أخبار العالم

ماذا سيجني بوتين من أكبر عملية ضم للأراضي في أوروبا؟

من المقرر أن يوقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الجمعة، اتفاقيات من شأنها أن تضم إلى روسيا آلاف الأميال المربعة من الأراضي الأوكرانية، فيما سيكون أكبر عملية ضم قسري للأراضي في أوروبا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945.

لماذا سيقوم بوتين بأكبر عملية ضم للأراضي في أوروبا؟

يتوقع أن تضم روسيا في حفل رسمي، 4 مناطق أوكرانية خاضعة لسيطرة قواتها، ألا وهي: مدينتا خيرسون وزابوريجيا الجنوبيتان، بالإضافة إلى ودونيتسك ولوغانسك الواقعتين في إقليم دونباس شرق أوكرانيا.

وإجمالاً، تخطط روسيا لرفع علمها على مساحة تزيد عن 100 ألف كيلومتر مربع (38600 ميل مربع) من الأراضي الأوكرانية وفق ما أوردته شبكة سي إن إن الأمريكية.

ومساء أمس الخميس، وقَّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مرسوماً يعترف بخيرسون وزابورجيا الأوكرانيتين “منطقتين مستقلتين”، وذلك في خطوة لضمهما إلى الاتحاد الروسي، عقب استفتاءات نددت بها كييف وحلفاؤها.

ماذا سيجني بوتين من أكبر عملية ضم للأراضي في أوروبا؟
ماذا سيجني بوتين من أكبر عملية ضم للأراضي في أوروبا؟

أهمية المناطق التي سيضمها بوتين لروسيا

شكلت السيطرة على منطقتي دونيتسك ولوغانسك، منذ انطلاق العملية العسكرية الروسية على الأراضي الأوكرانية في 24 فبراير/شباط الماضي، هدفاً أساسياً للروس، من أجل ربط المناطق الشرقية تدريجياً مع شبه جزيرة القرم التي تسيطر عليها جنوباً.

وتربط دونيتسك ولوغانسك حدود مشتركة طويلة مع روسيا، وتقطنهما أغلبية ناطقة بالروسية، علماً أن عدد السكان من أصول روسية لا يزيد على 40%.

لكن أهمية المنطقتين تبرز على الصعيد الاقتصادي بشكل خاص، إذ تضمان أكبر مناجم الفحم الحجري والحديد والصلب في أوكرانيا.

كما أن مدينة ماريوبول الاستراتيجية التي تعد بين أهم موانئ التصدير في البلاد، تقع ضمن الحدود الإدارية لدونيتسك، بحسب ما أفادت صحيفة الشرق الأوسط.

هذا وتشير الإحصائيات السابقة إلى أن نحو 70% من ثروات أوكرانيا تتركز في هذا الجزء من البلاد، فضلاً عن أنها تعد عقدة مهمة لشبكة المواصلات البرية والبحرية التي تعبرها صادرات البلاد باتجاه البحر الأسود ومناطق الشرق الأوسط وغيرها.

أهمية زابوريجيا وخيرسون

تقع منطقة زابوريجيا على حدود منطقة دنيبروبتروفسك في أوكرانيا، وتحد دونيتسك من جهة الشرق، وفي الجنوب يقع بحر آزوف.

بينما تقع منطقة خيرسون على حدود منطقتي دنيبروبيتروفسك ونيكولاييف في أوكرانيا، ولها حدود برية مع القرم جنوباً، وفي الجنوب الغربي تطل على البحر الأسود وفي الجنوب الشرقي على بحر آزوف.

وانطلاقاً من موقعهما يمكن فهم الأهمية الاستراتيجية لهاتين المدينتين، إذ لا يمكن الحديث عن ضمان أمن الحدود الغربية لأوكرانيا من دون توسع جغرافي، يضمن بشكل كامل السيطرة على الممرات البحرية الجنوبية في حوض آزوف والبحر الأسود، وبما يؤمن أيضاً إقامة رابط بري مستقر للأراضي الروسية مع شبه جزيرة القرم، بحسب الصحيفة.

تنديدات دولية

في أوّل تعليق رسمي من واشنطن، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، أمس الخميس، إن بلاده لن تعترف أبداً باستفتاءات روسيا “الصورية” في أوكرانيا.

ووصف بايدن الخطوة الروسية بأنها “مخزية”، مضيفاً “أريد أن أكون واضحاً للغاية الولايات المتحدة لن تعترف أبداً بمطالب روسيا بأراضي أوكرانيا ذات السيادة”.

وتابع: “الاستفتاءات المزعومة صورية، والنتائج صُنعت في موسكو”.

ومضى بايدن في القول إن “حرب روسيا على أوكرانيا تسعى لتحقيق طموحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الإمبريالية، وهي انتهاك صارخ لميثاق الأمم المتحدة”.

إلى ذلك، وصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الاستفتاءات التي نظمتها روسيا بـ”المهزلة”، وأكد أن قواته ستواصل عملياتها لاستعادة المناطق المحتلة.

من جهتها، أعلنت وكيلة أمين عام الأمم المتحدة للشؤون السياسية روز ماري دي كارلو، في وقت سابق، أن الاستفتاءات المدعومة من روسيا في مقاطعات أوكرانية محتلة “لا تعبّر بشكل حقيقي عن الإرادة الشعبية، وليست قانونية بموجب القانون الدولي”.

كذلك، هدّدت وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا، التي تُجري زيارة رسمية للعاصمة الأوكرانية كييف، روسيا بفرض عقوبات إضافية من قِبل الاتحاد الأوروبي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى