليه”.

إسرائيل تلوح بالخيار العسكري

لوح رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، أمس الإثنين، إلى الخيار العسكري ضد إيران وأكد أن بلاده لن تكون ملزمة بأي اتفاق نووي.

عبادي يشير إلى أن إسرائيل تهدد بضرب إيران منذ سنوات طويلة، لكن لا شيء يحدث على أرض الواقع، مضيفاً “فهذه التصريحات يمكن فهمها في سياق تخويف إيران وردعها عن تطوير قنبلة نووية، أو الضغط على واشنطن بتحسين بنود الاتفاق، بما يضمن التفوق النوعي النووي لإسرائيل بالمنطقة”.

ويواصل كلامه: “يمكن لإسرائيل أن تجري عمليات عسكرية محدودة كضربات انتقائية للبنية التحتية النووية الإيرانية كما حدث في منشأة نطنز، أو عمليات اغتيال للعلماء على غرار ما جرى مع فخري زادة، أو الإشراف على عمليات تخريب واسعة. لكن لا أعتقد أن الحرب المفتوحة غير مضمونة العواقب هو هدف تسعى إليه إسرائيل من الأساس، فضلاً عن الفيتو الأمريكي ضد هكذا قرار”.

تعليقاً على سؤال الوكالة حول الدولة التي من الممكن أن تكون ساحة لمواجهات إيران وإسرائيل وسط زيادة حدة التصعيد الإعلامي بين الجانبين؟ يقول عبادي: “هناك العراق الذي كان مسرح اغتيال قاسم سليماني، والرد الإيراني بضرب قواعد أمريكية في العراق في يناير 2020.

كما أن سوريا مساحة آمنة لاستهداف القوات الإيرانية، وهي مجربة أيضاً فهناك آلاف الضربات ضد الوجود العسكري الإيراني في سوريا من قبل إسرائيل، وقد مرَّ من دون ردّ، كما أن حرب الناقلات واستهداف السفن مساحة يجيد الطرفان اللعب فيها”.

حاورته: سامية لاوند

اقرأ أيضاً: طائرة إسرائيلية بقدرات عالية لصدّ الهجمات والتهديدات تتجهز للانطلاق قريباً.. وبينيت يقول كلمته الأخيرة لإيران

الطائرات المسيرة الإيرانية وقدراتها السريّة تقلق إسرائيل وأمريكا.. هل تقلب موازين القوى في الشرق الأوسط!؟
الطائرات المسيرة الإيرانية وقدراتها السريّة تقلق إسرائيل وأمريكا.. هل تقلب موازين القوى في الشرق الأوسط!؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى