انطلقت اليوم السبت في دمشق فعالية "يوم حوار مع المجتمع المدني السوري"، في خطوة غير مسبوقة تعكس تعاوناً بين الحكومة السورية والاتحاد الأوروبي، وذلك بحضور شخصيات رفيعة المستوى محلية ودولية.
تُعد هذه الدورة التاسعة من الفعالية، ولكنها المرة الأولى التي تُعقد فيها داخل سوريا، مما يمثل تحولاً مهماً في جهود "تعميق التواصل بين الحكومة والمجتمع" ضمن إطار "مؤتمر بروكسل لدعم سوريا" الذي ينظمه الاتحاد الأوروبي سنوياً.
أكدت المفوضة الأوروبية لشؤون المتوسط، دوبرافكا سويكا، أن استضافة دمشق لهذا الحوار تعكس "دعم الاتحاد الأوروبي الدائم للشمولية والمصالحة، وتوفير مساحة مدنية آمنة وحيوية في سوريا".
من جانبها، شددت نائبة رئيس المفوضية الأوروبية، كايا كلاس، على أن "بعد عقود من الدكتاتورية الوحشية أصبحت لدى سوريا الآن فرصة لإعادة بنائها"، مشيرة إلى أن الاتحاد الأوروبي يدعم هذه الجهود بتقديم 2.5 مليار يورو كمساعدات لإعادة الإعمار، مؤكدة أن هذا الدعم "ليس مجرد أقوال".
من جهته، أشار وزير الخارجية أسعد الشيباني إلى أن هذا الحوار يمثل "إطلاق الشراكة المتينة مع المجتمع المدني وشركائنا في الاتحاد الأوروبي". وأكد أن المجتمع المدني ليس ظاهرة جديدة، بل هو امتداد لجهود وطنية سابقة، ويمثل اليوم "مرآة لنبض الشارع وجسراً بين الدولة والمجتمع".
كما أوضحت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل، هند قبوات، أن هذا الحوار هو "بداية التغيير"، وأن إعادة بناء سوريا تتطلب "شراكة وثيقة مبنية على الاحترام بين الدولة والمجتمع"، مشددة على دور المجتمع المدني كشريك أساسي في التخطيط والتنفيذ والمساءلة وضمان العدالة والشفافية.