الشأن السوري

اجتماع وفد أمريكي سعودي في ديرالزور .. ماذا تضمن وماموقف المعارضة؟

عُقد يوم أمس الخميس، في حقل العمر النفطي شرقي ديرالزور، اجتماع ضم عدداً من المسؤولين الأمريكان ووفداً سعودياً بالإضافة لشخصيات قيادية في ميليشيا “قسد”، ما لاقى انتقادًا للسعودية إزاء دعمها لقسد وتجاهلها لإدلب.

وحضر الاجتماع، نائب وزير الخارجية الأمريكي جويل رابيون، والسفير ويليام روباك، ووزير الدولة لشؤون الخليج العربي بوزارة الخارجية السعودية ثامر السبهان، وغسان اليوسف وليلى الحسن الرئيسين المشتركين للإدارة المدنية في ديرالزور.

ماذا بحث المجتمعون؟

بحسب عبد الرحمن أحمد، مراسل وكالة “ستيب الإخبارية” في ريف دير الزور، فإنَّ المجتمعين ناقشوا في الاجتماع المذكور، “آلية دعم المناطق الخاضعة لسيطرة قسد من أجل ضمان عدم عودة تنظيم الدولة داعش، وأي تهديدات أخرى للمنطقة، ودعم جميع المكونات السورية في شمال وشرق سوريا، بالإضافة لبحث آلية دعم سياسي واقتصادي وخدمي وأمني لديرالزور”.

اجتماع ثانٍ

أفاد حمزة العنزي، مراسل ستيب، بأنَّ عددًا كبيرًا من وجهاء ومشايخ عشائر ديرالزور، اجتمعوا مع الوفد العربي والأمريكي في حقل العمر، وتم خلاله تقديم وعود لهم بدعم المنطقة في كافة المجالات الأمنية والاقتصادية، مع التنويه على ضرورة تكاتف العشائر مع ميليشيا قسد ومساعدتها.

وأضاف، أنهم تعهدوا بتقديم دعم مادي ولوجستي لاستكمال المرحلة الثانية من محاربة تنظيم الدولة، وهذا مؤشر لإمكانية قيام تدخل عربي في المنطقة لسد الفراغ الذي سينتج عن الانسحاب الأمريكي فيما لو حصل مستقبلًا.

موقف المعارضة من الاجتماع

قال مصطفى سيجري، رئيس المكتب السياسي في فرقة المعتصم التابعة للجيش الوطني شمال شرقي حلب: إنَّ “المملكة العربية السعودية تتخذ موقفًا غير مفهوم على الصعيد الإنساني والأخلاقي تجاه القضية السورية في هذه المرحلة”.

وأضاف في حديث لوكالة “ستيب الإخبارية” أنَّه، “لا يمكن فهم قرار إيقاف كامل الدعم عن الجيش السوري الحر وفي أهلك الظروف، وإدلب تتعرض لإبادة جماعية في محاولة لوأد الكفاح السوري وسحق العرب السنة في سوريا، وبذات الوقت نشاهد تدفق الدعم للمجموعات الانفصالية صاحبة التاريخ القذر في عمليات التهجير والتغيير الديمغرافي بحق العرب السوريين في مناطق شمال شرق سوريا”.

وأشار، إلى أنَّ كلَّ ما يحدث لا يمكن أن يقرأ إلا في “سياق التضحية بسوريا وشعبها بهدف إزعاج تركيا، وبحركات صبيانية، سندفع ثمنها جميعًا”.

وفي ذات السياق ذكر سيجري، أنَّ غياب ملف إدلب عن قمة مكة الأخيرة، أيضًا هو أمر “لا يُمكن فهمه إلا في سياق الموافقة الضمنية إن لم نقل بأنَّ التحركات الروسية الإجرامية في إدلب جاءت بتنسيق مع بعض الدول العربية، يريدون إخراج تركيا، من خلال إطلاق يد روسيا التي ستنقلب عليهم وفق مصالحها لا مصالحهم، وفي أول صفقة مع الأتراك، هذا ما على الأشقاء في السعودية أن يفهموه”.

وأوضح، سيجري، بقوله: “حقيقةً إنّنا لم نساوم يومًا على عمقنا العربي، وقلنا أنه على الملك سلمان حفظه الله أن يدرك بأن القيادة السعودية السابقة تتحمل الجزء الأكبر من المسؤولية تجاه ما وصل إليه الحال في سوريا وعلى مدار عقود، والحل يبدأ بدعم الشعب السوري ومساعدة المكون العربي السني لأخذ دوره الطبيعي، وليس معاقبته نكاية بتركيا”.

وفي ختام حديثه، تطرق سيجري، إلى أنَّ “الأشقاء في المملكة أوقفوا الدعم منذ عام 2016 عن الجيش الحر، وشعبنا لليوم مازال يتعرض لإبادة جماعية في محاولة لوأد أي فرصة من شأنها الحفاظ على بقعة جغرافية يكون فيها للعرب السنة “كلمة” بعد أن تقاسم الطائفيين والانفصاليين الوطن وبدعم خارجي، وعليه نناشد الملك سلمان بموقف تاريخي، يحفظ فيه كرامة العرب، ويوقف هذه الأعمال الصبيانية”.

يشار إلى أنّها المرة الأولى التي تصل فيها شخصية سعودية كبيرة لمناطق ديرالزور، وهذه الزيارة طمأنت أهالي المنطقة المتخوفين من إمكانية عبور قوات النظام لمنطقة الجزيرة.
اجتماع وفد أمريكي سعودي في ديرالزور.. ماذا تتضمن وماموقف المعارضة؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى