ذكرت صحيفة نيويورك تايمز اليوم الخميس، أن روسيا أو وكلائها يستخدمون طائرات استطلاع بدون طيار فوق الطرق التي تستخدمها الولايات المتحدة وحلفاؤها لنقل الإمدادات العسكرية عبر ألمانيا الشرقية.
تحليق طائرات إيرانية بدون طيار فوق ألمانيا
وأفاد التقرير بأن طائرات المراقبة الروسية المسيرة تجمع معلومات استخباراتية يمكن استخدامها لتعزيز موقع روسيا في حربها مع أوكرانيا، وفقا لمصادر أمريكية وغربية أخرى.
وأعرب مسؤولون عسكريون أمريكيون وأوروبيون عن قلقهم المتزايد إزاء تشغيل الطائرات المسيرة في ألمانيا.
وينفي الكرملين هذا التقرير، إذ قال في بيان صحافي نشرته وكالة رويترز للأنباء: "هذه أخبار كاذبة".
فيما تُعزي المصادر التي تحدثت لصحيفة نيويورك تايمز هذه الخطوة إلى "حملة اجتماعية روسية" تسعى من خلالها روسيا إلى تنفيذ عمليات في جميع أنحاء القارة لجر أوروبا إلى حرب في أوكرانيا.
ووفقا للتقرير، شملت "حملة التخريب الروسية" حرائق في مستودعات في بريطانيا، وهجوما على سد في النرويج، ومحاولات لقطع كابلات تحت بحر البلطيق، ومجموعة متنوعة من العمليات المصممة لتقريب الحرب في أوكرانيا من قلب أوروبا وتقويض الدعم لكييف.
كما أفادت التقارير بأن مسؤولين أمريكيين وألمانا يناقشون جهود التخريب الروسية.
في غضون ذلك، أشارت صحيفة نيويورك تايمز إلى أن التعاون الاستخباراتي بين الولايات المتحدة وأوروبا أدى إلى اعتقال 3 رجال أوكرانيين في مايو/أيار، بعد اتهامهم بمؤامرة مرتبطة بروسيا.
ويُشتبه في تخطيط الثلاثة لتفجير عبوات ناسفة أو عبوات حارقة على متن طائرات نقل أمريكية تمر عبر ألمانيا.
وقال مكتب المدعي العام الفيدرالي في برلين في بيان آنذاك إن الخطة تبدو جزءًا من مؤامرة لتدمير البنية التحتية اللوجستية لنقل البضائع التجارية.
وأشارت صحيفة نيويورك تايمز إلى تقرير في صحيفة "الأسبوع الاقتصادي" الألمانية تناول بإسهاب "حملة التخريب الروسية".
وبحسب التقرير، تُنشئ ألمانيا أنظمة دفاع ضد الطائرات المسيرة في قواعد عسكرية، وصرح متحدث باسم القوات المسلحة الألمانية للصحيفة بأن تحليق الطائرات المسيرة بالقرب من القواعد العسكرية يُشكل خطرا أمنيا كبيرا.
وذكرت الصحيفة أيضا أن بعض الطائرات المسيرة على الأقل صُنعت في إيران، ويعتقد مسؤولو الاستخبارات الألمانية أن بعض هذه الرحلات ربما انطلقت من سفن في بحر البلطيق.
وأكد مسؤولون أمريكيون هذه الرحلات، لكنهم قالوا إنهم لم يتمكنوا من تتبع مصدرها.
ويعتقدون أن طائرات مسيرة حلقت بواسطة روس أو أشخاص يعملون في أجهزة الاستخبارات الروسية.
وبلغت "حملة التخريب الروسية" ذروتها العام الماضي، ثم تراجعت بشكل ملحوظ هذا العام، وفقا لخبراء غربيين ومسؤولين استخباراتيين لصحيفة نيويورك تايمز.
ويعود ذلك، جزئيا على الأقل، إلى تعزيز الأمن في أوروبا وجهود أجهزة الاستخبارات الأمريكية والأوروبية لمنع الهجمات.
ومن المرجح أيضا أن يكون تراجع نطاق أنشطة الشركة مرتبطا بالتطورات الدبلوماسية في المفاوضات بين الولايات المتحدة وروسيا لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
وأشار سيث جونز، الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في الولايات المتحدة، في تقرير نُشر في مارس/آذار، إلى أن الهجمات الروسية في أوروبا تضاعفت أربع مرات بين عامي 2022 و2023، ثم تضاعفت ثلاث مرات مرة أخرى بين عامي 2023 و2024.
وتم تسجيل انخفاض كبير في الأشهر الستة الأولى من العام، مع تصنيف 4 حوادث فقط على أنها تخريب أو محاولة تخريب من قبل روسيا.
وأوضح جونز أن تحليق الطائرات المسيرة فوق طرق الإمداد هو "تجسس محض"، إذ تسعى روسيا إلى معرفة الشركات التي تُنتج أسلحة لأوكرانيا، وكيفية شحن الأسلحة إلى بولندا ومنها إلى أوكرانيا.
وأضاف أن مراقبة الطائرات المسيرة غالبا ما تكون مرتبطة باستخبارات ميدانية، تهدف إلى إعطاء الجيش الروسي فكرة أوضح عن الأسلحة التي سيتعامل معها ومتى.
ويجادل جونز ومسؤولون غربيون آخرون بأنه إذا قررت روسيا تكثيف عملياتها التخريبية مستقبلًا، فقد تكون المعلومات التي تجمعها الطائرات المسيرة مفيدة.
وقال السيد جونز: "إذا أراد الروس في مرحلة ما أن يكونوا أكثر عدوانيةً وأن يطوروا هذا النوع من جمع المعلومات الاستخباراتية، فإنهم يعرفون الشركات التي تُصدر والطرق المستخدمة، وسيكون ذلك مفيدا إذا أرادوا تنفيذ عمليات تخريبية".
أفاد تقريرٌ صادرٌ عن المعهد هذا الشهر بأنَّ أنشطة التخريب قد تراجعت هذا العام، لكنَّ التهديد لا يزال قائمًا في ظلِّ سعي الأوروبيين جاهدين لتنسيق استجابتهم.
وبينما خضعت عمليات الاستخبارات الروسية لتدقيقٍ متزايد الصرامة، فقد احتفظت بقدرتها على تجنيد أشخاصٍ لتنفيذ هجماتٍ في جميع أنحاء أوروبا، وفقا لمصادر غربية.