حورات خاصةسلايد رئيسي

الباحث “جو معكرون” يتحدث عن نقاط هامة في الملف السوري والسياسة الأمريكية إذا فاز “بايدن” بالرئاسة

مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية بالتزامن مع ازدياد الأوضاع سوءاً في الداخل السوري؛ أسئلة كثيرة يطرحها السوريون حول تأثير نتائج الانتخابات الأمريكية على الملف السوري، حيث إن السوريين شهدوا تعاقب رئيسين أمريكيين “أوباما وترامب” خلال ثورتهم ضد النظام السوري، ولم يحصلوا إلا على وعود واستنكارات من واشنطن كانت لذر الرماد في العيون، باستثناء قانون قيصر مؤخراً الذي وافقت عليه إدارة ترامب بسبب حجم الضغط الإعلامي والسياسي الناتجين عن الصور المسربة لألوف القتلى تحت التعذيب في المعتقلات.

فهل سوف تستمر العقوبات على النظام السوري، وما هي الحلول الممكنة في المستقبل القريب.

وللإجابة على تلك الأسئلة أجرت وكالة ستيب الإخبارية حواراً مع الباحث في المركز العربي في واشنطن “جو معكرون”.

– وبدايةً حول النهج الذي قد يتبعه بايدن في حال نجاحه بالانتخابات الرئاسية المقبلة وهل سنرى نهجاً جديداً مختلفاً عن أوباما وترامب يكون لصالح الشعب السوري

قال الباحث “جو معكرون” سوريا لا تمثل أولوية استراتيجية للمصالح الأمريكية تستدعي التدخل العسكري وإنفاق الموارد، وهذا الواقع مستبعد أن يتغير في المدى المنظور.

وأشار إلى أنه في حال فاز بايدن في الرئاسة، هذه المقاربة ستبقى على حالها لكن تكتيك إدارته قد يتغير من ناحية التعامل مع تركيا على سبيل المثال، مقارنة مع العلاقة الشخصية حالياً بين ترامب وأردوغان.

وأوضح أن إدارة بايدن قد تكون أكثر التزاماً بإيجاد مسار حل للنزاع السوري على الرغم من أن علاقتها مع موسكو قد تكون أكثر توتراً، لكن لن يكون لديها عقدة التعامل مع روسيا كما كان الحال مع ترامب، نتيجة التحقيقات الفيدرالية في تدخل موسكو في الانتخابات الرئاسية الاميركية عام 2016.

وتابع قائلاً :”أبعد من ذلك، يتوقع أن تواصل إدارة بايدن انتشارها العسكري المحدود في شمال شرق سوريا وتعمق شراكتها مع القوات الكردية وتضمن حماية حقول النفط السورية تحت سيطرتها، لكن قد تواجه تحديات من القوى الخارجية الأخرى المؤثرة في سوريا”.

واعتبر أن تصنيف سياسة بايدن قد يكون في مكان ما بين سياسات أوباما وترامب.

– وحول استمرار العقوبات الأميركية المتخذة من خلال قانون قيصر بحق النظام السوري، في حال انتهجت الإدارة الأمريكية تغييرات جذرية تخص مصالحها في الشرق الأوسط وفي سوريا

أجاب الباحث ” جو معكرون” قائلاً: “قانون قيصر تم إقراره في الكونغرس الأمريكي ولا يمكن إلغاء مفاعيله إلا بقرار مشابه، وإدارة بايدن ستتعرض لضغوط داخلية وتشريعية في حال تراخت في تطبيقه، لا سيما أنه سيبقى ساري المفعول حتى عام 2024.”

ونوه إلى أن “القانون نفسه يعطي هامش للإدارة الأمريكية في تنفيذ هذا القانون أو وقف مفاعيله، وفي نهاية المطاف البيت الأبيض يضع ملامح السياسة الخارجية الأمريكية وليس الكونغرس”.

وأكد أن “قانون قيصر أصبح واحداً من وسائل الضغط المتاحة لواشنطن في محاولة للتأثير على ميزان القوى في سوريا، وهذا الأمر سيستمر مع بايدن في حال فوزه.”

– وعن نتائج حزمة العقوبات الموجهة ضد النظام السوري وحلفاءه وإن كانت ستعطي ثمارها على المدى القريب

قال الباحث ” جو معكرون” :” إن هامش تأثير العقوبات الأمريكية على الحسابات الروسية والإيرانية محدود، لا سيما أن احتمالات التسوية السورية شبه معدومة في المدى المنظور بانتظار على الأقل من انتهاء الانتخابات الرئاسية الأمريكية”.

وأشار إلى أن الرهان في واشنطن منذ سنوات هو إبعاد موسكو عن طهران عبر إيجاد تفاهمات أمريكية مع روسيا، وهذا الرهان نجح نسبياً حتى الآن في الحد من النفوذ الإيراني، لكنه لن يفرض تسوية للنزاع السوري، لأن بكل بساطة العرض الأمريكي لا يُرضي الحسابات الروسية لتتخلى بالمطلق عن إيران، ولا الروس وحدهم قادرون على إخراج النظام الإيراني من سوريا”.

– وحول نهج الإدارة الأمريكية في تجسيد قوات ” قسد” كجسم عسكري وسياسي ” تحت الأمر الواقع” ؛ وإن كان هذا النهج، للضغط على تركيا كي تقدم تنازلات لواشنطن، أم أن دعم قسد يفضي إلى إحداث كونتون فاصل بين المكونات السورية في الشمال الشرقي السوري ويكون شبيهاً بمستعمرة تحت الوصاية الأميركية

أكد الباحث ” جو معكرون” أن العلاقة الأمريكية مع قسد هو تلاقي مصالح في شمال شرقي سوريا، لإيجاد أمر واقع مشابه للحكم الذاتي في كردستان العراق، يكون جزء من الحل لإنهاء النزاع السوري عندما تنضج التسوية.”

وتابع قائلاً:” ولن تكون مستعمرة لأن هذا الأمر لا يخدم لا المصالح الأمريكية ولا المصالح الكردية، التي لا مفر لها غير أن تكون جزء من التسوية السورية بعيداً عن التهديدات التركية”.

وأشار إلى أن “هذه العلاقة بين الأمريكيين والأكراد في سوريا قائمة ومستمرة وستخضع لتحديات دائمة من موسكو وأنقرة، لا سيما في حال فاز بايدن”.

وأوضح أن ” المصالح الأمريكية-التركية في سوريا لم تكن يوماً متقاطعة منذ عام 2011 على الأقل، وأمام أنقرة خيار قبول هذا الدعم الأمريكي لـ”قسد” أو مواجهته عسكرياً وسياسياً، وهناك تكلفة في الحالتين”.

وتابع قائلاً:” ما يجري منذ سنوات هو ضغوط تركية على واشنطن لتغيير سياستها في شمال سوريا، وليس العكس، الكرة قد تكون في الملعب التركي لتحسم أنقرة اصطفافاتها على الساحة السورية.”

– وحول الحكم الذاتي الكردي قال الباحث جو معكرون:” من المبكر الحديث عن مناطق الحكم الذاتي الكردية لأن مسار شد الحبال وتقاسم النفوذ لا يزال مستمراً على الأرض، وبالتالي مستقبل هذا الحكم الذاتي يعتمد إلى حد كبير على مدى الالتزام الأميركي بالبقاء في سوريا”.

– وحول إمكانية ملاحقة رموز النظام السوري وعلى رأسهم الدكتاتور بشار الأسد قضائياً، والعوامل التي تفضي إلى محاسبتهم في المحاكم وخاصة محكمة الجنايات الدولية

قال الباحث جو معكرون :”هذا الأمر كان ممكناً في حال كانت موازين القوى مغايرة في الميدان السوري، وفي ظل الدعم الروسي والصيني قد يكون من المستبعد ملاحقة قيادات النظام السوري في محكمة الجنايات الدولية التي حتى إدارة ترامب قامت بتقويضها صلاحياتها.”

وتابع قائلاً:” لكن الدعاوى القانونية مستمرة من سوريين، لا سيما في المحاكم الأوروبية، وهذا سيصعب اسفار رموز النظام السوري كما سيعقد أي انفتاح غربي على دمشق.”

– وعن ادعاء النظام السوري مجابهة إسرائيل وحلفائها من الأنظمة العربية، وأجهزة المخابرات السورية تنسق مع الدول العربية التي تعتبر مطبعة مع إسرائيل

أكد الباحث جو معكرون أن “النظام السوري لم يعد لديه ترف اختيار حلفائه، وهو يحتاج الى أي دعم خارجي يمكن الحصول عليه، لا سيما من الحكومات الخليجية القادرة على ضخ الأموال في الاقتصاد السوري، وبالتالي لا حول ولا قوة للنظام أمام تفاهمات خارجية تحصل على حسابه، كما هو الحال مع المعارضة السورية”.

وأشار إلى أن “هناك تفاهمات روسية-اسرائيلية وأخرى عربية في سوريا، لكن هذا لا يمنع النظام السوري من الاعتماد على الدعم الروسي وغيره.” وأردف قائلاً:” الأولوية في دمشق هي بقاء النظام والباقي تفاصيل.”

– وإن كان هناك أي نظرة استشرافية لما حدث في بيروت مؤخراً، وهو التفجير المأساوي الذي حصد مئات الأرواح، أي أن الوضع الراهن يقود إلى وصاية فرنسية برعاية أممية،وهذا أمر يقوض نفوذ النظام السوري وإيران ويعتبر محرماً لدى حليفة الأسد طهران.

قال الباحث جو معكرون :” الوصاية الفرنسية غير ممكنة على لبنان في ظل الدينامية الأمريكية-الإيرانية المعقدة التي تضبط الإيقاع في لبنان. “

وأكد أن ” انفجار بيروت سقوط مدوي للسلطة في لبنان، ويوسع التدخل الخارجي في نظامه، وهذا يعني ضغوط دولية أكبر لعدم انفتاح أي حكومة لبنانية على النظام السوري.”

وتابع قائلاً:” على الرغم من أن النفوذ الإيراني متجذر في لبنان قد تصبح طهران في موقف دفاعي في بيروت خلال المرحلة المقبلة، لأنها عاجزة لوحدها مع حلفائها اللبنانيين عن معالجة الأزمة الاقتصادية والانهيار المالي، وهذا أمر ضروري ومُلح لحماية الأمر الواقع الذي تفرضه الطبقة الحاكمة في لبنان.”

ونوه إلى أن” هذا يجب عدم تفسيره بأنه تراجع أو ضعف لأن النظام الإيراني لا يزال يملك أوراق قوة تفرض معادلات جديدة عند الضرورة، والقوى الغربية المعنية غير راغبة بمواجهة المشروع الإيراني عسكرياً”.

مواضيع ذات صلة : 4 نقاط مهمة.. جو بايدن يكشف سياسته تجاه سوريا إذا فاز بالانتخابات الأمريكية

ويُذكر أن المرحلة الحالية في سوريا تعتبر من أشد المراحل صعوبة، على كافة الأصعدة، اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً، بعد أن أدى تعنت النظام السوري وتمسكه بالسلطة لتمزيق الجغرافية السورية، وتشتيت المجتمع السوري، وإفراغ خزينة الاقتصاد، بل والوصول بالشعب السوري إلى ما تحت خط الفقر، وعلى ذلك ينتظر السوريون أي فرصة أو تغييرات يمكن أن تحدث، للمسير بالقضية السورية نحو حل ينهي النزاعات الداخلية والخارجية، ويُفضي إلى حالة من الاستقرار.

مواضيع ذات صلة : جيفري يبحث إدلب والملف السوري مع قالن في إسطنبول.. وهذا ما اتُفق عليه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى