“وأعدوا لهم”.. “خطبة جمعة موحدة في مصر تحمل “رسائل”
خصصت وزارة الأوقاف المصرية خطبة الجمعة اليوم للحديث عن الآية الكريمة “وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة”، الأمر الذي لقي اهتماماً واسعاً واعتبره البعض ذا دلالات خاصة.
التلفزيون المصري نقل الخطبة من المسجد الإبراهيمي بمدينة دسوق، حيث ألقاها الشيخ حاتم البري، إمام وخطيب بمديرية أوقاف كفر الشيخ، تحت عنوان “وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة”.
حضر الخطبة عدد من الشخصيات العامة، أبرزهم الدكتور أسامة الأزهري، والدكتور نظير عياد مفتي الديار المصرية، واللواء علاء عبد المعطي محافظ كفر الشيخ، وذلك ضمن احتفالات المحافظة بعيدها القومي.
وفي كلمته، شدد الشيخ حاتم البري على أن الحضارة هي بناء متكامل يعتمد على القوة البشرية والاقتصادية والعلمية والأخلاقية.
وأوضح أن المعنى العام للآية الكريمة يشير إلى شمولية وتعددية أسباب القوة التي أمر الله بإعدادها لمواجهة التحديات.
واعتبر أن أساس هذه القوة هو بناء الإنسان ليكون منارة للعلم والنور والفكر والحكمة، يحمل مشعل النور والبصيرة ويؤدي دوراً فاعلاً في نشر العلم والأخلاق.
من جانبه، صرح الدكتور رضا عبد السلام، محافظ الشرقية الأسبق، بأن توحيد خطبة الجمعة على مستوى الجمهورية حول هذا الموضوع يعتبر توجهاً إيجابياً، مؤكداً أن استثمار خطبة الجمعة يمكن أن يسهم في حل العديد من مشكلات الوطن إذا أُحسن توظيفها. وأضاف أنه كان يأمل أن يركز الخطباء على المقاصد الحقيقية للآية، بعيداً عن التفسيرات السطحية والشائعة.
ورغم تأكيد الخطيب على أن “القوة” المذكورة في الآية تتعلق بقوة الدين والأخلاق، إلا أن عبد السلام أعرب عن اعتقاده بأن هذا التفسير غير دقيق، مشيراً إلى أن كلمة “قوة” جاءت بصيغة غير معرّفة، مما يعني أن المعنى أوسع ويشمل كل أنواع القوة، بما فيها العسكرية والبدنية والعلمية والثقافية وغيرها.
وختم عبد السلام رأيه بأن المقصد من الآية، والله أعلم، هو السعي لتحقيق كافة أشكال القوة الشاملة، مع إعلاء دولة القانون والعلوم والقيم، وهي الركائز التي ركز عليها الخصوم لتحقيق تفوقهم خلال العقود الماضية.
