الشأن السوريسلايد رئيسي

موسكو جاهزة لتنحية الأسد وتعيين حكومة انتقالية بتقسيمٍ ثلاثي.. مقابل هذا

تنبأ المجلس الروسي للشؤون الدولية، في تقريرٍ تحليلي حول مستقبل سوريا، بتوافق تركي أميركي روسي إيراني على تنحي رأس النظام السوري، بشار الأسد مقابل تشكيل حكومة انتقالية تشمل ثلاثة أطراف.

موسكو جاهزة لتنحية الأسد وتعيين حكومة انتقالية بتقسيمٍ ثلاثي.. مقابل هذا

الشعب لا يريد الأسد

وبحسب التقرير فإن منظمة روسية تطلق على نفسها اسم “صندوق حماية القيم الوطنية”

مقربة من مكتب الرئيس فلادمير بوتين، أعلنت إجراء استطلاع للرأي العام في سوريا.

وأشار إلى أنه بغض النظر عن مطابقة الاستطلاع للمعايير المهنية من عدمه.

فإن الرسالة السياسية من إعلانه، والتي تضمنتها نتائجه، كانت: “الشعب السوري لا يريد الأسد”.

وقال التقرير إنَّ: “موسكو حرصت منذ بداية تدخلها العسكري في سوريا.

على الابتعاد عن تصوير نفسها مدافعة عن مصير الأسد، تارةً من خلال إعلانها أن هدف تدخلها إنما جاء لإنقاذ مؤسسات الدولة السورية.

وتارةً أخرى من خلال تصريحات مسؤولين روس كانوا على الدوام حريصين في المؤتمرات الدولية الخاصة بسوريا.

جنيف وأستانة وغيرها، على القول بإن الشعب السوري هو من سيقرر بقاء الأسد من عدمه”.

روسيا جدية مع الأسد

وأضاف التقرير: “روسيا في الآونة الأخيرة أكثر جدية في إحداث تغيير في رأس النظام السوري

لأسباب عديدة، ليس أولها أن الاحتفاظ بورقة الأسد بات يثقل كاهل موسكو، بل تحوّل النظام من مؤسسات دولة تتبع لجهاز مركزي

إلى مؤسسات مرتبطة بميليشيات تديرها دول وقوى خارجية، ولا تتلقى أوامرها حتى من بشار الأسد نفسه الذي بات خاضعاً في قراراته لابتزاز تلك الميليشيات”.

وتابع: “جهود الروس في إصلاح جيش النظام باءت بالفشل، بسبب حجم الفساد المستشري في جميع مؤسسات النظام

مما جعل منه شريكاً عاطلاً لا يقوم بأي دور، ولا يعول عليه في مهمة، مقابل ثمن اقتصادي وسياسي ثقيل، كلف موسكو استخدام حق النقض (الفيتو) 12 مرة”.

موسكو تخشى من أسماء الأخرس!!

وبحسب التقرير، فإن هناك “خشية فعلية لدى موسكو من سقوط النظام تلقائياً

بسبب إفلاسه على كافة الأصعدة، وقد تؤدي هزّة بحجم جائحة كورونا إلى انهياره في ظل عجز روسيا وإيران عن إنقاذه اقتصادياً”.

ونوّه إلى أن هناك “خطر آخر يؤرق موسكو، يتمثل بالخوف من سطوة وسيطرة عقيلة رأس النظام السوري(أسماء الأخرس)

التي باتت تشكل مركز ثقل حقيقي داخل النظام، وأصبحت قوة تملك ظهيراً خارجياً وبعداً دولياً”.

وأضاف في ذات السياق: “حيث تحمل أسماء ووالدها وعائلتها الجنسية البريطانية، مما يجعل مهمة الروس في دمشق غاية في الصعوبة

وقد يفقدوا جميع مكاسبهم في سوريا خلال فترة قصيرة”، على حدِّ ما جاء في التقرير.

روسيا غير متمسكة بالأسد!

وذهب التقرير التحليلي إلى أن “روسيا لم تكن يوماً مصرة على بقاء بشار الأسد

بل بعثت برسائل كثيرة، من خلال تسريبات أظهرت الأخير في حالات مهينة، كإستدعائه إلى موسكو بطائرة عسكرية

واستقباله كموظف عادي دون أي اعتبار له كرئيس دولة”.

وليؤكد التقرير عدم إصرار روسيا على بقاء الأسد، ذكر ما حدث في قاعدة “حميميم”

عندما منع الضابط الروسي بشار الأسد، من التقدم باتجاه الرئيس بوتين، ودخل وزير الدفاع الروسي قصر الأسد دون علم الأخير بالزيارة أصلاً.

لقاء فيزيائي إيراني سوري

ولم يكتفِ التقرير بما أورده، إنما تطرق إلى الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية الإيراني جواد ظريف، لدمشق.

لافتاً إلى أنها فاجأت جميع المراقبين والمتابعين للشأن السوري باعتبار أنه من الصعوبة بمكان تخمين السبب الذي دفع النظامين السوري والإيراني

لكسر الإجراءات الاستثنائية التي فرضتها جائحة كورونا.

من أجل تحقيق لقاء وجاهي فيزيائي يقف فيه الأسد وظريف وقفة فريدة غير معهودة في الآونة الأخيرة.

وقال: “مما لا شك فيه أن سبب الزيارة هو غير ما أعلنته الرواية الإيرانية عن دراسة العلاقات الثنائية، والتطورات الإقليمية

وآخر المستجدات في الساحة الدولية، إذ من الواضح أن ثمّة أمراً بين الطرفين لا يريد كلاهما أو أحدهما اطلاع الطرف الروسي عليه”.

تعارض المصالح

وشدد التقرير على أن “ثمة تضاداً استراتيجياً وتعارضاً في المصالح بين روسيا وإيران في سوريا

فبينما تسعى موسكو إلى تحقيق نوع من الاستقرار في سوريا بعد عجزها عن الحسم العسكري، تقف طهران على النقيض من ذلك”.

وتابعت: “إذ لا مصلحة لطهران التي تعاني من حصار أميركي خانق في حصول استقرار ليس في سوريا وحدها

بل في عموم المنطقة لأنها تراها ساحة مواجهة مع واشنطن”.

وأكّد التقرير أن ما يجمع طهران ودمشق هو خشية الطرفين من اتفاق تركي-روسي يحظى بمباركة أميركية وهذا ما يقلق طهران بالدرجة الأولى

ويبرر ما حاولا فعله بشتى الوسائل، لإفشال الاتفاق التركي الروسي حول إدلب، ما اضطر موسكو لإرسال وزير الدفاع سيرغي شويغو إلى دمشق

كي يحذر النظام من مغبة إفشال اتفاق وقف إطلاق النار.

سوريا منقسمة بين النظام والمعارضة و”قسد”

وكشف التحليل أن موسكو تعمل على توليفة تجمع بين خيارين في غاية الصعوبة والتعقيد

أولهما: “أن تقبل القوى الموجودة على الساحة السورية بمناطق نفوذ بعضها البعض

وتبقى سوريا منقسمة على هذا الأساس إلى ثلاث مناطق للنفوذ والسيطرة

تكون الأولى تحت حماية طهران وموسكو، والثانية منطقة سيطرة المعارضة السورية بدعم من أنقرة

والثالثة منطقة شرق الفرات التي تقع تحت سيطرة واشنطن وقوات سوريا الديمقراطية(قسد)”.

وبحسب التحليل فإن الاستراتيجية الثانية، تقضي بانسحاب كامل لجميع القوات الأجنبية

اقرأ أيضاً : مسؤول إسرائيلي يكشف سبب هجوم الإعلام الروسي على نظام الأسد.. ونيّة بوتين بهذا الأمر

وتوحيد البلاد بعد تحقيق تحول سياسي يستند إلى قرار مجلس الأمن رقم 2254، ما يعني تنحي الأسد ووقف إطلاق النار بشكل تام على مستوى سوريا.

اقرأ أيضاً : حقيقة تراجع روسيا عن مهاجمة نظام الأسد إعلامياً.. وما علاقة تركيا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى