أثار اقتراح رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، تغيير علم السودان الحالي والعودة إلى علم الاستقلال، جدلاً واسعاً وانقساماً حاداً على منصات التواصل الاجتماعي، الاثنين، عقب خطابه في مدينة بورتسودان خلال مراسم تأبين قتلى حركة جيش تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي.
خلفية الاقتراح
البرهان أشار إلى علم الاستقلال الذي اعتمد في الأول من يناير/كانون الثاني 1956، والمكوّن من ثلاثة ألوان: الأزرق رمزاً للنيل، الأصفر للصحراء، والأخضر للزراعة.
ردود فعل متباينة
المعارضون اعتبروا أن تصريحات البرهان غير مدروسة، وأن تغيير العلم قضية تمس هوية الدولة ووحدتها ولا تحتمل الارتجال. وحذّروا من أن الخطوة قد تُفسَّر دولياً كإعادة تعريف للدولة السودانية، بما يصب في صالح رواية المتمردين.
بينما المؤيدون رأوا أن العودة إلى علم الاستقلال تعكس أصالة السودان وهويته الوطنية الخالصة، بعيداً عن أي وصاية أو أجندات خارجية، وأنها خطوة رمزية لإعادة ضبط هوية الدولة في لحظة فارقة تاريخياً.
البعد السياسي والاجتماعي
مدونون شددوا على أن فتح نقاش حول تغيير العلم في ظل الحرب الحالية قد يربك المجتمع الدولي الداعم للسودان، فيما اعتبر ناشطون أن التمسك بالرموز الوطنية الخالصة ضرورة بعد ما وصفوه بـ"خذلان" من بعض الدول العربية خلال الحرب مع قوات الدعم السريع.
دلالات رمزية
المؤيدون أكدوا أن علم الاستقلال كان الراية الوحيدة التي اتفقت عليها إرادة السودانيين قبل تدخلات القوى الإقليمية والدولية، وأن العودة إليه تعني ببساطة: "لا وصاية، لا أجندات، ولا ألوان فُرضت بتوازنات خارجية".