اكتشاف أثري ضخم في صحراء العراق يدهش العلماء ويعود إلى 1.5 مليون سنة
في اكتشاف أثري مهم، كشفت حفريات تجريبية في صحراء العراق عن أكثر من 850 قطعة أثرية تعود إلى العصر الحجري القديم، يقدر عمرها بنحو 1.5 مليون سنة، ما يوفر رؤى جديدة حول تطور الإنسان في شبه الجزيرة العربية.
وأجرى فريق دولي من العلماء عمليات التنقيب في المنطقة خلال شهري نوفمبر وديسمبر الماضيين، بهدف استكشاف الإمكانيات الأثرية لصحراء العراق، وتحديد المواقع التي قد تحتوي على بقايا تعود إلى العصور الحجرية القديمة.
موقع الحفريات واكتشافات بارزة
تركزت أعمال الفريق في منطقة كانت تضم بحيرة كبيرة خلال العصر الحديث الأقرب (البليستوسين)، حيث عثر الباحثون على مجموعة غنية من الأدوات الحجرية التي تعود إلى العصر الحجري القديم.
وشملت الاكتشافات فؤوسًا يدوية عمرها أكثر من مليون سنة، بالإضافة إلى شظايا من أداة ليفالوا، وهي تقنية نحت حجري مميزة، يعود تاريخها إلى فترة تتراوح بين 300 ألف و50 ألف سنة مضت.
تحليل القطع وتوسيع البحث
بعد عودتهم محملين بكنز أثري، يخطط العلماء في الجامعة الحرة في بروكسل (UVB) لإجراء دراسات تفصيلية على هذه القطع، بهدف فهم أعمق لحياة الإنسان في العصور الحجرية الأولى في شبه الجزيرة العربية.
Hundreds of Stone Age objects found during pilot excavation stun explorershttps://t.co/FjvceMhcOF
— Interesting Engineering (@IntEngineering) February 10, 2025
وفي إطار عمليات المسح والتنقيب، نجح الفريق بقيادة إيللا إيجبيرتس، جعفر جوثيري، وأندرياس نيمارك، في تحديد سبعة مواقع رئيسية ضمن منطقة تمتد على مساحة 6.2 × 12.4 ميلًا، حيث تم استخراج القطع الأثرية التي توثق نشاطًا بشريًا يعود لأكثر من مليون سنة، وهو ما وصفه الباحثون بأنه “نجاح كبير للعمل الميداني”.
النتائج والتطلعات المستقبلية
وفي تصريح لها، أوضحت الباحثة إيللا إيجبيرتس أن أحد المواقع خضع لمسح منهجي مكثف، بهدف تحليل توزيع القطع الأثرية وتحديد خصائصها التكنولوجية والتصنيفية.
وأضافت أن المواقع الأخرى التي لم يتم استكشافها بعد قد تكشف عن كنوز أثرية مماثلة.
وتم عرض نتائج الاكتشاف في عدة مؤتمرات علمية، سواء للمتخصصين أو الجمهور العام، بما في ذلك اتحاد الكتّاب في النجف، وفقًا لبيان صادر عن الجامعة الحرة في بروكسل.
وبعد هذه النتائج المشجعة، يخطط الفريق لتوسيع نطاق أبحاثه واستمرار عمليات التنقيب للكشف عن المزيد من أسرار ماضي صحراء العراق السحيق
وأكد الباحثون في بيانهم الصحفي: “نسعى إلى دمج هذه النتائج الجديدة ضمن الفهم الشامل لتطور الإنسان وسلوكياته في شبه الجزيرة العربية.”
كما أشارت إيجبيرتس إلى أن الهيئة العامة للآثار والتراث في العراق تدعم هذا البحث وتشجع استمراره، مضيفة أن المرحلة التالية تتطلب الحصول على تمويل إضافي لإعادة بناء التغيرات البيئية التي شهدتها المنطقة خلال عصر البليستوسين، وفهم وجود الإنسان المبكر وسلوكه في الصحراء الغربية للعراق.
