كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت أن إسرائيل رصدت ما تصفه بـ تهديد إيراني متصاعد على الحدود الشرقية، مؤكدة أن طهران لم تتخلَ عن الخطة التي وضعها قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني، والهادفة إلى تطويق إسرائيل بـ"حلقة مزدوجة من النار" تشمل الصواريخ والطائرات المسيّرة والقوات البرية المتسللة.
إعادة انتشار عسكري واسع وتأسيس ألوية احتياط جديدة
وبحسب التقرير، يجري الجيش الإسرائيلي إعادة نشر قواته على طول الحدود الشرقية، مع إعادة تشغيل مواقع عسكرية كانت مهجورة سابقاً، وإنشاء خمسة ألوية احتياط جديدة لتعزيز الجبهة.
وتتولى حالياً فرقة جلعاد التي تأسست حديثاً وتعمل تحت قيادة المنطقة المركزية مسؤولية القطاع الشمالي من الحدود الشرقية، بينما تبقى مسؤولية القطاع الجنوبي بيد فرقة إدوم 80 التابعة للمنطقة الجنوبية.
وتشير الصحيفة إلى أن هذه المنطقة كانت سابقاً تحت مسؤولية لواء واحد فقط هو لواء غور الأردن، قبل أن تتوسع المهام الدفاعية بعد التغييرات الإقليمية الأخيرة.
“سيناريو المرجعية”: رؤيتان تحكمان الاستراتيجية الإسرائيلية الجديدة
تقول الصحيفة إن مفهوم الدفاع المحدث، المعروف عسكرياً باسم “سيناريو المرجعية”، يستند إلى رؤيتين استراتيجيتين:
1. استمرار إيران في تنفيذ خطة سليماني
وهي خطة تهدف إلى تطويق إسرائيل بـ: صواريخ دقيقة، وطائرات مسيّرة، وقوات برية متسللة.
وتعمل هذه العناصر معاً في توقيت واحد بهدف إحداث انهيار شامل داخل إسرائيل بحلول عام 2040.
2. تأثير هجوم حماس في أكتوبر 2023
ترى إسرائيل أن هجوم 7 أكتوبر أربك الخطة الإيرانية، لكنه في الوقت نفسه جعل الأردن مساراً محتملاً لهجوم مستقبلي، ما رفع من حساسية الجبهة الشرقية.
الميليشيات العراقية والحوثيون… تهديد عابر للحدود
وتحذر الصحيفة من أن الميليشيات الشيعية العراقية والحوثيين قادرون على تنفيذ هجوم مفاجئ عبر الأردن أو جنوب سوريا.
وتطرح أحد السيناريوهات احتمال وصول مجموعات مسلحة في مركبات بيك أب خلال ساعات قليلة من العراق إلى الحدود الأردنية أو الجولان السوري، ثم التقدم نحو جسر اللنبي وجسر آدم، ومناطق جنوب بحيرة طبريا، ووسط غور الأردن
وهي نقاط يمكن استخدامها للتوجه نحو القدس.
وتشير الصحيفة إلى تقرير للأخبار اللبنانية يفيد بوجود غرفة عمليات مشتركة في بغداد والأردن تضم نحو 8,000 عامل يمني، يُعتقد أن مئات منهم مرتبطون بالحوثيين.
الحاجة إلى تعزيز الاحتياط… وتأجيل التنفيذ سابقاً
تقول يديعوت إن المهمة الأولى للمنظومة الدفاعية الجديدة هي منع أي هجوم مفاجئ راكب أو راجل عبر الأراضي الأردنية.
وقد وُضع هذا المفهوم في أوائل 2024، لكن رئيس الأركان السابق هرتسي هاليفي أجّل تطبيقه بسبب نقص حجم القوات آنذاك، قبل أن يُعاد تفعيله في ظل التهديدات الحالية.