نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، يوم أمس الجمعة، تقريراً كشفت فيه عن زيف قصة جلاد داعش الكندي في سوريا، المدعو شيروز تشاودري، والذي أصبح في سنة 2018 محط جدلاً في كندا بعد بث سلسلة حلقات عنه في بودكاست "الخلافة".
[caption id="attachment_334690" align="aligncenter" width="1024"]

حقائق تكشف للمرة الأولى عن جلاد داعش الكندي في سوريا[/caption]
- جلاد داعش الكندي في سوريا
وقالت الصحيفة في تقريرها: "إن الشرطة الكندية أكدت بأن تشاودري لم يزر أبداً سوريا، وعليه قررت الصحيفة مراجعة ما ورد في الحلقات بودكاست (الخلافة)".
وأضافت الصحيفة بأنّ عدة مراسلين لديها وهم "مارك مازيتي وإيان أوستن وغراهام باولي ومالاتشي براون"، قرروا التشارك في التقرير، والبحث في ادعاءات السياف المزعوم الذي وصف بشكل دقيق كيف أطلق النار على رأس رجل وطعن آخر في قلبه، قبل أن يعلق الجثتين على صليب.
كما وتحدث عن انضمامه للشرطة الدينية في تنظيم الدولة "داعش" في سوريا، وكيف نقل إلى جلسات تدريب لمهاجمة الغرب، بما في ذلك أمريكا الشمالية، وطنه.
[caption id="attachment_334689" align="aligncenter" width="264"]

حقائق تكشف للمرة الأولى عن جلاد داعش الكندي في سوريا[/caption]
واستعاد كيف استعرض قادة تنظيم الدولة "داعش" خرائط وتعليمات مشفرة حول كيفية ضرب أهداف مهمة في الغرب، والدخول إلى مناطق محظورة وقتل الناس على أمل تحقيق الشهادة.
وقال تشاودري: "لقد تخيلوا أمرا كبيراً كـ أحداث 9/11" و "كانوا يريدون التفوق على القاعدة وترك بصمتهم".
ولكن بحسب الصحيفة فإن رواية شيروز تشاودري، العنصر الرئيسي في بودكاست "الخلافة" الذي بث عام 2018 هي عبارة عن خرافات ونسْج قصص جهادية عن قتل من أجل تنظيم الدولة في سوريا، وهو ما كشف عنه مسؤولو المخابرات الأمريكيون والكنديون.
ولم يكن تشاودري إرهابياً، وبالتأكيد لم يصل أبدا إلى سوريا، ولفق الحكايات حول عمله كسياف في تنظيم الدولة على طريقة الحكاية الخيالية لهروب وولتر ميتي؛ للهرب من حياته الرتيبة في تورنتو ولاهور، حيث قضى فترة مع جديه.
وأثارت القصة التي كشفها لنيويورك تايمز وغيرها من وسائل الإعلام حالة من الغضب في كندا، واحتوت السلسلة المسجلة "الخلافة" لملايين المستمعين على مغامراته مع تنظيم الدولة، مما أثار الغضب حول سماح حكومة جاستن ترودو للسفاح المزعوم العيش حراً طليقاً في تورنتو، بعد اعترافه علناً بجرائمه التي ارتكبها في سوريا
- مخاطر قصصه المفبركة
وضعت القصص المفبركة التي رواها تشاودري عن نفسه، الجلاد الكندي في مخاطر قانونية، ففي أيلول/سبتمبر أعلنت السلطات الكندية عن اتهامات له بإفتعال خدعة إرهابية، وهي جريمة يمكن أن يحكم عليه بالسجن لمدة خمسة أعوام لو أدين.
وتقول الصحيفة: "إن متابعة المقاتلين الذين سافروا إلى سوريا من أنحاء العالم مهمة صعبة، إلا أن مسؤولين أمريكيين أخبرا الصحيفة قبل بث (الخلافة) أن تشاودري انضم بالتأكيد لتنظيم الدولة في سوريا.
[caption id="attachment_334691" align="aligncenter" width="1024"]

حقائق تكشف للمرة الأولى عن جلاد داعش الكندي في سوريا[/caption]
فيما قال آخرون ممن عرفوه أو نصحوه، إنه بدون شك يحمل مواقف متطرفة، لكن الأمن الكندي الذي قام بتحقيق استمر أربعة أعوام ودرس فيه رحلاته إلى الخارج وتعاملاته المالية وحساباته على منصات التواصل الاجتماعي وشهاداته للشرطة، تجعل عناصره متأكدين أنه لم يدخل أبدا سوريا أو انضم إلى تنظيم الدولة ليرتكب الجرائم المزعومة.
وأكد المسؤولون الأمريكيون الذين قابلتهم الصحيفة لهذا التقرير، أنهم يدعمون الاستنتاج الكندي، مع أنه من الصعب التأكد من عدم سفره إلى سوريا.
وحتى لو سافر إلى هناك فستكون لفترة قصيرة، حيث زعم أنه انضم للتنظيم ودخل معسكرات تدريب لضرب الغرب، وانضم إلى الشرطة الدينية وفرض العقوبات وأعدم وشارك في نقاشات سرية للتخطيط من أجل عمليات ضخمة.
[caption id="attachment_334688" align="aligncenter" width="1024"]