الناتو يستعد لأول حرب شاملة في الفضاء الرقمي وتحذيرات تطلقها “مايكروسوفت”

كشفت وسائل إعلام أمريكية، عن تدريبات يجريها حلف شمال الأطلسي الناتو، استعداداً لما وصف أنه حرب شاملة إلكترونياً.

استعدادات الناتو إلى حرب شاملة

وذكرت مجلة بولتيكو الأمريكية أن أكثر من ألف متخصص في أمن الإنترنت من أعضاء الناتو وحلفائه في جميع أنحاء العالم بدؤوا تدريباً هذا الأسبوع لاختبار وتعزيز دفاعات الحلف الإلكترونية.

وأوضحت المجلة الأمريكية أن العاصمة الإستونية تالين شهدت هذا الأسبوع اجتماع 150 خبيراً بالأمن السيبراني في حلف شمال الأطلسي “الناتو”، استعداداً لحرب إلكترونية متوقعة، حسب وصفها.

وأضافت أن أكثر من 1000 متخصص في أمن الإنترنت من أعضاء “الناتو” وحلفائه في جميع أنحاء العالم، شاركوا في تدريب لاختبار وتعزيز دفاعات الحلف الإلكترونية.

إضافة إلى ذلك جرى تجريب التقنيات الجديدة، بما في ذلك استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي للمساعدة في مواجهة التهديدات السيبرانية.

ونقلت المجلة عن الكولونيل بيرند هانسن، رئيس فرع الفضاء الإلكتروني في “الناتو”: “الأمر جدي ولم يعد خيالياً. مثل هذه الحروب قد تحدث في الواقع”.

بينما قال الكولونيل في البحرية الأمريكية تشارلز إليوت، مدير التدريبات، للصحافيين “كانت التدريبات ناجحة”، ولكنه رفض إعطاء تفاصيل حول نقاط الضعف التي تم اكتشافها.

وعلاوةً على ذلك نقلت المجلة عن مشاركين في الاجتماع، قولهم إنهم “أدرجوا سيناريوهات ودروساً من الهجمات الإلكترونية على البنية التحتية الأوكرانية هذا العام، بما في ذلك شبكات الكهرباء”.

وأكدت مجلة بولتيكو في تقريرها أن هذا الاجتماع جاء نظراً لأن سيناريو الحرب الإلكترونية الشاملة بات واقعياً لـ”الناتو” منذ انطلاق العملية العسكرية الروسية.

روسيا تكثف هجماتها

وجاء التقرير حول استعدادات لحرب إلكترونية شاملة، تزامناً مع ضرب روسيا مواقع أوكرانية عسكرياً على الأرض، وسيبرانياً في الفضاء الرقمي.

وكانت روسيا قد استهلت حربها على أوكرانيا في فبراير الفائت، باستهداف المواقع الحكومية الإلكترونية وعطلت العديد منها بهجمات سيبرانية.

وأمس السبت حذر تقرير لشركة مايكروسوفت الأمريكية من أن روسيا تنسق الهجمات الإلكترونية على البنية التحتية الحيوية الأوكرانية.

ووفقاً للتقرير قد يسعى الكرملين إلى توسيع الهجمات الإلكترونية ضد جيران أوكرانيا الداعمين في محاولة لتعطيل سلاسل التوريد العسكرية والإنسانية وإضعاف دعم السكان الأوروبيين لكييف.

تحذيرات من حرب شاملة

وجاء تحذيرات الدول الغربية وعملاق التكنولوجيا الأمريكية، بعد 10 أشهر من بداية الحرب حيث شهدت اختراق روسيا لأنظمة الأقمار الصناعية الأوكرانية وشركات الطاقة وغيرها من البنية التحتية الحيوية، مما أثار المخاوف الدولية حول كيفية نشر موسكو لقدراتها السيبرانية المتطورة بعد ذلك.

وفي نوفمبر الماضي، اتهمت مايكروسوفت روسيا في هجمات برامج الفدية في أكتوبر على شركات البنية التحتية في أوكرانيا وبولندا بهدف مهاجمة الشركات المشاركة في تقديم المساعدة العسكرية والإنسانية لأوكرانيا.

وقالت مايكروسوفت إن 55 في المئة من حوالي 50 منظمة تعرضت لهجمات روسية منذ فبراير هي شركات بنية تحتية حيوية.

وأبريل الماضي، حذّرت الولايات المتحدة وأربعة بلدان غربية أخرى من أن خدماتها الاستخباراتية توصّلت إلى معلومات تفيد بأن روسيا تستعدّ لشنّ هجمات سيبرانية واسعة على حلفاء أوكرانيا.