تحميل سعر البتكوين... | تحميل الدولار مقابل الليرة التركية... | تحميل الدولار مقابل الليرة السورية... | تحميل الدولار مقابل الدينار الجزائري... | تحميل الدولار مقابل الجنيه المصري... | تحميل الدولار مقابل الريال السعودي...
حورات خاصةاخبار سوريا

فرنسا تشن حملة لمواجهة نفوذ “الإخوان المسلمين” فيها وخبير يتحدث عن مشروع يهدد الجمهورية

في خضم تصاعد الجدل السياسي والأمني حول الجماعات المتطرفة، تتحرك فرنسا بخطى متسارعة نحو مواجهة تنظيم الإخوان المسلمين، الذي ترى فيه تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي وقيمها الجمهورية، وتتنوع هذه التحركات بين إجراءات تشريعية وأمنية، بالإضافة إلى جهود استخباراتية لرصد شبكات التنظيم ووقف تمدده، بعدد تقرير وضع على مكتب ماكرون وأثار مخاوف باريس.

 

الإخوان كمشروع انفصالي

وأدان تقرير مجلس الدفاع الفرنسي، التسلل “القاعدي” الذي تمارسه جماعة الإخوان المسلمين في فرنسا، وبحسب مؤلفيه، فإن هذا من شأنه أن يشكل “تهديدًا للتماسك الوطني”، وطلب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من الحكومة صياغة “مقترحات جديدة” في ضوء “خطورة الوقائع” الواردة في هذه الوثيقة.

 

يرى الدكتور منير أديب، الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية والإرهاب الدولي، في حدي لوكالة ستيب نيوز، أن جماعة الإخوان المسلمين تمثل “مشروعًا انفصاليًا”، يهدد الأمن القومي الفرنسي بشكل مباشر.

ويوضح أن هذا المشروع لا يقتصر فقط على التمرد على قوانين الدولة، بل يتعداه إلى محاولة تقويض النظام الجمهوري من الداخل.

 

ويقول: “حركة الإخوان المسلمين تمثل مشروعًا انفصاليًا يهدد أمن واستقرار فرنسا، ويشكل خطرًا على القيم الفرنسية والدولة بمؤسساتها وقوانينها”.

 

سيطرة الجماعة على المساجد ومنابر التأثير

طرح وزير الداخلية الفرنسي برونو ريتيلو بعض التدابير الأولية أمام مجلس الشيوخ الفرنسي، وهي “تنظيم أفضل للدولة” مع ” صلاحيات في مجال الاستخبارات” و”مكتب المدعي العام الإداري داخل وزارة الداخلية” لإيجاد حلول بشأن تغلغل جماعة الإخوان المسلمين. كما تحدث عن” التدريب” للموظفين الحكوميين والمسؤولين المنتخبين المحليين، و”استراتيجية لرفع مستوى الوعي بين عامة الناس”، مسلطا الضوء على “الثغرات” المتعلقة بـ”الدوائر المالية” لجماعة الإخوان.

وتحذر السلطات الفرنسية من تغلغل جماعة الإخوان في المساجد والمراكز الدعوية، وهو ما يؤكده أديب قائلًا إن “أغلب المساجد التي نشأت في فرنسا هي مساجد دعوية، وبدأ يتضح أن السيطرة الفعلية عليها ليست بيد المسلمين عامة، بل بيد قيادات من الجماعة، ممن يحملون أفكارًا أيديولوجية ذات طابع سياسي”.

 

ويضيف: “هذه الجماعة المؤدلجة تسعى إلى تحويل المنصات الدينية إلى أدوات نشر لأفكارها، مما يجعل خطر وجودها في فرنسا حقيقيًا، ويعزز من الانفصالية داخل المجتمع المسلم الفرنسي”.

 

التضييق لا الحظر.. تكتيك فرنسي محسوب

 

ورغم تصاعد الأصوات المطالبة بحظر الجماعة بالكامل، يرى أديب أن فرنسا لن تتخذ قرارًا مباشرًا بحظر الإخوان، مشيرًا إلى أن التجارب الغربية عمومًا، بما في ذلك أوروبا والولايات المتحدة، تظهر ترددًا في اتخاذ قرارات مشابهة.

 

ويقول: “لا أرجّح أن تتخذ فرنسا قرارًا بحظر التنظيم. الإجراءات المتاحة هي التضييق والمراقبة، وليس الحظر الكامل”.

ويعلل ذلك بأن بعض الدول الغربية تستخدم الجماعات الإسلامية المتطرفة كأدوات سياسية أو جماعات ضغط للتأثير في شؤون بعض الدول العربية.

 

تحقيقات واسعة وتجفيف منابع التمويل

 

في السياق ذاته، كشفت تقارير صحفية فرنسية عن تحقيقات واسعة حول مصادر تمويل الجماعة، أسفرت عن تجميد أكثر من 25 مليون يورو كانت تمر عبر صناديق وهبات مشبوهة تديرها جمعيات محسوبة على الإخوان.

 

وتتجه فرنسا إلى سن تشريعات إضافية لتعزيز قانون مكافحة الانفصالية، وهو القانون الذي اعتُمد في عام 2021 للحد من نفوذ الجماعات التي تُتهم بتهديد وحدة الجمهورية.

 

الاختراق الأيديولوجي وتهديد القيم الفرنسية

 

يشدد الدكتور منير أديب على أن الخطر لا يكمن فقط في النشاط التنظيمي للجماعة، بل في محاولة زرع أيديولوجيا سياسية دينية تناقض جوهر القيم الفرنسية.

 

ويقول: “التهديد الذي تمثله جماعة الإخوان ليس فقط على الأمن، بل على الحرية، والمساواة، والمبادئ الجمهورية، والجماعة تسعى إلى اختراق المجتمع من خلال التعليم، والعمل الأهلي، وحتى داخل المساجد”.

 

ويتابع: “فرنسا ترى أن هذه التنظيمات الأيديولوجية تهدد القيم التي قامت عليها الدولة، وتستغل العمل العام والجمعيات كواجهة لنشر أفكارها”.

 

تفريق ضروري بين الجماعة والمسلمين

 

ينبّه أديب إلى ضرورة الفصل بين التنظيمات المتطرفة وبين المسلمين عامة.

ويقول: “هناك فرق واضح بين مواجهة تنظيم مؤدلج يخلط بين الدين والسياسة، ويسعى لمحاربة قيم الدولة، وبين المسلمين الذين يدركون أن فرنسا لا تواجههم كجماعة دينية”، مضيفًا أن “المسلمين يدركون تمامًا أن المشكلة ليست معهم، بل مع تنظيمات متطرفة كحركة الإخوان”.

دعوات للتعاون الإقليمي والدولي

ويسلّط تقرير مجلس الدفاع الفرنسي الضوء على كيفية “خسارة جماعة الإخوان المسلمين لنفوذها” في العالم العربي والإسلامي، و”تركيزها على أوروبا”، وهذا هو السبب الذي جعل التقرير يدعو إلى “مواصلة جهود التوعية المبذولة بالفعل مع المفوضية الأوروبية”.

 

ويختتم أديب حديثه بالدعوة إلى تعاون عربي-أوروبي واسع لمواجهة خطر هذه التنظيمات، مؤكدًا أن الخطر الذي تمثله لا يقتصر على فرنسا وحدها.

 

ويقول: “التنظيمات المتطرفة، وفي مقدمتها الإخوان، تمثل تهديدًا للأمن الإنساني، والأمن الإقليمي، وليس فقط للأمن القومي الفرنسي، ولذلك، على الدول أن تتعاون وتتبادل المعلومات لمواجهتها بصورة شاملة”.

 

أوروبا في اختبار حقيقي

 

مع تزايد الحوادث المرتبطة بالتطرف وارتفاع منسوب التحذيرات الاستخباراتية، يبدو أن أوروبا، وفرنسا بشكل خاص، أمام اختبار صعب في تحقيق التوازن بين حماية الأمن والحفاظ على قيم الانفتاح، ويظل التحدي الأكبر هو القدرة على مواجهة جماعات أيديولوجية كالإخوان دون الانزلاق إلى استهداف مجتمعات دينية بأكملها.

 

اقرأ أيضاً|| كيف نجا الأردن من “مخطط الإخوان”؟.. خبراء يكشفون انهيار سياسة “العصا والجزرة” بضربةٍ مخابراتية

 

فرنسا تشن حملة لمواجهة نفوذ "الإخوان المسلمين" فيها وخبير يتحدث عن مشروع يهدد الجمهورية
فرنسا تشن حملة لمواجهة نفوذ “الإخوان المسلمين” فيها وخبير يتحدث عن مشروع يهدد الجمهورية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى