تحميل سعر البتكوين... | تحميل الدولار مقابل الليرة التركية... | تحميل الدولار مقابل الليرة السورية... | تحميل الدولار مقابل الدينار الجزائري... | تحميل الدولار مقابل الجنيه المصري... | تحميل الدولار مقابل الريال السعودي...
حورات خاصة

هجمات الطائرات المسيرة على نفط كردستان… 3 رسائل وراءها وحل وحيد أمام بغداد وأربيل

عاد التوتر الأمني والسياسي ليخيم على أجواء العراق، بعد تعرض منشآت نفطية استراتيجية في إقليم كردستان لهجمات بطائرات مسيرة مفخخة، في هجمات وُصفت بأنها دقيقة ومنظمة، ما أثار تساؤلات عميقة حول الجهات المنفذة وأهدافها الحقيقية في هذا التوقيت، خصوصًا أنها تتزامن مع تصاعد الخلافات بين بغداد وأربيل بشأن ملفات النفط والرواتب والسيادة.

 

وبينما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الضربات، تتجه أصابع الاتهام نحو فصائل مسلحة تنشط خارج إطار الدولة، وسط تحذيرات من أن يؤدي استمرار هذا المسار إلى زعزعة استقرار العراق وإقحامه في صراع إقليمي أوسع، في حال تحول استهداف الاقتصاد إلى أداة ضغط سياسي وأمني.

 

في حديث خاص لـ”ستيب نيوز“، حلل الدكتور جاسم الشمري، الكاتب والمحلل السياسي العراقي، أبعاد الهجمات الأخيرة، والرسائل الخفية التي تحملها، ومستقبل العلاقة بين بغداد وأربيل في ضوء هذه التطورات.

 

من يقف وراء هذه الهجمات ولماذا الآن؟

استهدفت الهجمات الأخيرة عدة منشآت نفطية مهمة، أبرزها حقل خورمالا قرب أربيل، وحقل سرسنك التابع لشركة HKN Energy في دهوك، إضافة إلى منشآت في بيشخابور وتاوك، وكانت الخسائر المادية ملموسة، وأدت إلى تعليق العمل مؤقتًا في بعض الحقول، ما أثار القلق بشأن أمن قطاع الطاقة في الإقليم.

 

يقول الدكتور جاسم الشمري: “لا أحد يعلم على وجه الدقة من هي الجهات التي تقف وراء هذه الهجمات، لكن الملاحظ أنها هجمات دقيقة تصل إلى أهدافها بشكل واضح، خاصة المنشآت النفطية وقطاع الطاقة”.

ويضيف: “أصابع الاتهام تتوجه إلى الجماعات المسلحة الخارجة عن القانون، التي تحاول زرع الإرباك مستغلة حالة التناحر بين بغداد وأربيل لخلط الأوراق، خصوصاً مع الحديث عن احتمالية ضربات أمريكية ضدها.”

 

ويعتقد مراقبون أن قدرة هذه الجماعات على تنفيذ هجمات دقيقة بهذا المستوى توحي بامتلاكها طائرات مسيرة متطورة وتقنيات توجيه عالية، وهو ما يثير تساؤلات حول مصادر تمويلها وتسليحها، ويشير أيضًا إلى أن الهجوم لم يكن عملاً عشوائيًا أو تهديدًا رمزيًا، بل رسالة مدروسة بعناية، موجهة للإقليم وللحكومة الاتحادية وللأطراف الدولية المستثمرة في قطاع الطاقة العراقي.

 

ما الرسائل السياسية التي تحملها هذه الضربات لأربيل وبغداد؟

تأتي الهجمات في لحظة سياسية معقدة، حيث لا تزال أزمة الرواتب بين بغداد وأربيل قائمة منذ أشهر، وسط اتهامات متبادلة حول عائدات النفط وتطبيق الاتفاقات المالية، وفي ظل هذا الانسداد، يرى كثير من المراقبين أن أي تصعيد أمني في الإقليم قد يكون جزءًا من محاولات الضغط السياسي أو خلط الأوراق داخليًا وإقليميًا.

 

يوضح الشمري: “هذه ليست فقط رسائل سياسية، بل رسائل لحماية النفس كما يقال. هذه الجماعات تريد خلط الأوراق لتبقى في المنطقة الآمنة بعيداً عن الاستهداف الأمريكي، إضافة إلى سعيها لإرباك الوضع الاقتصادي في الإقليم لزيادة الضغط على أربيل.”

 

ويرى محللون أن الهجمات تحمل رسائل متعددة الأطراف، منها رسالة إلى أربيل بأن أمنها الاقتصادي ليس بمنأى عن الصراع، ورسالة إلى بغداد بأن الفصائل المسلحة قادرة على فرض وقائع ميدانية جديدة، ورسالة إلى الولايات المتحدة وشركات النفط الأجنبية مفادها أن الاستقرار الاستثماري في الإقليم هش ويمكن استهدافه بسهولة.

 

كيف ستؤثر هذه الهجمات على العلاقة بين بغداد وأربيل؟

ظلت العلاقة بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان دائمًا عرضة للتوتر، خاصة في ملفات النفط، والصادرات، والرواتب، وتأتي الهجمات الحالية في ذروة هذه الأزمة، ما يهدد بالمزيد من التعقيد في المشهد العراقي.

 

يقول الشمري: “الغاية من ضرب النفط هي إرباك الوضع الاقتصادي بالإقليم، خصوصاً أن موظفي كردستان لم يتسلموا رواتبهم منذ ثلاثة أشهر”.

ويضيف: “بعض القوى المسلحة والسياسية في العراق تهدف إلى زعزعة أمن كردستان ودفع الجماهير للانتفاضة ضد أربيل، لكنهم متوهمون لأن المواطن الكردي متفهم للوضع العام.”

 

ويتابع: “إذا حسم ملف الرواتب بين بغداد وأربيل، فستُحتوى هذه الضربات وتنتهي التحقيقات، لكن إن بقي الخلاف، فسيسير الوضع نحو التصعيد والتشنجات السياسية، وقد تهدد كردستان بالانسحاب من العملية السياسية، ما سيضع مستقبل الانتخابات في مأزق حقيقي.”

 

كما قد يعيد تهديد كردستان العراق بالانسحاب من العملية السياسية العراقية خلط أوراق التحالفات والسلطة، وقد يؤدي إلى شلل حكومي وتشريعي، خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات، وهو سيناريو يثير قلق الفاعلين الإقليميين والدوليين على حد سواء.

 

إلى أي مدى قد تتسبب هذه الهجمات بجر العراق لصراع إقليمي أوسع؟

شهد العراق في الشهور الماضية سلسلة هجمات بطائرات مسيرة وصواريخ استهدفت مواقع أمريكية وكردية، ضمن سياق صراع النفوذ الإيراني الأمريكي في البلاد، والذي يتخذ أبعادًا أمنية وسياسية واقتصادية متداخلة.

 

يرى الشمري أن الوضع قد يتدهور إقليمياً إذا لم يتم ضبطه: “الأيام القليلة المقبلة ستحسم شكل التطورات؛ إذا تفهمت بغداد الوضع وأعطت الرواتب فسيكون الوضع هادئاً، أما إذا أصرت على ربط الرواتب بتسليم أربيل للواردات النفطية والجمركية فستكون الأيام القادمة ساخنة سياسياً وربما أمنياً.”

 

ويحذر خبراء من أن استمرار استهداف المنشآت النفطية قد يفتح الباب أمام تدخلات إقليمية ودولية أوسع، خاصة إذا ما تعرضت مصالح الشركات الأمريكية أو التركية أو الأوروبية في الإقليم لأضرار كبيرة، ما قد يدفعها للضغط على حكوماتها لاتخاذ مواقف أكثر حدة.

 

هل هذه الهجمات مرتبطة بملف النفط أم جزء من صراع النفوذ الإيراني الأمريكي في العراق؟

لا ينفصل ملف النفط عن ملف النفوذ والصراع في العراق، فالنفط هو عصب الاقتصاد ومصدر رئيسي للسلطة، كما أن صراعات النفوذ بين طهران وواشنطن غالبًا ما تُترجم إلى استهداف متبادل لمصالح حلفائهما في الساحة العراقية.

 

يشرح الشمري: “القضية معقدة ولا يمكن الجزم فيها الآن، لكن هناك شد وجذب بين بغداد وأربيل، بالتزامن مع صراعات النفوذ الإيرانية الأمريكية، وهو ما تستغله بعض الجماعات المسلحة لخلط الأوراق وحماية مصالحها بعيداً عن الاستهداف الخارجي.”

 

وتشير التقارير إلى أن إيران تسعى لزيادة نفوذها داخل العراق عبر أذرعها المسلحة، في حين تحاول الولايات المتحدة الحفاظ على توازن يسمح باستمرار تدفق النفط وحماية مصالح شركاتها دون الانجرار إلى صراع مباشر، وبين هذين الطرفين، تجد بغداد وأربيل نفسيهما أمام تحديات متزايدة في تأمين ثروات البلاد ومصالح مواطنيها.

 

وفي ضوء هذه التطورات، يبقى السؤال الأهم: هل ستنجح بغداد وأربيل في تجاوز خلافاتهما والتوصل إلى تسوية عادلة لملف الرواتب والنفط، بما يضمن استقرار العراق ويبعده عن شبح الفوضى والصراع الإقليمي؟ أم أن الهجمات بالطائرات المسيرة ستصبح أداة ضغط جديدة تُدخل البلاد في دوامة عدم استقرار طويلة الأمد، في وقت تشتد فيه حاجة العراقيين إلى الأمن والتنمية؟

هجمات الطائرات المسيرة على نفط كردستان… 3 رسائل وراءها وحل وحيد أمام بغداد وأربيل
هجمات الطائرات المسيرة على نفط كردستان… 3 رسائل وراءها وحل وحيد أمام بغداد وأربيل

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى