أخبار العالم العربي

تفاصيل جديدة تكشف “ما خلف الستار” في خلاف ملك الأردن مع الأمير حمزة… فما علاقة كورونا؟!

أزاح مسؤولون حاليون وسابقون الستار عن كواليس خلاف ملك الأردن مع أخيه حمزة، كاشفين بأنّ زيارةً أجراها الأمير حمزة، كانت سبباً في اندلاع الأزمة المفاجئة التي أحدثت ضجة في العالم.

زيارة الأمير حمزة لأقارب مرضى كورونا

ووفقاً لما أفادت به وكالة رويترز، فعندما زار الأمير حمزة أقارب مرضى بفيروس كورونا، الذين لقوا حتفهم بعد نفاد الأكسجين في أحد المستشفيات، أحدثت زيارته هذه شرخاً داخل العائلة المالكة هز صورة الأردن المستقرة في منطقة مضطربة.

القشة التي قصمت ظهر البعير

وشكلت الزيارة التي قام بها يوم 14 مارس/ آذار الماضي إلى مدينة السلط، “القشة التي قصمت ظهر البعير”، على حد تعبير أحد كبار المسؤولين في المؤسسة، لأنها جاءت بعد ساعات من زيارة الملك عبد الله للمستشفى وتوبيخ الإدارة علنا بسبب الوفيات التسع.

مساعٍ لاقتناص الأضواء من ولي العهد

وسبقت زيارة الأمير حمزة المستشفى لتعزية المكلومين بستة أيام زيارةً قام بها ولي العهد الأمير الحسين إلى المدينة لفعل الشيء نفسه، وهي خطوة قال بعض المسؤولين إنها سعت لاقتناص الأضواء منه.

وتحدثت رويترز مع أكثر من عشرة من المسؤولين الحاليين والسابقين والملمين بشؤون القصر، حول الأحداث التي أدت إلى الاتهامات ضد الأمير حمزة، بشرط عدم الكشف عن هويتهم لحساسية الموضوع.

وقال ثمانية مطلعين على الوضع إن زيارة الأمير حمزة سعت لهز صورة أخيه غير الشقيق، ودفعت السلطات إلى وضعه قيد الإقامة الجبرية واتهامه بالتورط في أنشطة تهدف إلى زعزعة استقرار البلاد.

ورغم أن الملك عبد الله والأمير حمزة أعلنا انتهاء الخلاف، كشفت الأحداث التي وقعت في مطلع الأسبوع عن صدوع داخل العائلة المالكة التي تشكل صمام الأمان لحماية الأردن من اضطرابات كتلك التي عصفت بسوريا والعراق.

ويشعر بعض الخبراء بالقلق من أن يندلع الخلاف مجدداً، نظرا للمشاكل الأساسية في الأردن مثل الفقر والبطالة وتزايد أعداد الوفيات بسبب كورونا، التي قالوا إنها ساهمت في ظهور أوجه التوتر على السطح.

وقال جواد العناني الذي شغل منصب آخر رئيس للديوان الملكي في عهد الملك الراحل الحسين بن طلال لرويترز “الخصومة العائلية انتهت لكن يتعين علينا معالجة القضايا التي أدت إليها مثل البطالة وإدارة وباء كورونا والفقر”.

اقرأ أيضاً : عقب يومين من إعلان ملك الأردن انتهاء الخلاف.. الأمم المتحدة تتحدث عن مصير الأمير حمزة

ترحيب حار بالأمير في السلط

قوبل الأمير حمزة (41 عاماً) بترحيب حار من أسر المتوفين في السلط خلال زيارته في مارس/آذار.
واندلعت احتجاجات صغيرة في أنحاء الأردن على خلفية نقص الأكسجين بالمستشفى، وكان بعض المشاركين يهتفون باسم الأمير ويدعونه لإنقاذ البلاد.

وكانت أنشطة الأمير حمزة مصدر قلق للملك قبل وقت طويل من وصول الأحداث إلى ذروتها الشهر الماضي، وفقا لبعض السياسيين البارزين.

وأقام الأمير حمزة، نجل الملك الراحل الحسين والملكة نور، علاقات وثيقة مع بعض أفراد العشائر الأردنية التي تهيمن على قوات الأمن وتشكل حجر الأساس لدعم النظام الملكي الهاشمي في المملكة.

وكثف هذا العام رحلاته إلى المناطق الريفية والعشائرية للقاء شيوخ عشائر ساخطين شكلوا حركة معارضة فضفاضة تسمى الحراك. وكثير من أعضاء هذه الحركة متقاعدون من الجيش وأجهزة الأمن.

وظهر على وسائل التواصل الاجتماعي جالساً في خيام بدوية يحتسي الشاي ويتحدث مع شيوخ العشائر الذين انتقدوا الملك لتقاعسه عن توفير ما يكفيهم من الوظائف والعطايا.

وقالت عدة مصادر مطلعة إنه على الرغم من أن الأمير حمزة نادراً ما يعبّر عن رأيه علناً، فقد رأى القصر في تحركاته محاولة لتقويض الملك عبد الله وصورة الأمير الحسين المتنامية التي تظهره حاملاً للواء تكافؤ الفرص للشباب.

وأضاف ثلاثة مسؤولين بالديوان أن التحركات انتهكت كذلك القواعد التي تتطلب من أي فرد من أفراد العائلة إبلاغ القصر بزيارات الأماكن العامة.

وكانت قوات الأمن تتابع كل خطوة من خطوات الأمير حمزة وتبلغ الملك بأنشطته في وقت يتصاعد فيه السخط العام بسبب البطالة والفقر اللذين وصلا لمستويات قياسية، وفقا لثلاثة أشخاص مطلعين على الوضع.

ولدى سؤاله عن هذه المتابعة، قال مسؤول أمني إن مهمة الأجهزة الأمنية هي حماية سلامة البلاد.

وعلى مدى العقد الماضي، فجر الغضب ضد السلطات بسبب تدهور مستويات المعيشة ومزاعم الفساد اضطرابات مدنية كبيرة في الأردن، لا سيما في المحافظات والمناطق البدوية التي كان يتحرك فيها الأمير حمزة للقاء شيوخ العشائر.

وعلى مدى العشرين عاما الماضية، اكتسب الأمير حمزة تأييدا متصاعدا من خلال محاكاة طريقة والده في الكلام وصوته وسلوكه وحتى ملابسه. وقالت مصادر من العشائر إن الأمير الدمث الذي تلقى تعليمه في الغرب حرص على تعلم لهجات كل عشيرة.

ومع تزايد شعبيته، شعرت السلطات أن الوقت حان للتدخل، حيث قالت إحدى الشخصيات السياسية البارزة لرويترز “لم يترك لنا أي خيار”.

ووصل رئيس أركان الجيش يوسف الحنيطي إلى قصر الأمير حمزة في عمان حوالي الساعة الثانية من ظهر يوم السبت الماضي.

وقيل للأمير حمزة إن التواصل مع أفراد العشائر الساخطين “خط أحمر” ينبغي ألا يتجاوزه.

ورد الأمير غاضباً في تسجيل صوتي سربه على مواقع التواصل الاجتماعي “أنت يا سيدي سامحني وين كنت قبل 20 سنة؟ أنا كنت ولي لعهد هذه البلاد بأمر من والدي الله يرحمه. أنا أقسمت له أن أظل أخدم وطني وشعبي ما حييت”.

كما قال الأمير حمزة في تسجيل فيديو أرسله محاميه إلى هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) إنه قيد الإقامة الجبرية وطُلب منه البقاء في المنزل وعدم الاتصال بأي شخص.

وقال الأمير الذي تحدث بالإنجليزية في الفيديو إنه لم يكن جزءا من أي مؤامرة أجنبية وندد بالفساد في النظام الحاكم.

وأضاف أن تحسين معيشة الأردنيين “موضوع في المرتبة الثانية من نظام حاكم قرر أن مصالحه الشخصية ومصالحه المالية وفساده أهم من حياة وكرامة ومستقبل العشرة ملايين الذين يعيشون هنا”.

وذكر إحصاء بحثي أن الأمير حمزة بن الحسين أجرى ما يزيد على 30 زيارة خلال 2020 و2021؛ أي في الفترة التي انتشرت فيها جائحة كورونا.

وكشف الإحصاء الذي أشار إليه موقع “عمون” الأردني أن تلك الزيارات كانت إلى جهات محددة، ومن ثم فإنه من المتوقع حصول تغييرات مهمة، خصوصاً أن جزءاً من الأزمة ما زال مستمرا باستمرار احتجاز شخصيات بارزة على خلفية الأزمة.

وكان ملك الأردن أعرب عن شعوره بـ”صدمة وألم وغضب” بسبب قضية أخيه غير الشقيق، الأمير حمزة، المتهم بـ”التآمر على سلطات البلاد”.

وقال الملك عبد الله الثاني، في خطاب للأمة بثه التلفزيون وقرأه مذيع بقناة “المملكة”، إن: “أطراف الفتنة كانت من داخل بيتنا الواحد وخارجه”.

وأضاف: “لا شيء يقترب مما شعرت به من صدمة وألم وغضب، كأخ وكولي أمر العائلة الهاشمية، وكقائد لهذا الشعب العزيز”.

وسعى الملك إلى طمأنة الأردنيين، قائلاً إن “البلد آمن ومستقر”، وأن “الفتنة وئدت”.

تفاصيل جديدة تكشف "ما خلف الستار" في خلاف ملك الأردن مع الأمير حمزة... فما علاقة كورونا؟!
تفاصيل جديدة تكشف “ما خلف الستار” في خلاف ملك الأردن مع الأمير حمزة… فما علاقة كورونا؟!

اقرأ أيضاً : بعد رسالته حول الأمير حمزة.. ملك الأردن يتلقى اتصالاً هاتفياً من جو بايدن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى