بيتكوين: 115,046.91 الدولار/ليرة تركية: 40.99 الدولار/ليرة سورية: 12,887.05 الدولار/دينار جزائري: 129.91 الدولار/جنيه مصري: 48.49 الدولار/ريال سعودي: 3.75
قصص الأخبار
سوريا
سوريا
مصر
مصر
ليبيا
ليبيا
لبنان
لبنان
قطر
قطر
المغرب
المغرب
الكويت
الكويت
العراق
العراق
السودان
السودان
الاردن
الاردن
السعودية
السعودية
الجزائر
الجزائر
الامارات
الامارات
حوارات خاصة اخبار سوريا

انسحاب القوات الحكومية من السويداء جنوب سوريا... "خيار اضطراري" أم "حل عقلاني"؟

انسحاب القوات الحكومية من السويداء جنوب سوريا... "خيار اضطراري" أم "حل عقلاني"؟
أثار انسحاب القوات الحكومية السورية من محافظة السويداء، مساء أمس الأربعاء، جدلاً واسعًا بين المحللين السياسيين والنخب الفكرية السورية، بين من اعتبره خطوة عقلانية لتفادي التصعيد، لا سيما بعد التدخل الإسرائيلي، ومن رأى فيه استجابة مباشرة للضغوط الدولية، وهو ما كشف عن مأزق داخلي وإقليمي تعيشه دمشق، نتيجة هذه الاحداث الدموية التي جرت في المحافظة الجنوبية خلال الأيام الفائتة.  

الانسحاب خطوة للخلف أم فشل؟!

انسحبت القوات الحكومية السورية بعد أعلنت وزارة الداخلية السورية عن اتفاق أبرم مع وجهاء وشيوخ عقل الطائفة الدرزية، إلا أن ما جرى في اليوم التالي خالف بنود الاتفاق المُعلن، فلم تنشر أي من قوات الأمن الداخلي بالسويداء ولا عادت أي جهة حكومية، بل على العكس خرج الشيخ الهجري معلناً رفض الاتفاق واستمرار القتال وواصفاً القوات الحكومية بـ"الإرهاب". الكاتب والباحث السياسي يزن زريق، في حديث مع وكالة ستيب نيوز، اعتبر أن هذا الانسحاب كان "الحل الأفضل" في ظل توازنات القوى السياسية والميدانية الراهنة، موضحًا أن "الوضع لم يكن يحتمل أي خيار آخر".   ويقول: "في ضوء ما وصلت إليه الأمور ميدانيًا وسياسيًا، كان هذا هو الحل الرشيد والأصلح لصالح السويداء، بل وللمصلحة العامة في سوريا عمومًا. التقدم العسكري لم يعد ممكنًا، والحلول السياسية لم تكن متاحة، لذا فإن هذا القرار جاء ضرورة لا مفر منها، ولو تأخر أكثر لكانت التبعات كارثية."   لكن الدكتور طلال مصطفى، الباحث في مركز حرمون للدراسات المعاصرة، قدّم وجهة نظر أكثر تشكيكًا في دوافع الانسحاب، خلال حديث لـ"ستيب نيوز"، إذ يراه "استجابة مباشرة للضغط الأمريكي والإسرائيلي".   ويقول مصطفى: "القوات الحكومية وجدت نفسها أمام حرب قد تمتد إلى الخارج، بفتح إسرائيل للجبهة الجنوبية. لذلك، جاء الانسحاب كخيار اضطراري لتفادي انفجار واسع قد لا تُحمد عقباه، وليس نتيجة تسوية أو تفاهم سياسي حقيقي. صحيح أن الانسحاب جنّب صدامًا دمويًا، لكنه لم يعالج أصل الأزمة المرتبطة بمطالب إدارة ذاتية لمدينة السويداء من قبل تيار الشيخ حكمت الهجري."    

هل فرضت إسرائيل الانسحاب من السويداء؟

تدخلت إسرائيل بشكل علني ومباشر خلال هذه الاحداث، لا سيما بعد قصفها لمبنى قيادة الأركان السورية وسط ساحة الامويين في دمشق وقصر الشعب ومواقع عسكرية عديدة موقعةً قتلى بصفوف الجيش والقوات الحكومية. يرى زريق أن الشيخ الهجري لم يكن قادرًا على فرض رؤيته أو تحقيق تقدم ميداني لولا الدعم الإسرائيلي المباشر، معتبرًا أن "الطيران الإسرائيلي لعب دورًا حاسمًا في فرض الوقائع على الأرض".   ويقول: "الهجري لا يتمتع بسلطة مطلقة داخل السويداء، بل هناك زعامات عشائرية وطائفية مؤثرة. وهو مرتبط بشكل أساسي بإسرائيل، التي وفّرت له غطاء جويًا مكّنه من فرض أجنداته. لولا هذا التدخل، لم يكن ليحقق أي مكسب."   ويتفق الدكتور طلال مصطفى مع هذا الرأي، معتبرًا أن "إسرائيل هي من فرضت الانسحاب وليس الشيخ الهجري"، ويضيف: "الهجري يحظى بدعم إسرائيلي كبير، ويستند إلى موقعه الروحي بين الدروز. لكن تحركاته تعكس مصالح أجندات خارجية، في مقدمتها إسرائيل، التي تراقب الوضع وتسعى لاستثماره كما تفعل في أي فراغ أمني."    

"لا وجود لكمين إسرائيلي مباشر... بل فشل حكومي متراكم"

  حول ما إذا كانت الحكومة السورية قد وقعت في كمين إسرائيلي مدبّر من خلال جرّها للمواجهة في السويداء، لا سيما أن إسرائيل أكدت أنها تعلم نيّة التحرك الحكومي تجاه المحافظة، نفى زريق هذا الطرح، مشيرًا إلى أن ما حدث "لم يكن فخًا بل نتيجة تسرع وسوء إعداد".   ويقول: "الغايات الكبرى من العملية كانت نبيلة، وهي توحيد الجغرافيا السورية واستعادة السيادة. لكنها لم تحظَ بالإعداد الكافي لا سياسيًا ولا ميدانيًا. غرقنا في التفاصيل، وفشلنا في التنظيم بما يتناسب مع حجم المهمة."   من جهته، أوضح الدكتور طلال مصطفى أن لا مؤشرات مباشرة على وجود "كمين عسكري أو استخباراتي إسرائيلي"، لكنه أشار إلى أن "ما حدث هو نتيجة تراكمات داخلية وفشل السياسات الحكومية في معالجة التوترات بين العشائر والدروز". وأضاف: "إسرائيل استفادت استراتيجيًا من المشهد، لكنها لم تخلقه. النظام السابق وتيار الهجري أسهما في تشكيل هذا الواقع المعقّد."    

هل السويداء مقبلة على حكم ذاتي؟

وبعد الانسحاب الحكومي وعودة سيطرة الفصائل الدرزية التي يقودها الشيخ الهجري، عاد ليكرر مطالبه ويزيد عليها، حيث أصدر بياناً اليوم طالب خلاله بممر نحو مناطق سيطرة قوات قسد شمال شرق سوريا، وافتتاح معبر حدودي مع الأردن، وكان سابقاً يطالب بحكم ذاتي أو غدارة لا مركزية للمحافظة. يرى زريق أن فكرة منح السويداء حكماً ذاتيًا على أساس طائفي أو مذهبي "أمر غير وارد إطلاقًا"، مشددًا على أن وحدة الجغرافيا السورية "محسومة سياسيًا وإقليميًا ودوليًا".   لكنه يُقرّ بأن الحل يتطلب تهيئة إقليمية وسياسية واسعة. ويقول: "توحيد الجغرافيا السورية لا يمكن أن يتم بالقوة وحدها، بل يحتاج إلى تفاهمات دولية شاملة، وإعداد سياسي محترف."   أما الدكتور طلال مصطفى فيرى أن السويداء تقف اليوم أمام مفترق طرق حاسم. ويقول: "إما أن تتحول إلى نموذج لإدارة محلية موسعة على قاعدة لا مركزية وبتوافق إقليمي ودولي، وهو ما لا تقبل به الحكومة السورية خشية فقدان السيطرة الرمزية والسياسية، أو أن تُزجّ لاحقًا في مواجهات أمنية وعسكرية حتى يتم الوصول إلى تسوية كبرى بين دمشق وتل أبيب."   ويتابع: "سيناريو الحكم الذاتي الكامل غير مرجّح حاليًا، لكن ضغط المجتمع المحلي قد يدفع باتجاه تفاهم يمنح المحافظة نوعًا من الإدارة الذاتية، شرط أن يكون ذلك ضمن إطار وطني جامع."    

السويداء كرسالة داخلية وخارجية... وتحدٍّ إضافي لدمشق

  يرى زريق أن كل خطوة لبناء جيش وطني منضبط تقرب سوريا من الحل، مشددًا على أهمية تفعيل الشرطة العسكرية، وإنهاء الفوضى داخل المؤسسة الأمنية.   ويقول: "يجب أن يكون لدينا جيش يُستقبل في السويداء بالزهر والورود، لا بالخوف والنزوح. هذا الجيش هو المشروع الوطني الجامع، وأي تقدم فيه يعني تقدمًا نحو توحيد البلاد."   لكن الدكتور مصطفى يحذر من تداعيات ما جرى، ويقول: "ما حصل في السويداء يوجه رسائل مزدوجة. داخليًا، قد يشجع مناطق أخرى على تحدي الدولة، كما هو الحال مع قسد. وخارجيًا، يعزز روايات الغرب عن عجز النظام عن فرض سيطرته، ما يُضعف موقف دمشق في ملفات التفاوض، والإعمار، وعودة اللاجئين."     ويصف يزن زريق ما جرى بأنه "نكسة"، لكنها قابلة للاحتواء. ويقول: "ما حصل نتيجة نقص الإعداد، لكنه لا يعني نهاية المشروع الوطني. إذا استكملنا بناء المؤسسات والجيش، وفعّلنا العملية السياسية، فإن ملفات مثل قسد والسويداء ستحلّ تلقائيًا ضمن مشروع وطني جامع."   وفي ختام حديثه، عبّر زريق عن استنكاره الشديد للقصف الإسرائيلي الذي طال وزارة الدفاع في العاصمة السورية، معتبرًا أن "العدوان الإسرائيلي المباشر على عاصمة عربية يجب أن يُواجَه بردّ عربي حقيقي".   ويقول: "على جامعة الدول العربية أن تتحرك وتتحمل مسؤولياتها. يجب التوجه لمجلس الأمن، وتفعيل اتفاقيات الدفاع العربي المشترك. هذه اللغة الوحيدة التي تفهمها إسرائيل، وهي السبيل الوحيد لردع تدخلاتها المستمرة."   ويجمع الخبيران على أن ما جرى في السويداء من أحداث ليس كما قبلها في سوريا، حيث تمر البلاد في مرحلة حسّاسة اليوم، تحتاج لوقوف ومراجعة للأخطاء من قبل الحكومة أولاً، ومحاولة لردم الشرخ المجتمعي ونزع فتيل النعرات الطائفية التي عادت لتتغلغل بين السوريين.   اقرأ أيضاً|| بعد رفض الهجري الاتفاق.. خبير يشرح تكتيكات المعركة في السويداء وهل ضربات إسرائيل عطلتها؟ [caption id="attachment_647648" align="alignnone" width="2405"]انسحاب القوات الحكومية من السويداء جنوب سوريا... انسحاب القوات الحكومية من السويداء جنوب سوريا... "خيار اضطراري" أم "حل عقلاني"؟[/caption] https://youtu.be/1ZY9NvBgj3Q
المقال التالي المقال السابق
0