التقارير المصورةالشأن السوريسلايد رئيسي

بالفيديو|| “يارب تمطر علينا خبز وطحين”.. على الحدود التركية في منفى الوطن تعيش أتعس عائلة نازحة

مشهد روحين بالقرب من الحدود التركية

على صخور مشهد روحين بالقرب من الحدود التركية تتربع خيمتي، أم محمد، التي باتت تنتظر مع أطفالها وأحفادها الفرج من السماء، علّها تمطر عليهم خبزاً وطحينا يقيهم جوع يومهم الحالي.

تعثرت الأحوال مع أم محمد منذ أكثر من 7سنوات في منفى الوطن، حين اعتقل النظام السوري أولادها الثلاثة وتركها تصارع قساوة الحياة مع أكوامٍ من اللحم، مؤلفة من 5 أطفال وولدين أحدهما أطلق النظام سراحه بعد ضربة قاضية على رأسه جعلته لايشعر بما يدور من حوله وأصبح من أهل البركة، تقولها أم محمد.

عندما تسود الأيّام تأتي بمصائبها ومصاعبها دفعةً واحدة، تجعل من اليوم الواحد أياماً لا تكاد تنتهي، نعم لم تقتصر معاناة أم محمد على فقدانها فلذة كبدها فحسب، بل زادها سوءاً الهجرة والنزوح، حيث نزحت من منطقة شرق معرة النعمان عندما تقدم النظام السوري فيها، ليكون باب النزوح الأول وليس الأخير، حيث تستقر الآن في جبال مشهد روحين شمال إدلب، وضعٍ مأساوي لا يُحسد عليه.

تنهمر الدمعة من عيني أم محمد، وهي تتحدث عن ولديها الذين قُتلا تحت التعذيب في معتقلات النظام، فأحدهما ترك خلفه زوجته وطفلين والآخر زوجة وطفلة بلغت الـ 10 سنوات، وجميعهم ينقصهم الكثير من متطلبات فصل الشتاء والحياة اليومية التي لاتستطيع أم محمد تقديم شيء منها.

 "يارب تمطر علينا خبز وطحين".. على الحدود التركية
“يارب تمطر علينا خبز وطحين”.. على الحدود التركية

قطاف الزيتون

قطاف الزيتون موسم الخير لأهالي الشمال السوري، تنجيهم حقاً من الموت جوعاً، تردد أم محمد بلهجتها القروية وهي فرحة بما جنته لقاء عملها بقطاف الزيتون: “يا ابني شتغلت 13 يوم بحواش الزيتون بهالوادي، وحسنت حصل مونة الزيتون والعطون للولاد بهالشتوية القاسي”، مشيرةً بذلك إلى حبات الزيتون السوداء التي تنتشر على التراب المبلل بحبات المطر أمامها.

تتوسط خيمتي أم محمد وأحفادها، عبوات (بدونات) مياهٍ بيضاء صغيرة مالت للاحمرار بفعل الوحل الذي غطى غالبيتها وهي ممتلئة بالماء، تستعمل للشرب أحياناً وأخرى للغسيل والوضوء، لأنهم لايملكون حتى ثمن برميل ماء في غياب الدعم عنهم من المنظمات الإنسانية.

يقول مراسل “ستيب الإخبارية”، عند دخوله الخيمة الأولى التي تسميها أم محمد بــ”السفينة”، إنه لم يجد فيها شيء من مستلزمات الأكل والشرب وحتى الأغطية كانت قليلة جداً، حيث تقتصر على بضع بطانيات قديمة تتغطى بها أم محمد مع أولادها وأحفادها في ظلّ هذا البرد القارس.

يتساوى الليل والنهار في حياة أم محمد، وكيف لا يتساويان ففي النهار تعمل على رعاية عائلتها بما تستطيع وعندما تضع رأسها في الليل على الوسادة ينهال عليها البكاء الشديد، خوفاً من غدٍ مجهول لايحمل في طياته سوى السواد والفقر والجوع وقلة الأموال.

يصعب حقاً على المرء، العيش وهو يحاول جاهداً شراء الخبز والطعام لمن يعيشون في كنفه لا سيما إذا كانوا صغاراً لا يستطيعون الصبر، وكيف لهم القدرة على الصبر وأقرانهم من الأطفال يلبسون من الثياب جديدها ويشترون ما يشتهون.

كم هو مؤلم أن تكون عينا المرء على من لا ينظر إليهم أو يترأف بحالهم، أم محمد تدعو الله أن يجعلها تحت أنظار المنظمات الإنسانيّة ومن أسمتهم بـ”فاعلي الخير”، لمساعدتها بتدبير أمور عائلتها التي تعاني الأمرين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى