علاقة ترامب بإيلون ماسك
ورغم الانفصال الودي في المكتب البيضاوي أمس الجمعة، فإن الواقع كان أكثر تعقيداً بكثير وشمل صراعات وتوترات كبيرة وانعدام ثقة متزايد، حسبما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال". لقد بدأ الاثنان رحلتهما المشتركة كشريكين مثاليين: استثمر ماسك ما يقرب من 300 مليون دولار في انتخاب ترامب وساعد في تأمين عودته إلى البيت الأبيض، وفي المقابل، حصل من ترامب على وصول غير مسبوق إلى الحكومة وسلطة واسعة النطاق على البيروقراطية الفيدرالية من خلال وزارة كفاءة الحكومة. ولكن ما بدأ كقصة حب سياسية سرعان ما تحول إلى علاقة متوترة، وقد وصف ترامب ماسك لمستشاريه بشكل غامض: "50% عبقري، 50% طفل" أو "90% عبقري، 10% طفل"، اعتمادا على الرواية، وهو الوصف الذي يعكس تصوره المتضارب عنه. واتسم الحديث بين الرجلين بمحادثات طويلة خلال العشاء في نادي ترامب، لكن ماسك كان يخلط أحياناً بين الرئيس وروح الدعابة الغريبة لديه. وبدأ التوتر الحقيقي يتطور عندما بدأ ماسك، الذي كان ينام أحيانا في البيت الأبيض ويرسل رسائل بانتظام في وقت متأخر من الليل، في العمل باستقلالية تامة، إذ أجرى تخفيضات دراماتيكية في الحكومة دون التشاور مع كبار المسؤولين في البيت الأبيض، بما في ذلك رئيسة الأركان سوزي ويلز، مما أدى إلى خلق وضع مضطرب، حيث كان مستشارو ترامب في كثير من الأحيان يتعلمون عن تصرفات ماسك من التقارير الإخبارية أو كبار المسؤولين في الإدارة. ووصلت التوترات إلى ذروتها عندما سأل ترامب مستشاريه: "هل كان هذا هراء؟" في إشارة إلى وعد ماسك بخفض تريليون دولار من الإنفاق الحكومي. وكشف السؤال عن الشكوك المتزايدة لدى الرئيس بشأن قدرة ماسك الحقيقية على الوفاء بوعوده، وفي الوقت نفسه، شعر ماسك نفسه بضغوط متزايدة، خاصةً في ضوء الانخفاض الحاد بنسبة 71% في أرباح تسلا والمشاكل في سبيس إكس، مما دفعه إلى تفسير رحيله: "أحتاج إلى تخفيف بعض الضغوط عن نفسي وشركاتي". وقد تجلى تعقيد العلاقة في مجموعة متنوعة من الصراعات السياسية والشخصية، فهاجم ماسك، علناً السيناتور الجمهوري تود يونج، واصفاً إياه بأنه "دمية في يد الدولة العميقة"، الأمر الذي أعاق جهود ترامب للحصول على دعمه لترشيح تولسي جابارد لمنصب مدير الاستخبارات الوطنية. كما تدخل في انتخابات المحكمة العليا في ولاية ويسكونسن عكس نصيحة مسؤولي البيت الأبيض، ووصف مستشار التجارة بيتر نابرو علناً بأنه "أحمق" و"أغبى من مزرعة للطوب".