أخبار العالم

سقوط صواريخ في بولندا قد تشعل حرب عالمية.. أمريكا تشير للفاعل والناتو يتأهب للرد

أشعل سقوط صواريخ في بولندا العضو في حلف شمال الأطلسي الناتو، توتراً عالمياً واسعاً، خلال الساعات الأخيرة، وسط دعوات لجلسات طارئة للحلف الأطلسي وقادة مجموعة العشرين لبحث الأمر.

سقوط صواريخ في بولندا

وأعلنت بولندا مساء أمس الثلاثاء، وضع الوحدات العسكرية البولندية في حالة تأهب قصوى، على إثر سقوط صواريخ على أراضيها في قرية برشفوداو بشرق بولندا على بعد نحو 12 كيلومتراً من الحدود مع أوكرانيا، وأدت إلى مقتل شخصين.

ونقلت وسائل إعلام عن المتحدث باسم الحكومة البولندية بيوتر مولر قوله: إن وارسو تدرس ما إذا كانت بحاجة إلى طلب إجراء مشاورات بموجب المادة الرابعة من معاهدة حلف شمال الأطلسي، بعد مقتل شخصين في انفجار بالقرب من الحدود الأوكرانية.

وأضاف أن بولندا تزيد من جاهزية بعض الوحدات العسكرية، بينما دعا رئيس الوزراء ماتيوز موراوسكي لاجتماع عاجل للجنة الدفاع الوطني.

وعلى إثر سقوط صواريخ في بولندا بدأ مندوبي حلف شمال الأطلسي الناتو، صباح اليوم اجتماعاً طارئاً بدعوة من الأمين العام للحلف، ينس ستولتنبرغ.

وكانت المتحدثة باسم الحلف أوانا لونجيسكو قد قالت إن “الأمين العام سوف يترأس اجتماعاً طارئاً لمندوبي الدول الأعضاء لدى الناتو لبحث هذا الحادث المأساوي”.

وبعد ساعات من تأكيد الأمر تحدث الرئيس البولندي أندريه دودا مع نظيره الأمريكي جو بايدن والأمين العالم لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ وبحثوا القضية.

فرنسا تحذر

وأعلنت الرئاسة الفرنسية مساء الثلاثاء، أن الرئيس إيمانويل ماكرون “تواصل” مع بولندا بعد الأنباء عن سقوط صواريخ في بولندا، و”استعلم عن الوضع”.

وقال قصر الإيليزيه لوكالة فرانس برس إن ماكرون “يدرس احتمال مناقشة (المسألة) اعتبارًا من صباح الأربعاء على مستوى القادة”، “نظرًا إلى وجود جميع شركائنا الأوروبيين الكبار وشركائنا الكبار الحلفاء في مجموعة العشرين” مجتمعين في قمة في إندونيسيا، حيث يتواجد الرئيس الفرنسي أيضًا.

ودعت الرئاسة الفرنسية في بيان اليوم، إلى توخي “أقصى درجات الحذر” بشأن مصدر الصاروخ الذي سقط في بولندا، مؤكدة أن “دولاً عدة” في المنطقة تمتلك النوع نفسه من السلاح.

فيما قال أحد مستشاري الرئيس الفرنسي أن “هناك الكثير من المعدات في المنطقة وتركز كبير للأسلحة”.

إدانات دولية

ومن جانبه أعرب رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال الثلاثاء عن “صدمته” إزاء تقارير أفادت بمقتل أشخاص جراء سقوط صواريخ في بولندا.

فيما أعلنت وزارة الخارجية الإستونية أن التقارير الواردة من بولندا مثيرة للقلق، مشيرةً إلى أن الجانب الإستوني يتشاور مع بولندا وحلفاء آخرين.

وأعربت كل من بلجيكا واليونان عن أدانتهم للحادثة مطالبين بإجراء تحقيق لمعرفة مصدر الصواريخ القادمة من جهة أوكرانيا.

أما الصين فطالبت جميع الأطراف بالتحلي بأقصى درجات ضبط النفس في الظروف الراهنة.

وقالت ماو نينغ، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، في مؤتمر صحافي دوري “في ظل الوضع الراهن، يتعين على جميع الأطراف المعنية التزام الهدوء وضبط النفس من أجل تجنب التصعيد”.

أردوغان يدافع عن روسيا

أما الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فكان له رأي آخر، حيث قال: إنه يحترم تصريحات موسكو بأنه لم يتم إطلاق صواريخ روسية على الأراضي البولندية، مضيفاً أنه يعتقد أن موسكو “ليس لها يد في هذا”.

وقال أردوغان في مؤتمر صحفي خلال قمة مجموعة العشرين في بالي بإندونيسيا “روسيا قالت إنها ليس لها يد في هذا، وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن الصواريخ ليست روسية الصنع وهو ما يظهر أنه لا علاقة لروسيا بالأمر”.

وأضاف أن هناك حاجة لإجراء تحقيق، وأنه سيتحدث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عندما يعود إلى تركيا.

مطالبة بتفعيل المادة الرابعة للناتو

وعلى إثر سقوط صواريخ في بولندا، أثير قضية تفعيل المادة الرابعة من معاهدة حلف شمال الأطلسي الناتو.

وتمنح هذه المادة الحق لأي دولة عضوة بالحلف وتشعر بأنها مهددة من قبل دولة أخرى أو منظمة إرهابية، في تقديم طلب لبدء الدول الأعضاء الثلاثين مشاورات رسمية للبتّ فيما إذا كان التهديد موجوداً وكيفية مواجهته، مع التوصّل إلى قرارات بالإجماع.

فيما تنص المادة الخامسة على أن أي اعتداء مسلح ضد دولة عضو الحلف، يعد عدوانا على الأعضاء كافة، يستدعي اتّخاذ التدابير التي يعتبرها الأعضاء ضرورية لمساعدة البلد المستهدف.

المعلومات الأولية

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن، أشار بدوره سابقاً إلى أن المعلومات الأولية لا تشي بأن الصاروخ أطلق من روسيا.

فيما نفت موسكو بطبيعة الحال استهداف الأراضي البولندية، معتبرة تلك المزاعم والاتهامات “استفزازاً بهدف التصعيد”.

وما زاد الجدل هو أن الحادثة جاءت بعد أن شهدت مجمل الأراضي الأوكرانية أمس الثلاثاء هجمات صاروخية روسية عنيفة، استهدفت البنى التحتية والطاقة.

ونقلت وسائل إعلام عن مسؤولين أمريكيين دون تسميتهم، أن النتائج الأولية تشير إلى أن الصاروخ أطلقته القوات الأوكرانية.

كما أضافوا أن الأوكران عمدوا على ما يبدو إلى إطلاق الصاروخ من أجل صد صاروخ روسي قادم فوق الأجواء الأوكرانية، إلا أنه حط في بولندا، بحسب ما نقلت وكالة أسوشيتد برس.

زيلينيسكي يدعو للرد

من جانبه اعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الأربعاء، في كلمة تم بثها عبر الفيديو أمام قادة مجموعة العشرين المجتمعين في جزيرة بالي الأندونيسية أن الضربة الصاروخية في بولندا “ليست سوى رسالة من روسيا إلى قمة مجموعة العشرين”.

ونقلت وكالة فرانس برس عن زيلينسكي قوله: “أحذركم من وجود دولة إرهابية بينكم، علينا الدفاع عن أنفسنا ضدها”، في اشارة إلى روسيا، بحسب نص الخطاب.

اقرأ أيضاً|| سقوط صاروخ في بولندا.. إعلان حالة التأهب ومباحثات طارئة للناتو وجدل حول هويته

روسيا تحذر من صراع عالمي

وبدورها ردت روسيا على لسان رئيس البعثة الروسية الدائمة في الولايات المتحدة، ديمتري بوليانسكي ، الذي قال: إن الحادث الذي وقع في قربة بولندية بالقرب من الحدود، يهدف إلى إثارة صدام مباشر بين روسيا وحلف شمال الأطلسي.

كما أضاف بتعليق على حسابه في تيلغرام، أن هذه المحاولة تهدف إلى اشعال صدام عسكري بين بلاده والناتو ” مع كل ما يترتب على ذلك من تداعيات عالمية”، بحسب ما أفادت رويترز.

فيما اعتبر مجلس الأمن الروسي أن هذه الحادثة تظهر أن تدخلات الغرب في أوكرانيا قد تؤدي لحرب عالمية، حسب وصفه.

شاهد الفيديو غراف|| حربٌ جديدة على الأبواب .. روسيا وبولندا هل اقترب الغزو

وذكرت وسائل إعلام أنه في حال تأكيد أن روسيا مسؤولة عن القصف على بولندا وتفعيل مبدأ الدفاع الجماعي لحلف الأطلسي المعروف باسم المادة 5، والذي يعتبر بموجبه الهجوم على أحد أعضاء التحالف هجوماً على الجميع، فإن ذلك قد يطلق العنان إلى بدء المشاورات حول رد عسكري محتمل.

سقوط صواريخ في بولندا قد تشعل حرب عالمية.. أمريكا تشير للفاعل والناتو يتأهب للرد
سقوط صواريخ في بولندا قد تشعل حرب عالمية.. أمريكا تشير للفاعل والناتو يتأهب للرد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى