بسبب قرار مُفاجئ لـ ماكرون.. روسيا تحذّر من صِدام مباشر مع الناتو

فيما يبدو أن القرار الذي اتخذه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعد مكالمة هاتفية مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أثار غضب موسكو التي حذّرت من أن ذلك قد يؤدي لوقوع صِدام مباشر بين روسيا والناتو، في حين اعتبرت صحيفة تلغراف أن باريس بهذه الخطة استحوذت على قيادة الملف الأوكراني من بريطانيا.

قرار ماكرون يغضب روسيا

وقال السيناتور الروسي أليكسي بوشكوف، إنَّ قرار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تزويد قوات كييف بمركبات المشاة القتالية “AMX-10 RC”، قد يؤدي لوقوع صِدام مباشر بين روسيا وحلف الناتو”.

وأضاف: “قرار ماكرون بنقل مركبات المشاة القتالية لأوكرانيا، لن يغير مسار الحرب، ولكن يمكن أن يكون مقدمة لتزويد قوات كييف بالمزيد من الأسلحة الهجومية”.

بوشكوف أوضح أن قرار ماكرون “مؤشر على مزاج القادة الأوروبيين، ودرجة حقدهم على روسيا”، على حد تعبيره.

وفي وقتٍ سابق، قال الرئيس الفرنسي لنظيره الأوكراني، خلال مكالمة هاتفية، إن باريس ستزود كييف بمركبات مدرعة أو دبابات AMX-10RC.

كما وافق كل من المستشار الألماني أولاف شولس، والرئيس الأمريكي جو بايدن، خلال مكالمة هاتفية مع زيلينسكي، الخميس الماضي، على إرسال معدات عسكرية ثقيلة إلى كييف، وأعلنت برلين كذلك عن استعدادها لتزويد أوكرانيا بمركبات مشاة قتالية من طراز “Marder”، وأنظمة “Patriot” للدفاع الجوي.

ماكرون يستحوذ على الملف الأوكراني

في السياق، لفتت صحيفة تلغراف البريطانية في تقريرٍ لها، اليوم السبت، إلى توسل الرئيس الأوكراني إلى الحلفاء طوال عام تقريباً لتسليمه دبابات غربية، وكيف أن الرئيس الفرنسي وافق أخيراً على إرسال واحدة من أكثر “الهدايا” التي يرغب فيها زيلينسكي.

وأشارت إلى أن المركبات القتالية الفرنسية “AMX-10 RCs” المجنزرة المزودة بمدفع عياره 105 ملم “لا يبدو ظاهرياً أنها تستحق كل ذلك، لكن هذه الهدية تجعل فرنسا أول من يرسل مركبات قتالية غربية الصنع إلى كييف، وبذلك تكون قد تجاوزت خطاً أحمر”.

واعتبرت أن ماكرون بهذه الخطة “أخذ زمام المبادرة وتغلب على أمثال الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا بإرسال مدرعات ثقيلة إلى كييف، وسوف يتبع ذلك اندفاع من الحلفاء”.

تلغراف أوضحت بأن بريطانيا -التي كانت يوماً ما سباقة بين نظرائها الأوروبيين إلى دعم أوكرانيا- صارت خلف الركب، قائلةً: “يبدو أنه تغير مفاجئ من ماكرون الذي اتُهم مرة بأنه مهادن لبوتين، لمحاولاته تنصيب نفسه وسيطاً أوروبياً رئيسياً بين كييف وموسكو، حتى أنه أثار غضب أوكرانيا في الصيف عندما أعلن أن الحكومات الغربية يجب ألا تسعى إلى إذلال بوتين وهو ينادي بالسلام”.

وتابعت: “يبدو أن الرئيس الفرنسي لم يعد يعتقد أنه قادر على التفاوض مع بوتين، وهو ما تجلى بوضوح في العروض المفاجئة للدبابات الخفيفة”، وبذلك استبعدت بريطانيا بشكل ملحوظ من قائمة الذين قرروا التبرع بالدبابات الخفيفة لأوكرانيا.

ومع أن تسليم الدبابات الخفيفة مجرد خطوة صغيرة واحدة، إذ إنها ليست الدبابات القتالية التي طلبها زيلينسكي، فقد أشارت الحكومات الغربية إلى استعدادها لزيادة دعمهم للأوكرانيين، وفقاً للصحيفة البريطانية.