أظهر تقرير استخباراتي أمريكي حديث أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكثر إصرارًا من أي وقت مضى على مواصلة الحرب في أوكرانيا وتحقيق النصر على أرض المعركة، وفقًا لمسؤول أمريكي رفيع ومسؤول في الكونغرس الأمريكي.
وأشار التحليل، الذي تم إبلاغ أعضاء الكونغرس الأمريكي به هذا الشهر، إلى أن الأجهزة الاستخباراتية لا ترى أي مؤشرات على استعداد روسيا للتوصل إلى تسوية بشأن أوكرانيا، في وقت يسعى فيه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لوساطة محادثات سلام.
ويعكس هذا التقييم رؤية الأجهزة الاستخباراتية الأمريكية والغربية لموقف النظام الروسي منذ فبراير 2022، عندما أمر بوتين بغزو أوكرانيا غير المبرر، وفقًا لمصدرين مطلعين على الأمر.
ويُعتقد الآن أن بوتين أكثر تمسّكًا بموقفه من أي وقت مضى، بحسب المسؤول الأمريكي ومسؤول الكونغرس الأمريكي.
وبالرغم من تكبد روسيا خسائر فادحة في صفوف قواتها وتعرضها لانتكاسات اقتصادية في الداخل، يظل بوتين ملتزمًا بالسيطرة على الأراضي الأوكرانية وتوسيع نفوذ بلاده لتبرير الخسائر البشرية والمالية، وفقًا للتقييم الاستخباراتي.
وفي مؤشر على تزايد إحباط ترامب، ألغى الأسبوع الماضي لقاءً مخططًا مع بوتين في بودابست، المجر، وفرض لأول مرة منذ عودته إلى الرئاسة في يناير عقوبات على موسكو، مستهدفًا شركتين كبيرتين في قطاع النفط الروسي.
ووصف ترامب العقوبات الجديدة بأنها "ضخمة"، مضيفًا أنه "انتظر وقتًا طويلًا" لتنفيذها، لكنه يأمل أن "لا تستمر لفترة طويلة". وقال: "نأمل أن تنتهي الحرب قريبًا".
ورفض البيت الأبيض التعليق على التقييم الاستخباراتي الأخير، مشيرًا إلى تصريحات ترامب العامة حول جهوده للتوصل إلى صفقة سلام.
وقال مسؤول في بيان: "كما صرح الرئيس، هذه عقوبات ضخمة على شركتين كبيرتين في قطاع النفط، والتي يأمل أن تساعد في إنهاء الحرب. لقد أوضح أنه حان الوقت لوقف القتل والتوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب. وستواصل الولايات المتحدة الدعوة إلى حل سلمي للنزاع، ويعتمد السلام الدائم على استعداد روسيا للتفاوض بحسن نية".
وكان ترامب قد تعهّد منذ فترة طويلة بالتوسط لإنهاء الحرب في أوكرانيا، ووعد كمرشح بضمان تحقيق السلام خلال 24 ساعة من عودته إلى الرئاسة. لكن جهوده لإقناع روسيا بالمجيء إلى طاولة المفاوضات والاتفاق على وقف إطلاق النار لم تنجح حتى الآن.
وخلال الأشهر الأخيرة، تغيّرت لهجة ترامب، حيث عبّر عن إحباطه المتزايد وعدم صبره مع بوتين، متهمًا إياه بعدم اتخاذ أي خطوات عملية لدعم التصريحات الإيجابية التي أدلى بها خلال محادثاتهما.