كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن مخاوف متصاعدة في تل أبيب وواشنطن من التطور العسكري المصري، بعد الإعلان عن طائرة مسيّرة انتحارية جديدة تحمل اسم "جبار-150"، وُصفت بأنها قفزة نوعية في قدرات الجيش المصري على تطوير وسائل قتالية منخفضة التكلفة وفعّالة.
مواصفات الطائرة
وفق تقرير لموقع كيكار هاشبت العبري، عرض المعهد القومي للصناعات العسكرية المصري الطراز الجديد الأسبوع الماضي، بمدى يصل إلى 1000 كيلومتر ورأس حربية تزن 50 كيلوجراماً، فيما لا تتجاوز تكلفة تصنيعها عشرات الآلاف من الدولارات.
التصميم يعتمد على هندسة "الجناح الطائر" مع مروحة خلفية، في شكل يشبه إلى حد كبير الطائرة الإيرانية "شاهد-136". وتؤكد مصادر مصرية أن الطائرة قادرة على الطيران على ارتفاع منخفض مع بصمة رادارية ضعيفة، ما يصعّب رصدها واعتراضها.
استراتيجية دفاعية غير متماثلة
التقرير أشار إلى أن تطوير "جبار-150" يأتي ضمن استراتيجية مصرية لامتلاك قدرات دفاعية غير متماثلة، لمواجهة طائرات مسيّرة باهظة الثمن مثل "هيرمس 900" الإسرائيلية و"MQ-9 ريبر" الأميركية.
جدل إقليمي
الإعلان أثار غضباً في طهران، حيث اتهمت وسائل إعلام إيرانية مصر بنسخ تصميم "شاهد-136"، وزعمت حصول القاهرة على دعم تقني من إيران، وهو ما لم تؤكده أو تنفه أي جهة مصرية.
في المقابل، يرى خبراء عسكريون في تل أبيب أن التشابه بين الطرازين يتجاوز الشكل الخارجي ليشمل تفاصيل فنية، معتبرين أن ظهور "جبار-150" يعكس سباقاً إقليمياً متزايداً لامتلاك أسلحة ذكية منخفضة التكلفة قادرة على تهديد أنظمة عسكرية متطورة.
تصريحات مصرية
من جانبه، أوضح اللواء سمير فرج، المحلل الاستراتيجي والرئيس السابق لإدارة الشؤون المعنوية بالقوات المسلحة المصرية، أن مصر لم تنسخ النموذج الإيراني، بل اعتمدت الفكرة ذاتها القائمة على تصنيع طائرات مسيّرة من مكونات بسيطة ومتاحة تجارياً، لضمان استقلالية التطوير وعدم التأثر بالضغوط الدولية.
وأكد فرج أن الطائرات المسيّرة باتت خياراً مثالياً في الحروب الحديثة، كما ظهر في الحرب الروسية–الأوكرانية والمواجهة الأخيرة بين إيران وإسرائيل، مشيراً إلى أن مصر تتجه نحو مرحلة الإنتاج الجماعي لهذه الطائرات لتلبية احتياجاتها الدفاعية قبل التفكير في تصديرها.
انعكاسات إقليمية
بحسب تقارير إسرائيلية، يمثل الكشف عن "جبار-150" تطوراً معقداً في المشهد الأمني بالشرق الأوسط، إذ يمنح جيوشاً تقليدية أو غير تقليدية وسيلة فعّالة لفرض توازن جديد ولو جزئياً أمام التفوق التكنولوجي الأميركي والإسرائيلي، ما يزيد من وتيرة القلق بشأن تبدّل موازين القوى في المستقبل القريب.