أخبار العالم

تكنولوجيا عسكرية أمريكية بالأسلحة الروسية المستخدمة بأوكرانيا

كشفت وسائل إعلام أمريكية، اليوم الخميس، عن “فضيحة” طالت شركات تكنولوجيا عسكرية في أمريكا، بعد أن وجدت رقائق إلكترونية منها في أسلحة روسية وقعت بيد القوات الأوكرانية خلال المعارك المندلعة بين الجيشين الروسي والأوكراني، والمستمرة منذ أكثر من 4 أشهر.

 

تكنولوجيا عسكرية أمريكية بأسلحة روسية 

 

وتحدثت صحيفة “واشنطن بوست” بأن وكلاء مكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة التجارة قاموا بزيارة إلى شركات التكنولوجيا للسؤال عن رقائق الكمبيوتر الموجودة في الطائرات بدون طيار والأسلحة الأخرى الروسية التي وجدت بها، خلال الحرب الروسية في أوكرانيا.

وأوضحت الصحيفة نقلاً عن مصادر لم تسمها، أن الرقائق الإلكترونية تلك وجدت في أنظمة الرادار والطائرات بدون طيار والدبابات ومعدات التحكم الأرضية والسفن الساحلية.

وقال المصدر: “لمجرد وجود رقاقة إلكترونية في نظام أسلحة لا يعني أننا فتحنا تحقيقًا بشأن تلك الشركة”. “ما فعلناه، على الرغم من ذلك، هو أننا فتحنا تحقيقًا حول كيفية دخول شريحة تلك الشركة إلى هذا النظام”.

إلا أنّ التقرير الأمريكي أشار إلى أن معظم الأجزاء الإلكترونية التي وجدت بالأسلحة الروسية يبدو أنها صنّعت قبل سنوات، أي قبل تشديد الولايات المتحدة والدول الغربية “الخناق” والحصار العسكري على روسيا وصناعة الأسلحة فيها.

وبدأ التشديد على صناعة الأسلحة الروسية منذ سيطرة روسيا على شبه جزيرة القرم الأوكرانية عام 2014، بينما قال المجموعة البحثية “كونفلكت” البريطانية أكدت أن بعض الأجزاء التي وجدت صنّعت في عام 2020.

 

نقلت عبر وكلاء 

 

وتطرقت الصحيفة إلى صعوبة متابعة القضية وكشف تفاصيلها، لا سيما أن بيع هذا النوع من التكنلوجيا العسكرية لروسيا كان مسموحاً في وقت ما، مما يجعل البحث في الأمر يحتاج إلى تدقيق تاريخ البيع والتصينع، وتاريخ التسليم من قبل الوكلاء.

وأوضح أحد محامي الشركات المتهمة بأن مكتب التحقيق الفيدرالي يبحث فيما إذا كان هناك وكلاء قاموا بشراء هذه التكنلوجيا ونقلها إلى روسيا.

تأتي التحقيقات الفيدرالية الأمريكية في الوقت الذي أبلغ فيه باحثون وأجهزة أمنية من أوكرانيا وبريطانيا وأماكن أخرى عن العثور على مجموعة من الأجهزة الإلكترونية الغربية في المعدات العسكرية الروسية التالفة أو المهجورة في أوكرانيا.

اقرأ أيضاً|| “هيمارس” سلاح أمريكي لأوكرانيا قادر على قلب موازين المعركة

والشهر الماضي أبلغ فريق البحث من مجموعة “كونفلكت” الذي أرسل إلى أوكرانيا لفحص السلاح الروسي، أنه تم العثور على مكونات من 70 شركة مقرها في الولايات المتحدة وأوروبا.

 

أجزاء مصنوعة بعدة دول غربية 

 

وقال داميان سبليترز ، أحد محققي جمهورية إفريقيا الوسطى، في أحد اللقاءات، إنهم عثروا على أجزاء في أجهزة الراديو العسكرية وأنظمة الدفاع المحمولة جوًا وبقايا صواريخ كروز التي استولى عليها الأوكرانيون في مدن وقرى مختلفة.

وأوضح الفريق أن بعض التكنلوجيا العسكرية تلك وجدت بتاريخ تصنيع عام 2019، أي بعد تشديد العقوبات ومنع بيع التكنلوجيا العسكرية إلى روسيا، وهو أمر يثير الريبة لدى أمريكا والدول الغربية.

وأضاف سبليترز: إن “تلك الرقائق، التي عُثر عليها داخل جهازي راديو عسكريين روسيين تم استعادتهما في منطقة لوهانسك بأوكرانيا، كانت بها بعض علامات التعريف الخاصة بها مخدوشة، مما يشير إلى أن روسيا أرادت زيادة صعوبة معرفة من كان متورطًا في سلسلة التوريد”.

وتابع: “مجموعة أخرى من الرقائق التي صنعتها شركات غربية بين عامي 2017 و 2020 كانت جزءًا من شظايا صاروخ أصابت مدينة ميكولايف في جنوب أوكرانيا في 29 مارس. في ذلك الوقت، كانت القوات الروسية تحاول الاستيلاء على مساحة واسعة من ساحل البحر الأسود في أوكرانيا”.

اقرأ أيضاً||أ مريكا تعمل على تطوير سلاح جديد لحروب مستقبلية ما بعد 2050

وبعد طرح تلك المعلومات اتجه فريق من المعهد الملكي للخدمات المتحدة RUSI وفحص أجزاء من أسلحة روسية، حيث تبيّن أن معدات التشويش اللاسلكي من رقائق كمبيوتر من عشرات الشركات الأمريكية، بما في ذلك Intel و Analog Devices و Texas Instruments و Onsemi، إضافة إلى معدات من اليابان وتايوان وأوروبا.

وأوضحت الصحيفة أن روسيا تعمل على استيراد الأجزاء التكنلوجيا العسكرية تلك من دول أخرى نتيجة فقرها بالخبرات من هذا النوع، رغم تطور السلاح الروسي.

وتعتبر الولايات المتحدة من أكثر الدول التي تعطي تصاريح للشركات الخاصة من أجل تصنيع الأسلحة والتكنولوجيا العسكرية، ولديها شروط غير معقدة لبيع هذه المواد في أسواقها مما يسهّل عملية الشراء من قبل وكلاء لدول تعتبر تحت العقوبات مثل روسيا وغيرها.

تكنولوجيا عسكرية أمريكية بالأسلحة الروسية
تكنولوجيا عسكرية أمريكية بالأسلحة الروسية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى