بيتكوين: 111,935.40 الدولار/ليرة تركية: 41.05 الدولار/ليرة سورية: 12,898.84 الدولار/دينار جزائري: 129.81 الدولار/جنيه مصري: 48.60 الدولار/ريال سعودي: 3.75
قصص الأخبار
سوريا
سوريا
مصر
مصر
ليبيا
ليبيا
لبنان
لبنان
المغرب
المغرب
الكويت
الكويت
العراق
العراق
السودان
السودان
الاردن
الاردن
السعودية
السعودية
الامارات
الامارات
فلسطين
فلسطين
اخبار العالم العربي

"المجلس السياسي لوسط وغرب سوريا".. تحرك مثير للجدل من الطائفة العلوية

"المجلس السياسي لوسط وغرب سوريا".. تحرك مثير للجدل من الطائفة العلوية

في تطور سياسي لافت على الساحة السورية، تتجه شخصيات بارزة من الطائفة العلوية إلى الإعلان عن تشكيل كيان جديد تحت مسمى "المجلس السياسي لوسط وغرب سوريا"، خطوة توصف بأنها محاولة لإعادة صياغة دور الطائفة في المشهد الوطني والإقليمي، في ظل المتغيرات العميقة التي تشهدها البلاد بعد أكثر من 14 عام من الصراع.

خلفيات التأسيس

بحسب مصادر مطلعة، تأتي هذه المبادرة في سياق تراكم التحديات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تواجه أبناء الساحل السوري والمناطق الوسطى. فبعد سنوات طويلة من الحرب، وجد كثير من النخب العلوية نفسها أمام سؤال محوري: كيف يمكن إعادة تعريف موقع الطائفة خارج إطار الارتباط الحصري بالنظام الحاكم، وكيف يمكن إيجاد صيغة سياسية تحفظ مصالحها وتفتح الباب أمام شراكة وطنية أوسع مع باقي المكونات السورية.

إضافة إلى ذلك، هناك إدراك متنامٍ لدى عدد من القيادات الفكرية والوجهاء بأن استمرار العزلة السياسية أو الاكتفاء بالتموضع خلف السلطة المركزية لم يعد خياراً آمناً، خصوصاً في ظل التحولات الإقليمية ومساعي القوى الدولية لرسم خرائط جديدة لمناطق النفوذ في سوريا.

أهداف المجلس المرتقب

من المنتظر أن يطرح "المجلس السياسي لوسط وغرب سوريا" جملة من الأهداف المبدئية، أبرزها:

1. تمثيل سياسي مستقل يعبر عن مصالح أبناء المنطقة الساحلية والوسطى دون الانفصال عن الهوية الوطنية السورية.
2. الدفع نحو حل سياسي شامل يضمن مشاركة جميع المكونات في صياغة مستقبل سوريا.
3. إعادة بناء الثقة مع المكونات السورية الأخرى عبر خطاب جامع يبتعد عن الاصطفافات الطائفية الضيقة.
4. المطالبة بتوزيع عادل للموارد وتنمية اقتصادية مستدامة تعالج الفجوة التنموية بين الساحل وباقي المحافظات.
5. فتح قنوات حوار مع الأطراف الإقليمية والدولية لضمان حضور سياسي متوازن في أي تسوية قادمة.

ردود الفعل المتوقعة

إطلاق المجلس لن يكون حدثاً عابراً، إذ يُتوقع أن يثير جدلاً واسعاً داخل سوريا وخارجها. ففي الداخل، قد تنظر السلطة بعين الريبة إلى أي تحرك سياسي مستقل من الطائفة العلوية، لما يمثله من تحدٍ لاحتكارها التمثيل السياسي. أما في أوساط المعارضة، فمن المحتمل أن ينظر بعضهم إلى المجلس بصفته فرصة لإعادة بناء الجسور مع أبناء الطائفة الذين طالما ارتبط اسمهم بالنظام، بينما قد يراه آخرون مجرد محاولة لإعادة تدوير أدوار قديمة. , ولكن بكافة الأحوال تعتبر هذه الخطوة نوع من التمرد ومحاولة للانفصال عن السلطة في سوريا بشكل واضح وهو ما قد يثير الفتنة بين الأهالي.

إقليمياً، من المرجح أن تراقب القوى الفاعلة—خصوصاً روسيا وإيران وتركيا—هذا التطور عن كثب، لكونه قد يؤثر على معادلات النفوذ وموازين القوى في غرب ووسط البلاد.

بين الواقع والطموح

يبقى التحدي الأكبر أمام هذا المجلس هو قدرته على ترجمة أهدافه إلى برنامج سياسي عملي، وإيجاد قاعدة شعبية حقيقية داخل الطائفة وخارجها. فغياب الثقة، والانقسامات الداخلية، وتعقيدات المشهد العسكري والأمني في سوريا قد تعيق مسار أي مبادرة ناشئة.

ومع ذلك، يرى مراقبون أن مجرد طرح فكرة "المجلس السياسي لوسط وغرب سوريا" يعكس تحولاً في التفكير السياسي العلوي، وخطوة نحو الخروج من دائرة الاصطفاف القسري، ما قد يشكل بداية لمسار أوسع من إعادة التوازن بين المكونات السورية في مرحلة ما بعد الحرب في ظل حكم نظام استبدادي.

 

المقال التالي المقال السابق
0