قُتل عنصر من قوات الأمن السورية وجنديان أمريكيان، إضافة إلى مترجم أمريكي، في هجوم مسلح استهدف وفداً سورياً–أمريكياً مشتركاً قرب مدينة تدمر في محافظة حمص، وفق ما أفاد به تلفزيون سوريا نقلاً عن مصدر أمني، وأكدته لاحقاً وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون).
وأوضح البنتاغون أن الهجوم وقع أثناء اجتماع ميداني مرتبط بجهود مكافحة الإرهاب وتنظيم داعش، مشيراً إلى مقتل جنديين أمريكيين ومترجم كان يرافق الوفد.
وبحسب مصادر أمنية، تعرّضت قوات الأمن السورية وقوات من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لإطلاق نار مفاجئ، أثناء تنفيذ جولة ميدانية مشتركة في محيط مدينة تدمر بوسط البلاد. وأكد مصدر أمني لقناتي “العربية” و“الحدث” مقتل منفذ الهجوم بعد اشتباكه مع عناصر الأمن السوري وقوات التحالف.
وأشار المصدر إلى أن مروحيات أمريكية قامت بنقل المصابين إلى قاعدة التنف قرب الحدود السورية–العراقية، وسط حالة استنفار أمني واسع في المنطقة.
وفي السياق ذاته، قال قائد قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، مظلوم عبدي، إن “تصاعد الهجمات يتطلب جهوداً مشتركة ومكثفة لمكافحة الإرهاب”، معرباً عن أسفه لإصابة عناصر من الأمن السوري وجنود أمريكيين في هجوم البادية السورية.
وتحتفظ الولايات المتحدة بقوات عسكرية في شمال شرقي سوريا منذ نحو 10 سنوات، في إطار دعمها لقوات محلية تقودها وحدات كردية لمحاربة تنظيم داعش، الذي ما زال ينشط عبر خلايا متنقلة في البادية السورية رغم خسارته السيطرة الميدانية الواسعة منذ عام 2019.
تفاصيل ميدانية للهجوم
وأفادت المعلومات بأن الهجوم وقع داخل مقر فرع الأمن الداخلي في البادية، المعروف سابقاً بفرع الأمن العسكري 221 (شعبة المخابرات)، حيث أقدم عنصر يتبع للأمن الداخلي السوري على إطلاق النار بشكل مباغت على عناصر المرافقة السوريين والأمريكيين، بينما كان ضباط من الجانبين يعقدون اجتماعاً في مكتب رئيس الفرع.
وأسفر الهجوم عن إصابة أربعة جنود أمريكيين، اثنان منهم في حالة خطرة، إضافة إلى إصابة ستة عناصر سوريين، دون ورود تفاصيل دقيقة حول طبيعة إصاباتهم. وتم تحييد المهاجم وقتله خلال الاشتباك، فيما أكدت الجهات الأمنية أنه لا يشغل أي موقع قيادي، وليس المرافق الشخصي لمدير الفرع، كما لم يكن يرتدي حزاماً ناسفاً أو ينفذ عملية تفجير.
تصريحات رسمية من وزارة الداخلية السورية
وصرح المتحدث باسم وزارة الداخلية، نور الدين البابا، للإخبارية، بأن هناك تحذيرات مسبقة وُجّهت من قيادة الأمن الداخلي للقوات الشريكة في منطقة البادية بشأن احتمال حدوث خرق أو هجمات متوقعة من تنظيم داعش، إلا أن قوات التحالف الدولي لم تأخذ هذه التحذيرات بعين الاعتبار. وأضاف أن الهجوم وقع على باب أحد المقرات في بادية تدمر، أثناء جولة مشتركة بين قيادة التحالف الدولي في سوريا وقيادة الأمن الداخلي بالبادية. وأكد البابا أن التحقيقات ستتأكد مما إذا كان منفذ الهجوم مرتبطاً مباشرة بتنظيم داعش أم متأثراً بأفكاره، مشيراً إلى أنه لا يحمل أي ارتباط قيادي داخل الأمن الداخلي ولا يعد مرافقاً للقيادة، وتم تحييده بعد الاشتباك مع الأمن السوري وقوات التحالف.
إجراءات أمنية وتصعيد جوي
وعقب الهجوم، أقدمت قوات سورية وأمريكية مشتركة على قطع طريق دير الزور–دمشق بشكل كامل، كإجراء أمني طارئ. كما غادر الوفد الأمريكي المنطقة بسرعة باتجاه قاعدة التنف، وسط تشديد أمني واسع.
وشهدت سماء تدمر تحليقاً مكثفاً للطائرات الحربية الأمريكية على علو منخفض، تخلله إطلاق بالونات حرارية، بالتزامن مع سماع أصوات إطلاق نار وانتشار أمني مكثف، ما أثار حالة من القلق بين السكان المحليين.
ويأتي هذا التحرك في إطار ما تصفه مصادر ميدانية باستراتيجية أمريكية لتعزيز الحضور والتواجد في عمق البادية السورية، في ظل استمرار التهديدات الأمنية التي تشكلها خلايا تنظيم داعش في المنطقة.